وجاءت الزيارة بدعوة رسمية من وزير الخارجية الهندي، وذلك بعد حصول متقي على إذن سفر من مجلس الأمن الدولي، الذي يفرض عقوبات على عدد من قادة طالبان، ويُلزمهم بالحصول على موافقة مسبقة للسفر خارج أفغانستان.
وقالت وزارة خارجية طالبان في بيان، إن متقي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين الهنود تتناول سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى مناقشة ملفات التعاون الإقليمي.
ولم تؤكد أي مصادر رسمية حتى الآن ما إذا كان الوزير الأفغاني سيلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي خلال الزيارة.
وكان متقي قد حُرم في وقت سابق من الحصول على تصريح مماثل من مجلس الأمن للسفر إلى باكستان والهند، بسبب اعتراض الولايات المتحدة، التي أبدت استياءها من استمرار احتجاز طالبان لعدد من مواطنيها في السجون الأفغانية.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طالبان وباكستان توتراً ملحوظاً، يقابله تحسّن تدريجي في العلاقات بين كابل ونيودلهي خلال الأشهر الماضية، رغم أن الهند لم تعترف بعد بحكومة طالبان.
ورغم تحفظها الرسمي، اتخذت الهند في الآونة الأخيرة خطوات حذرة نحو الانفتاح على الحركة، شملت عقد لقاءات بين مسؤولين من وزارتي الخارجية في البلدين وإرسال بعثة محدودة إلى سفارتها في كابل لمتابعة الملفات التجارية والمساعدات الإنسانية.
ويرى محللون أن زيارة متقي إلى نيودلهي تعكس محاولة من طالبان لتوسيع انفتاحها الدبلوماسي على القوى الإقليمية، في ظل مساعيها لتعزيز الاقتصاد الأفغاني والحصول على اعتراف دولي تدريجي.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأفغاني الأسبق رنگين دادفر سپنتا أن على الهند ألا تنظر إلى علاقاتها مع طالبان من زاوية التنافس مع باكستان، محذراً من أن استخدام طالبان كورقة ضغط إقليمية قد يزيد التوتر في المنطقة.
يُذكر أن العلاقات بين كابل ونيودلهي كانت وثيقة قبل عودة طالبان إلى الحكم، إذ أغلقت الهند سفارتها في كابل عقب انسحاب القوات الأمريكية عام 2021، قبل أن تعيد فتحها جزئياً العام التالي.
ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها خطوة جديدة ضمن مساعي طالبان لتوسيع دائرة علاقاتها الدولية، غير أن العقوبات الأممية ومعارضة واشنطن ما زالت تشكل عقبة أمام حصول الحركة على اعتراف دبلوماسي رسمي.