الشاعر الهندي: عند رؤية الترحيب بطالبان في الهند، أشعر بالخجل وأخفض رأسي

وصف جاويد أختر، الكاتب وكاتب الأغاني الهندي المعروف، حركة طالبان بأنها "أسوأ جماعة إرهابية في العالم" وانتقد الترحيب الواسع بالوفد في الهند.

وصف جاويد أختر، الكاتب وكاتب الأغاني الهندي المعروف، حركة طالبان بأنها "أسوأ جماعة إرهابية في العالم" وانتقد الترحيب الواسع بالوفد في الهند.
وأضاف أختر أن "عار على دار العلوم ديوبند"، الذي رحب بـ"الأبطال الإسلاميين" من الذين منعوا تعليم الفتيات.
وكان أمير خان متقي، وزير خارجية طالبان، قد زار الهند يوم الخميس الماضي، وضمن زيارته تفقد دار العلوم ديوبند، حيث لاقى استقبالًا واسعًا من طلبة المؤسسة.
ومن بين أبرز أحداث هذه الزيارة، منع الصحفيات من حضور المؤتمر الصحفي لأمير خان متقي في مقر سفارة أفغانستان في نيودلهي، ما أثار جدلًا واسعًا.
حيث منع عناصر طالبان في نيودلهي يوم الجمعة الصحفيات من دخول المؤتمر الصحفي، مما أدى إلى احتجاجات غير مسبوقة من المعارضة والمجتمع الصحفي والنساء الهنديات، واتهم النقاد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، بالتقاعس عن الدفاع عن النساء الهنديات ضد التمييز الجنسي لطالبان.
بعد يومين من الحادث، طالبت وزارة الخارجية الهندية أمير خان متقي بعقد مؤتمر صحفي آخر بحضور النساء، وتم تنظيم المؤتمر الجديد يوم الأحد، حيث جلست جميع الصحفيات في الصف الأمامي.






أثار بيان الخارجية الباكستانية حول الاشتباكات الحدودية مع طالبان جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأفغانية، بعدما اختُتم بفقرة غير مسبوقة دعت إلى "حرية الشعب الأفغاني وإدارة شؤونه عبر حكومة تعبّر عن إرادته".
هذه اللهجة الجديدة في الخطاب الرسمي الباكستاني، الذي استخدم لأول مرة مصطلح "نظام طالبان" في إشارته للحركة، بعد أربع سنوات كانت تُطلق فيها باكستان على الحركة بـ"الحكومة الأفغانية".
هذا التغيير الكبير في الخطاب الباكستاني تجاه طالبان، اعتبره سياسيون أفغان تحوّلاً جوهرياً في سياسة باكستان، بعد سنوات من دعمها العلني والسري للحركة.
وجاء البيان بعد أيام من اشتباكات عنيفة على طول خط ديورند، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة، وأغلقت على إثرها المعابر الحدودية الرئيسية بين البلدين، وسط تصعيد متبادل واتهامات باكستانية لطالبان بالسماح لجماعات "فتنة الخوارج" و"فتنة الهند"، وهما حركة طالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان، بشنّ هجمات عبر الحدود.
وفي خضم هذا التوتر، أقرّ وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف بأن بلاده "هي من صنعت طالبان خلال فترة التحالف مع الولايات المتحدة"، لكنه أضاف أن هذه الحركة "أصبحت اليوم غير جديرة بالثقة"، مؤكداً أن إسلام آباد "لن تتسامح بعد الآن مع أي اعتداءات على سيادتها".
ردود فعل مرحّبة
وركّزت ردود الفعل الأفغانية على الفقرة الختامية من البيان، إذ اعتبر المستشار السابق لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، مجيب الرحمن رحيمي، أن هذا التحول في الخطاب الباكستاني "إيجابي من حيث المبدأ"، لكنه شدد على أن حرية الشعب الأفغاني وتشكيل حكومة تعبّر عن إرادته عبر انتخابات حرة ونزيهة هو "حق أساسي وشرط لتحقيق السلام الدائم والتنمية والاستقرار الإقليمي".
ودعا مجيب الرحمن رحيمي، في منشور له على منصة "إكس"، باكستان إلى تحويل هذه "الرغبة" إلى استراتيجية حقيقية تقوم على احترام سيادة أفغانستان ووقف دعم الجماعات المتطرفة.
وعلّق رئيس جهاز الأمن الوطني الأفغاني السابق، أحمد ضياء سراج، على منشور رحيمي، قائلاً إن "ليس لدينا أصدقاء دائمين ولا أعداء أبديين، فالمعيار الدائم والأبدي هو مصالحنا الوطنية"، في إشارة إلى ضرورة التعامل مع هذا التحول الباكستاني بمنطق المصالح لا بالعواطف.
الموقف ذاته عبّر عنه وزير شؤون اللاجئين والعائدين السابق، نور رحمن أخلاقي، مؤكداً أن "السلام والديمقراطية في أفغانستان يصبان في مصلحة أمن وازدهار المنطقة"، داعياً إلى أن تتحول رؤية التحرر إلى سياسة رسمية في المنطقة، لا إلى أمنية عابرة.
أما المندوب الدائم لأفغانستان لدى الأمم المتحدة في جنيف، نصير أحمد أنديشه، فاعتبر الفقرة الأخيرة من البيان الباكستاني "انعكاساً لهدف المقاومة في مواجهة التطرف الطالباني"، وقال إن العلاقة بين أفغانستان وباكستان، يجب أن تنتقل من مرحلة العداء والتدخل، إلى مرحلة الاحترام المتبادل والدعم لنظام ديمقراطي حقيقي في البلاد.
لكنّ التعليقات لم تقتصر على السياسيين الأفغان، إذ دخل المبعوث الأميركي السابق زلمي خليلزاد على الخط، وردّ بسخرية على ما اعتبره "تناقضاً باكستانياً"، مشيراً إلى أن "المؤسسة العسكرية هي من تدير البلاد بعد أن سجنت -رئيس الوزراء السابق- عمران خان وأجرت انتخابات صورية".
ودعا المبعوث الأميركي السابق، إسلام أباد إلى "الانشغال بإنهاء التمرّدين الكبيرين في بلوشستان وخيبر بختونخوا بدلاً من إعطاء النصائح للآخرين".
لكنّ البرلمانية الأفغانية السابقة فوزية كوفي، وجهت انتقاداً حاداً إلى زلمي خليلزاد، رداً على منشوره في منصة "إكس"، قائلة إنه "لا أحد ساهم في سقوط الحكومة الأفغانية السابقة مثله"، وأنه "سلّم البلاد لطالبان" مستخدماً سلطته كمبعوث خاص، معتبرة أنه "لم يعد يمثل أحداً سوى طالبان".
واتهمت فوزية كوفي، المبعوث الأميركي السابق، بأنه يستمر من خلال دعمه لطالبان في "تبييض الأفعال التي تمارسها الحركة التي نصّبتموها" في أفغانستان، وخاطبته قائلة: "لقد عزلت نفسك عن الناس والقيم الإنسانية، بتحريفك للحقائق".
ويأتي هذا الجدل في وقتٍ استضافت فيه باكستان، للمرة الأولى منذ عودة طالبان إلى الحكم، اجتماعاً لعدد من شخصيات المعارضة الأفغانية في 27 و28 سبتمبر الماضي، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل لافت في سياسة إسلام آباد تجاه كابل، إذ فتحت أراضيها مجدداً للنقاش حول مستقبل الحكم في أفغانستان، بعدما كانت على مدى عقدين الحاضن السياسي لطالبان.
ويرى مراقبون أن ما تشهده العلاقة بين الطرفين ليس مجرد أزمة واشتباكات حدودية، بل تمثل بداية تغيير في ميزان العلاقة التاريخية بين باكستان وطالبان، خصوصاً بعد أن وسّعت الأخيرة علاقاتها مع الهند، التي هي العدو اللدود لباكستان.

توقفت حركة التجارة والعبور بين أفغانستان وباكستان لليوم الثالث على التوالي، بسبب استمرار إغلاق المعابر الحدودية بين البلدين، ما أدى إلى شلل شبه كامل في التبادل التجاري وتعطّل تنقّل المسافرين.
وقالت مصادر محلية إن مئات الشاحنات المخصصة لنقل البضائع ما زالت متوقفة في المناطق الحدودية، خصوصاً في منطقة "لندي كوتل"، فيما توقفت حركة آلاف المسافرين بين الجانبين.
وشملت عمليات الإغلاق معابر "تورخم، وتشمن في سبين بولدك، وأنغور أده، وغلام خان، وخارلاتشي"، وذلك إثر التوترات الحدودية الأخيرة بين حركة طالبان والقوات الباكستانية.
ويُعد معبر "تورخم" أحد أهم الممرات التجارية بين البلدين، وقد أدى إغلاقه إلى توقف كامل للعمليات التجارية، وتسبّب بخسائر فادحة للتجار.
وأكدت مصادر في مدينة "تشمن" أن السلطات الباكستانية سمحت فقط للأفغان العالقين داخل أراضيها بالعودة عبر معبر "سبين بولدك"، بينما ما زالت الأنشطة التجارية والنقل معلّقة بالكامل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُغلق فيها المعابر بين البلدين بسبب التوترات الحدودية، ففي فبراير الماضي، أدى الخلاف حول أعمال بناء قرب الخط الحدودي إلى إغلاق معبر تورخم، كما شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين أسفرت عن إصابة ستة جنود ومدنيّين، وإلحاق أضرار بعدة منازل ومسجد، وذلك في مارس الماضي.
وانتهت الأزمة السابقة بوساطة من مجالس قبلية محلية قبلية، وأعلنت باكستان آنذاك أنها لن تعيد فتح المعابر إلا في حال التزام أفغانستان بالبروتوكولات الحدودية، بما في ذلك شرط التنسيق المسبق لأي أعمال بناء جديدة قرب الحدود.
ووفقاً لمسؤولين جمركيين في معبر تورخم، تسبّب الإغلاق الحالي بخسائر يومية تُقدّر بـ1.5 مليون دولار في الصادرات، وتعليق واردات بقيمة 545 مليون روبية باكستانية.
يُذكر أن إغلاق المعابر في مارس الماضي استمر 27 يوماً، وألحق أضراراً بالغة بالتجار وشركات النقل في كلا البلدين.

أفادت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن قوات حركة طالبان اشتبكت مجدداً مع حرس الحدود الباكستاني، اليوم الثلاثاء، في منطقة شورابك بولاية قندهار، جنوب أفغانستان.
وأضافت مصادر محلية بأن الطرفين استخدما الأسلحة الخفيفة والثقيلة خلال الاشتباكات، دون ورود معلومات حتى الآن عن الخسائر المحتملة.
ولم تُدلِ حركة طالبان ولا الحكومة الباكستانية بأي تعليق رسمي حتى الآن حول الاشتباكات الأخيرة.
الجدير بالذكر أن هذه الاشتباكات تأتي بعد أيام من مواجهات مسلحة عنيفة بين طالبان والقوات الباكستانية في عدد من المناطق على طول خط ديورند الحدودي، التي اندلعت إثر الغارات الجوية التي شنّها الجيش الباكستاني على العاصمة الأفغانية كابل وولاية بكتيكا شرق أفغانستان، يوم الخميس الماضي.
وأعلنت طالبان الرد على الغارات الباكستانية بعملية عسكرية من ثماني مناطق حدودية استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، يوم السبت الماضي، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحي، فيما أغلقت باكستان المعابر الرئيسية والثانوية مع أفغانستان.

قال أمير خان متقي، وزير خارجية حركة طالبان، خلال لقائه مع ممثلي الصناعات الهندية، إن حجم التبادل التجاري بين أفغانستان والهند بلغ نحو مليار دولار، مشيرًا إلى أن الظروف مهيأة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما دعا إلى تسهيل منح التأشيرات للتجار الأفغان من أجل زيادة حجم التبادل التجاري.
ووفقًا لوسائل إعلام هندية، صرّح وزير خارجية حكومة طالبان يوم الاثنين، خلال اجتماع مشترك مع أعضاء اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي في نيودلهي، بأن "السلام والأمن قد ترسخا في أفغانستان، مما يوفر أرضية مناسبة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين".
وخلال الاجتماع، شدد ممثلو القطاع الخاص الهندي على أن إجراءات منح التأشيرات للتجار وصعوبات نقل البضائع بين البلدين تمثلان من أبرز العقبات التي تعيق التجارة الثنائية.
وطالب المشاركون بمراجعة آلية إصدار التأشيرات وتنظيم أفضل لمسار عبور البضائع (الترانزيت) حتى لا تتعرض المشاريع الاقتصادية للشركات الهندية في أفغانستان للتأخير.
وتعدّ الهند من الشركاء التجاريين الإقليميين الرئيسيين لأفغانستان في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تراجعت بعد سقوط الحكومة السابقة ووصول طالبان إلى السلطة.

قال الصحفي الهندي آرپان راي في حديثه مع قناة أفغانستان إنترناشيونال يوم الاثنين إن أمير خان متقي، وزير خارجية حركة طالبان، "كذب علنًا" عندما برّر منع الصحفيات من حضور مؤتمره الصحفي الأول في نيودلهي.
وبحسب قوله، في المؤتمر الأول سمح عناصر الأمن في سفارة طالبان للصحفيين الرجال بالدخول، بينما أُبقيت الصحفيات خارج القاعة. وأضاف راي:
"رجوناهم أن يسمحوا لنا بالدخول لأننا نغطي شؤون أفغانستان، لكنهم رفضوا مجددًا. كنا جميعًا غاضبين ومحبَطين."
وأوضح أن سفارة طالبان اضطرت لاحقًا لدعوة الصحفيات إلى المؤتمر الصحفي الثاني لمتقي، مشيرًا إلى أن الأخير خضع لضغوط الرأي العام والحكومة الهندية، واضطر إلى إشراك النساء الصحفيات لتخفيف الإحراج الذي تسبب به.
وعندما سُئل متقي عن سبب منع النساء من حضور المؤتمر الأول، أجاب بأن ذلك كان نتيجة "خلل فني غير مقصود" وأن قائمة الصحفيين أُعدّت في وقت قصير. إلا أن آرپان راي علّق قائلًا:
"لقد كذب في وجوهنا، كذب بشكل واضح."
وطالب راي الحكومة الهندية بمتابعة واقعة منع دخول النساء إلى المؤتمر الصحفي لوزير خارجية طالبان وطلب توضيح رسمي حول الحادثة.
وأضاف أن متقي كان من المقرر أن يزور تاج محل في مدينة أغرا، غير أن "الزيارة ألغيت بسبب احتجاج الصحفيات". وتابع قائلًا:
"سيدوَّن هذا في كتب التاريخ: في أول مرة تطأ فيها قدم ممثل طالبان الأراضي الهندية، خرق قوانين البلاد ومنع النساء من العمل."
وأشار راي أيضًا إلى أن تصريحات متقي بشأن وضع النساء في أفغانستان لم تكن مقنعة، موضحًا:
"عندما سألناه عن التمييز ضد النساء، قال إن لدينا عشرة ملايين طالب وإن تعليم الفتيات فقط معلَّق. وأضاف: نحن لا ننتهك حقوق أحد. لكن بعد دقائق، سأله أحد الصحفيين: لماذا تكذب؟ فالتعاليم الإسلامية تؤكد على حق النساء في التعليم."
وختم راي حديثه بالقول:
"سنواصل التحدث باسم النساء والفتيات الأفغانيات. لم نحصل على الإجابات اللازمة، وسنطرح هذه الأسئلة مجددًا على طالبان."