وقالت فرشته عباسي، الباحثة في قسم أفغانستان لدى المنظمة: «إجراءات طالبان لقطع الإنترنت تؤثر على معيشة ملايين الأفغان وتحرمهم من حقوقهم الأساسية في التعليم والرعاية الصحية والوصول إلى المعلومات.» وأضافت أن طالبان يجب أن تتوقف عن المبررات الواهية وأن تنهي قطع خدمات الاتصالات.
ومنذ مساء يوم الإثنين 29 سبتمبر 2025، قطعت طالبان الإنترنت والخدمات الهاتفية في عموم أفغانستان، ما أدى عمليًا إلى تعطيل العديد من الخدمات والأعمال التجارية والمطارات والقنوات التلفزيونية.
وأدى انقطاع الإنترنت إلى توقف التعليم عن بُعد، الذي كان يشكل الأمل الأخير للفتيات المحرومات من المدارس والجامعات. وقال أحد أساتذة صفوف التعليم الإلكتروني لمراقبة حقوق الإنسان إن من بين 28 طالبًا، منهم 18 فتاة، تمكن 9 طلاب فقط من الالتحاق بالصف.
وأكدت هيومن رايتس ووتش أن قطع الاتصالات يزيد من عزل النساء والفتيات، ويغلق أحد المسارات القليلة المتبقية للتعلم، والوصول إلى المعلومات، والعمل عبر الإنترنت، والخدمات المرتبطة بالاتصالات الرقمية.
وقال ناشطون إن هذا الحظر يضعف جهودهم لدعم السكان المحليين، كما يضر بشكل خاص بمبادرات وخدمات النساء لصالح النساء والفتيات.
وأشارت المنظمة إلى أن الصحفيين في أفغانستان لم يتمكنوا من إجراء اتصالات محلية أو دولية بسبب تأثر شبكات الهواتف المحمولة والألياف الضوئية، بما في ذلك تطبيقات مثل واتس آب وسيجنال. وأضافت أن توثيق آثار قطع الاتصالات في أفغانستان أصبح صعبًا لعدم القدرة على التواصل مع أي شخص داخل البلاد.
وقالت منظمات الإغاثة الإنسانية إن انقطاع الإنترنت يعطل عملياتهم في أفغانستان، إذ تعتمد أنشطة الإغاثة على التواصل عبر الإنترنت لتنسيق العمل وتوصيل المساعدات.
وقالت إندريكا راتوته، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان: «هذه أزمة إضافية إلى جانب الأزمات القائمة، وتأثيرها سيكون مباشرًا على حياة الشعب الأفغاني.»
وأكدت هيومن رايتس ووتش أن الوصول إلى الإنترنت يُعتبر أداة أساسية لتحقيق مجموعة واسعة من حقوق الإنسان، فيما سبق أن حذّر مكتب حقوق الإنسان للأمم المتحدة من التأثيرات الخطيرة لانقطاع الإنترنت على حرية التعبير، المشاركة السياسية، الأمن العام، التعليم، العمل، الصحة، وزيادة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والجندرية.
وأشارت فرشته عباسي إلى أن الأفغان كانوا معزولين عن العالم مسبقًا، لكن قطع الإنترنت عزّلهم بشكل كامل. وأضافت: «كلما طال انقطاع الإنترنت من قبل طالبان، كانت تداعياته على الشعب والبلاد أكثر ضررًا.»