جاء ذلك خلال زيارة برتران التي استمرت ستة أيام إلى أفغانستان، حيث عقد يوم الخميس 16 أكتوبر 2025 مؤتمرًا صحفيًا في كابل، وأوضح أنه التقى بعدد من مسؤولي طالبان، وممثلي الأمم المتحدة (يوناما)، والدبلوماسيين، والجهات التابعة للأمم المتحدة.
وأكد برتران في تصريحاته على أهمية اعتماد نهج شامل للأمم المتحدة وفق تقرير 2024 لفريدون سينييري أوغلو، منسق الأمم المتحدة الخاص، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتضمن تحديد خطوات أولية مشتركة يمكن أن يتفق عليها جميع الأطراف.
وأشار الممثل الأوروبي إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن العملية متعددة الأطراف هي الطريقة الوحيدة لمعالجة المخاوف المشتركة للمجتمع الدولي، والتي تتعلق بضرورة التزام أفغانستان بتعهداتها الدولية وتعزيز الشمولية والحوار الأفغاني لتحقيق السلام المستدام.
كما أعرب برتران عن قلق الاتحاد الأوروبي بشأن استمرار نشاط الجماعات الإرهابية العابرة للحدود ضمن النفوذ الإقليمي في أفغانستان، مشيدًا في الوقت نفسه بجهود طالبان للحد من زراعة الأفيون ومكافحة تنظيم داعش-خراسان.
وأشار إلى لقاءاته مع عدد من المسؤولين، من بينهم عبد السلام حنفي، نائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية، ودين محمد حنيف، وزير الاقتصاد، وعبد الكبير، وزير شؤون اللاجئين والعودة، وشيراحمد حقاني، وزير الإعلام والثقافة، ومحمد نعيم وردك، نائب وزير الخارجية.
وتزامنت زيارة برتران مع تصاعد التوترات بين باكستان وإدارة طالبان، حيث دعا خلال لقائه مسؤولي طالبان وسفير باكستان في كابل إلى ضبط النفس واحترام السيادة وحماية المدنيين واستئناف المحادثات الأمنية بين الطرفين.
حقوق المرأة وحرية الإعلام
ناقش برتران خلال لقاءاته مع مسؤولي طالبان وضع حقوق الإنسان، معبّرًا عن قلقه الشديد إزاء القيود المفروضة على النساء والفتيات الأفغانيات، مشيرًا إلى أن قرار طالبان الأخير بمنع النساء من العمل في مكاتب الأمم المتحدة أرسل "رسالة سلبية جديدة" للمجتمع الدولي.
كما شدد الممثل الأوروبي على دعم الاتحاد الأوروبي القوي لحرية الإعلام في أفغانستان.
مساعدات الاتحاد الأوروبي لأفغانستان
أكد برتران أن الاتحاد الأوروبي أنفق منذ عودة طالبان إلى السلطة في 2021 نحو 1.8 مليار يورو في مجالات المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الأساسية، والصحة، وتنمية القطاع الخاص، وسبل المعيشة البديلة.
وقد أعرب مسؤولو طالبان عن تقديرهم للمساعدات الأوروبية خلال السنوات الأربع الماضية، واعتبروها حيوية. كما أعلن برتران عن اعتماد حزمة دعم جديدة بقيمة 83 مليون يورو لدول الاتحاد الأوروبي، لتغطية دعم القطاع الخاص، والمحتاجين، وفرص العمل، وتمكين المرأة اقتصاديًا، بالإضافة إلى التعليم والصحة.
وأشار إلى أن القيود المفروضة على الشركاء التنفيذيين أثرت سلبًا على فعالية صرف المساعدات، مؤكدًا على ضرورة مراجعة هذه القيود لضمان تحسين حياة الشعب الأفغاني.
عودة اللاجئين الأفغان
قيّم برتران خلال لقاءاته مع مسؤولي الأمم المتحدة والدبلوماسيين ووسائل الإعلام والمجتمع المدني الوضع الحالي لعودة اللاجئين الأفغان على أنه "تحدٍ كبير وضغط إضافي على الوضع المتدهور في أفغانستان"، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي سيزيد دعمه للوافدين العائدين في عام 2025 عبر منظمة الهجرة الدولية ومفوضية اللاجئين.
وستركز هذه المساعدات على الحلول المستدامة، وإعادة الإدماج، وفرص العمل، وتنمية القطاع الخاص، وتقديم الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم.
الأسس والشروط الأوروبية للتعاون مع طالبان
أكد برتران أن "تفاعل الاتحاد الأوروبي" مع طالبان يعتمد على المبادئ والواقعية والتركيز على مصالح الشعب الأفغاني، مشددًا على أن الهدف هو التعاون مع جميع الأفغان الساعين لتحقيق أفغانستان سلمية، شاملة، ومستقلة.
وتعهد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بالقيام بزيارات منتظمة إلى أفغانستان، والاجتماع بمسؤولي طالبان، وممثلي المجتمع المدني، والنساء، وجميع الفئات الاجتماعية لمواصلة الحوار وبناء الثقة.