وأفاد مرصد "كلاد فلير رادار" العالمي لمراقبة حركة الإنترنت، بأن العاصمة كابل شهدت أكبر تراجع في الاتصال بشبكة الإنترنت، فيما أظهرت بيانات "نت بلوكس" أن مستوى الوصول إلى الإنترنت في أفغانستان انخفض بشكل مفاجئ بعد ظهر أمس الاثنين، إلى نحو 1٪ فقط، وهو ما يعني عملياً انقطاعاً شبه تام عن الشبكة العالمية.
ورغم مرور ساعات طويلة على بدء الحجب، لم تقدّم حركة طالبان أي توضيح رسمي بشأن القرار.
في هذا السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن دبلوماسي أجنبي في كابل قوله إن طالبان أبلغت بعض البعثات بأن قطع الإنترنت "سيستمر حتى إشعار آخر".
من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية صنم كبيري لوكالة "رويترز": "تستخدم طالبان كل الأدوات التي تمتلكها لقمع الناس، ماذا يريد هؤلاء القادمون من العصور الوسطى من شعبنا المظلوم؟"
وكانت آلاف النساء الأفغانيات لجأن إلى تأسيس مشاريع صغيرة عبر الإنترنت، بعدما حُرمن من العمل والتعليم، واعتبرن الإنترنت "طوق نجاة اقتصادي" مكنهن من العمل من منازلهن، لكن الحظر المفاجئ للاتصال عطّل مشاريعهن بالكامل.
كما أدّى الحظر إلى تعطيل الدروس التعليمية عبر الإنترنت، التي كانت تشكل آخر نافذة تعليمية للفتيات والنساء في ظل الحظر المفروض عليهن من قبل طالبان.
يُذكر أن حركة طالبان قطعت خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل مفاجئ أمس الاثنين، بأمر مباشر من زعيمها ملا هبة الله آخوندزاده، الذي برّر القرار بأنه في سبيل "منع الفواحش والمنكرات".
وأدى القرار إلى توقف واسع في شبكات الاتصال الأرضية والمحمولة، وتوقف البث الرقمي لمعظم القنوات التلفزيونية، وتعطّل المطارات والرحلات الجوية والوزارات والبنوك والخدمات العامة.