مسؤولون أميركيون: استعادة ترامب لقاعدة باغرام لا تتم إلا بعملية عسكرية
قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن خطة الرئيس دونالد ترامب لاستعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان تُشبه «عملية عسكرية جديدة» في هذا البلد، مؤكدين أن تنفيذها يتطلب آلاف الجنود وتجهيزات متطورة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أميركية أن استعادة القاعدة «ليست مهمة سهلة»، إذ تتطلب عشرات الآلاف من الجنود، وكلفة مالية ضخمة لإعادة إعمارها، إضافة إلى عملية لوجستية معقدة. وأوضح أحد المسؤولين: «حتى بعد السيطرة على باغرام، فإن تأمين محيطها سيكون أمراً بالغ الصعوبة».
مسؤول آخر في وزارة الدفاع الأميركية قال: «لا أرى ميزة عسكرية كبيرة في تلك المنطقة، المخاطر تفوق الفوائد». فيما أكد مصدر آخر أنه «لا توجد أي خطة عسكرية حالية للسيطرة على القاعدة».
محادثات منذ مارس
كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لشبكة CNN أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط منذ أشهر على مسؤولي الأمن القومي لإيجاد وسيلة لاستعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان.
المصادر أوضحت أن النقاشات حول إعادة القاعدة إلى السيطرة الأميركية تعود على الأقل إلى مارس 2025، وأن ترامب وكبار مسؤولي الأمن القومي يعتبرون باغرام قاعدة حيوية لأسباب عدة، أبرزها: مراقبة الصين لقرب أفغانستان من حدودها، الاستفادة من المعادن النادرة والموارد الطبيعية، إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب يستهدف تنظيم داعش، وإمكانية إعادة فتح بعثة دبلوماسية. لكن أحد المصادر شدّد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجوداً عسكرياً أميركياً دائماً داخل أفغانستان.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن خطة ترامب لاستعادة قاعدة باغرام أشبه بـ«عملية عسكرية جديدة» في أفغانستان، مؤكدين أنها ستتطلب آلاف الجنود وتجهيزات متطورة.
البُعد الاستراتيجي
مع ذلك، واصل ترامب التأكيد على الأهمية الاستراتيجية لباغرام، مشيراً إلى قربها من المنشآت النووية الصينية. وأفادت CNN بأن عدداً من المسؤولين الأميركيين يرون أن للقاعدة «قيمة استخباراتية ورقابية».
كرّر ترامب انتقاداته للرئيس جو بايدن بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان عام 2021، قائلاً إنه كان يجب الإبقاء على قوات محدودة في باغرام. لكن مراقبين اعتبروا تصريحاته جزءاً من حملته السياسية ضد إدارة بايدن.
يُذكر أن ترامب نفسه وقّع في 2020 «اتفاق الدوحة» مع طالبان، والذي نصّ على انسحاب جميع القوات الأميركية من أفغانستان. وأكدت طالبان آنذاك أنها رفضت أي بقاء للقوات الأميركية، حتى بأعداد رمزية.