اعتراف مسؤول طالبان: لا يمكننا العيش بدون الإنترنت

بعد يومين من قطع خدمات الإنترنت في أفغانستان، اعترف مسؤول في حركة طالبان بأن تداعيات هذا القرار على حكومة الحركة والاقتصاد الأفغاني كانت بالغة الخطورة.

بعد يومين من قطع خدمات الإنترنت في أفغانستان، اعترف مسؤول في حركة طالبان بأن تداعيات هذا القرار على حكومة الحركة والاقتصاد الأفغاني كانت بالغة الخطورة.
وصرّح هذا المسؤول لصحيفة واشنطن بوست قائلاً: «كل شيء متوقف الآن.» وأضاف: «نحن لا نستطيع العيش بدون الإنترنت.»
ولم تكشف الصحيفة عن هوية هذا المسؤول. وقال مسؤولون من طالبان خارج أفغانستان إن قطع الإنترنت كان موضوع نقاش لمدة أسبوع، لكن القرار النهائي اتخذه هبت الله ورفاقه في قندهار.
وذكرت الصحيفة يوم الثلاثاء 30 سبتمبر أنّ طالبان المتمسكون بالنهج العملي عارضوا هذا القرار، وأن خطوة قطع الإنترنت كشفت عن صراعات سياسية داخل الحركة.
وقد أدى قطع الإنترنت إلى تعطيل خدمات القطاعات الحكومية والخاصة. ففي اليوم التالي لإعلان شركة أريانا للطيران تعليق رحلاتها، أعلنت شركة كام إير أنها لن تجري أي رحلات حتى إشعار آخر، ما يعني أنّ الحركة الجوية من وإلى أفغانستان متوقفة تمامًا.
وأشار مسؤول طالبان إلى أن وزارة الخارجية أوقفت إصدار التأشيرات، وأن المراسلات بين الإدارات الحكومية متوقفة. وكانت الإدارات الحكومية خلال العقدين الماضيين تعتمد بشكل واسع على الحواسيب والأنظمة الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت، والآن تعود بعض الدوائر، مثل قسم الهجرة على الحدود، للعمل اليدوي.
وأكد المسؤول أنّ تأثير قطع الإنترنت على الأعمال التجارية كان شديدًا. وأفادت واشنطن بوست من كابل بأن الشوارع المزدحمة في العاصمة كانت فارغة يوم الثلاثاء، وأن العديد من المحال مغلقة.
وأضاف المسؤول أنّ طالبان يتوقعون إعادة الإنترنت جزئيًا، لكن بسرعات منخفضة، وربما يستخدمون خدمة جيل 2 بدل جيل 3 و4 عالي السرعة، بحسب تقارير غير مؤكدة.
وعبر المواطنون عن استيائهم الشديد من قطع الإنترنت، وقالوا لموقع أفغانستان إنترناشونال إنهم فقدوا الاتصال بأقاربهم داخل البلاد، فيما ذكر بعض العمال المهاجرين في إيران أن وسائل إرسال الأموال لعائلاتهم توقفت، إذ أدى انقطاع الإنترنت إلى تعطيل النظام المصرفي وسوق العملات في أفغانستان.
ويرى محللون أن طالبان اتخذت هذا القرار لتعزيز سلطتها، لكن قطع الإنترنت سيزيد من استياء الشعب تجاه الحركة.
ولم تُوضح الأسباب الحقيقية وراء القرار، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة. وقال دبلوماسي أجنبي لصحيفة واشنطن بوست إن بعض المسؤولين في كابل يعتقدون أن قطع الإنترنت يعكس زيادة الشكوك لدى طالبان، خاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نيته إعادة السيطرة على قاعدة بغرام.