طالبان توقف بث قناة شمشاد في أفغانستان

أفادت مصادر أفغانستان إنترناشیونال بأن البث التلفزيوني لقناة شمشاد توقف منذ مساء يوم الجمعة 17 أكتوبر، بناءً على تعليمات ملا هبت الله، زعيم طالبان.

أفادت مصادر أفغانستان إنترناشیونال بأن البث التلفزيوني لقناة شمشاد توقف منذ مساء يوم الجمعة 17 أكتوبر، بناءً على تعليمات ملا هبت الله، زعيم طالبان.
وحتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن سبب توقف البث، ولم تؤكد إدارة طالبان القرار بشكل رسمي.
وأوضحت المصادر أن أجهزة الاستخبارات التابعة لطالبان توجهت إلى مكتب قناة شمشاد وأوقفت برامج القناة لفترة غير محددة. وأشار مصدر آخر إلى أن السبب المحتمل لهذا القرار قد يكون نشر بعض المحتويات والبرامج التي تتعارض مع سياسات طالبان.
وتعد قناة شمشاد من أبرز وسائل الإعلام في أفغانستان، وتتمتع بقاعدة واسعة من المشاهدين في مختلف المناطق.
وأعرب نشطاء الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيون عن قلقهم من أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على حرية الإعلام ويزيد من الضغوط على بيئة عمل الصحفيين.
وأدانت منظمة دعم الإعلام في أفغانستان قرار طالبان بإيقاف بث قناة وراديو شمشاد، معتبرة أن هذا الإجراء يوضح مرة أخرى عدم تحمل طالبان لأي معارضة أو حرية للتعبير والإعلام المستقل وصوت الشعب.
وأضافت المنظمة أن طالبان خلال أكثر من أربع سنوات من حكمها فرضت قيودًا واسعة على وسائل الإعلام، وأغلقت بعض القنوات، واعتقلت وهددت الصحفيين، مما أدى إلى تقييد البيئة الإعلامية بشكل كبير.
وكانت طالبان قد أوقفت سابقًا بث عدد من وسائل الإعلام المرئية الأخرى، حيث أعلنت مركز الصحفيين الأفغان سابقًا أن تعليمات طالبان بمنع البث المباشر للصور الحية في وسائل الإعلام تم تطبيقها في أكثر من 20 ولاية أفغانية.






قال جيل برتران، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لأفغانستان، إن الحوار بين الأفغان يمثل الطريق لتحقيق سلام مستدام في البلاد، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يرى أن العملية متعددة الأطراف هي الحل الوحيد لمخاوف المجتمع الدولي.
جاء ذلك خلال زيارة برتران التي استمرت ستة أيام إلى أفغانستان، حيث عقد يوم الخميس 16 أكتوبر 2025 مؤتمرًا صحفيًا في كابل، وأوضح أنه التقى بعدد من مسؤولي طالبان، وممثلي الأمم المتحدة (يوناما)، والدبلوماسيين، والجهات التابعة للأمم المتحدة.
وأكد برتران في تصريحاته على أهمية اعتماد نهج شامل للأمم المتحدة وفق تقرير 2024 لفريدون سينييري أوغلو، منسق الأمم المتحدة الخاص، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتضمن تحديد خطوات أولية مشتركة يمكن أن يتفق عليها جميع الأطراف.
وأشار الممثل الأوروبي إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن العملية متعددة الأطراف هي الطريقة الوحيدة لمعالجة المخاوف المشتركة للمجتمع الدولي، والتي تتعلق بضرورة التزام أفغانستان بتعهداتها الدولية وتعزيز الشمولية والحوار الأفغاني لتحقيق السلام المستدام.
كما أعرب برتران عن قلق الاتحاد الأوروبي بشأن استمرار نشاط الجماعات الإرهابية العابرة للحدود ضمن النفوذ الإقليمي في أفغانستان، مشيدًا في الوقت نفسه بجهود طالبان للحد من زراعة الأفيون ومكافحة تنظيم داعش-خراسان.
وأشار إلى لقاءاته مع عدد من المسؤولين، من بينهم عبد السلام حنفي، نائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية، ودين محمد حنيف، وزير الاقتصاد، وعبد الكبير، وزير شؤون اللاجئين والعودة، وشيراحمد حقاني، وزير الإعلام والثقافة، ومحمد نعيم وردك، نائب وزير الخارجية.
وتزامنت زيارة برتران مع تصاعد التوترات بين باكستان وإدارة طالبان، حيث دعا خلال لقائه مسؤولي طالبان وسفير باكستان في كابل إلى ضبط النفس واحترام السيادة وحماية المدنيين واستئناف المحادثات الأمنية بين الطرفين.
حقوق المرأة وحرية الإعلام
ناقش برتران خلال لقاءاته مع مسؤولي طالبان وضع حقوق الإنسان، معبّرًا عن قلقه الشديد إزاء القيود المفروضة على النساء والفتيات الأفغانيات، مشيرًا إلى أن قرار طالبان الأخير بمنع النساء من العمل في مكاتب الأمم المتحدة أرسل "رسالة سلبية جديدة" للمجتمع الدولي.
كما شدد الممثل الأوروبي على دعم الاتحاد الأوروبي القوي لحرية الإعلام في أفغانستان.
مساعدات الاتحاد الأوروبي لأفغانستان
أكد برتران أن الاتحاد الأوروبي أنفق منذ عودة طالبان إلى السلطة في 2021 نحو 1.8 مليار يورو في مجالات المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الأساسية، والصحة، وتنمية القطاع الخاص، وسبل المعيشة البديلة.
وقد أعرب مسؤولو طالبان عن تقديرهم للمساعدات الأوروبية خلال السنوات الأربع الماضية، واعتبروها حيوية. كما أعلن برتران عن اعتماد حزمة دعم جديدة بقيمة 83 مليون يورو لدول الاتحاد الأوروبي، لتغطية دعم القطاع الخاص، والمحتاجين، وفرص العمل، وتمكين المرأة اقتصاديًا، بالإضافة إلى التعليم والصحة.
وأشار إلى أن القيود المفروضة على الشركاء التنفيذيين أثرت سلبًا على فعالية صرف المساعدات، مؤكدًا على ضرورة مراجعة هذه القيود لضمان تحسين حياة الشعب الأفغاني.
عودة اللاجئين الأفغان
قيّم برتران خلال لقاءاته مع مسؤولي الأمم المتحدة والدبلوماسيين ووسائل الإعلام والمجتمع المدني الوضع الحالي لعودة اللاجئين الأفغان على أنه "تحدٍ كبير وضغط إضافي على الوضع المتدهور في أفغانستان"، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي سيزيد دعمه للوافدين العائدين في عام 2025 عبر منظمة الهجرة الدولية ومفوضية اللاجئين.
وستركز هذه المساعدات على الحلول المستدامة، وإعادة الإدماج، وفرص العمل، وتنمية القطاع الخاص، وتقديم الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم.
الأسس والشروط الأوروبية للتعاون مع طالبان
أكد برتران أن "تفاعل الاتحاد الأوروبي" مع طالبان يعتمد على المبادئ والواقعية والتركيز على مصالح الشعب الأفغاني، مشددًا على أن الهدف هو التعاون مع جميع الأفغان الساعين لتحقيق أفغانستان سلمية، شاملة، ومستقلة.
وتعهد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بالقيام بزيارات منتظمة إلى أفغانستان، والاجتماع بمسؤولي طالبان، وممثلي المجتمع المدني، والنساء، وجميع الفئات الاجتماعية لمواصلة الحوار وبناء الثقة.

أعلن محمدرضا بهرامي، المدير العام لشؤون جنوب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، في لقاء مع عبد الكبير، وزير شؤون اللاجئين في طالبان، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستخصص 200 ألف تأشيرة عمل للاجئين الأفغان.
وأكد بهرامي أن المباحثات بين طهران وطالبان بشأن اللاجئين غير المسجلين في إيران ستستمر لتعزيز التعاون وحماية حقوقهم.
وأشار المسؤول الإيراني إلى رضاه لتطور العلاقات بين الطرفين، مشيرًا إلى أن وفدًا إيرانيًا رفيع المستوى سيتوجه قريبًا إلى العاصمة كابل لتعميق أطر التعاون الثنائي.
من جانبه، طالب عبد الكبير الدبلوماسيين الإيرانيين بالتعامل مع اللاجئين الأفغان بما يضمن احترام حقوقهم، كما دعا إلى وقف عمليات ترحيلهم من إيران. ووصف صدور التأشيرات العمالية من قبل إيران بالخطوة المهمة، مؤكدًا أن طالبان ستقدم خطة للحكومة الإيرانية لمعالجة مشاكل اللاجئين الأفغان.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ترحيل الجمهورية الإسلامية لنحو مليوني لاجئ أفغاني منذ بداية العام الجاري، في إطار جهودها لتنظيم أوضاع العمالة الأجنبية وحماية حقوق اللاجئين.

أفاد التلفزيون الوطني الأفغاني، الخاضع لسيطرة طالبان، بأن الهجمات الأخيرة للقوات الباكستانية على منطقتي أرغون وبرمل في ولاية پكتیکا أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة ثلاثة عشر آخرين.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات وقعت مساء الجمعة واستهدفت عدة منازل مدنية في المناطق الحدودية، فيما تعمل فرق الإغاثة المحلية على نقل الجرحى إلى المراكز الطبية، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.
ويعد هذا الحادث آخر حلقة من سلسلة الهجمات الباكستانية على الأراضي الأفغانية، والتي جاءت بعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 48 ساعة بين طالبان وباكستان، فيما لم تصدر طالبان أي رد رسمي على هذه الهجمات حتى الآن.
في المقابل، أعلنت باكستان أن هجمات الجمعة الليلية استهدفت جماعة "حافظ غول بهادر" بالقرب من مناطق وزيرستان الشمالية والجنوبية على الحدود مع أفغانستان. وأفادت وسائل إعلام باكستانية، بينها صحيفة "نيشن"، بأن أكثر من 70 مسلحًا، بينهم قادة بارزون وعدد من الانتحاريين، قتلوا في هذه الهجمات.
وأضافت الصحيفة أن هذه العمليات جاءت ردًا على سلسلة هجمات مسلحة نفذتها جماعة حافظ غول بهادر من الأراضي الأفغانية خلال الـ48 ساعة الماضية، شملت هجومًا بسيارة مفخخة في وزيرستان الشمالية أسفر عن مقتل 7 جنود باكستانيين وإصابة 13 آخرين.
وتعتبر جماعة حافظ غول بهادر من أبرز الفصائل المناهضة لباكستان، وكانت في السابق فرعًا عسكريًا لتحريك طالبان باكستان، ونفذت العديد من الهجمات الدموية ضد القوات الأمنية الباكستانية.
وتؤكد باكستان أن هذه الجماعات تمتلك قواعد ومراكز تدريبية داخل أفغانستان، مطالبة الحكومة الأفغانية بمنع استخدامها الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات داخل باكستان.

في أعقاب تصاعد التوتر بين طالبان وباكستان، استضافت شبكة أفغانستان إنترناشونال مساء يوم الجمعة 16 أكتوبر 2025، مجموعة من الدبلوماسيين والمحللين الأفغان في مساحة على منصة X لمناقشة جذور الأزمة، ودور باكستان، ومكانة طالبان في المعادلات الإقليمية.
وأشار آصف آشنا، الناشط السياسي، إلى أن طالبان مهدت مرتين لعمليات قصف كابل لأنها «أعطت ملاذًا للإرهابيين» في كلتا الحالتين، مؤكدًا أن تكرار هذا السلوك يدل على أن طالبان لم تتعلم من التجارب السابقة وعرّضت أفغانستان مجددًا للخطر.
من جانبه، ذكر نجیبالله عليخیل، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الأفغانية، أن باكستان كانت تشن هجمات على أفغانستان حتى في عهد الجمهورية، قبل ظهور مسألة تحريك طالبان باكستان (تي تي بي)، مؤكدًا أن باكستان دائمًا تسعى للتدخل في الشؤون الأفغانية. وأضاف أن تي تي بي نتاج سياسات باكستان الخاطئة، وأن سياسة إسلام آباد تمتد «أبعد من حدود ديرند»، بهدف السيطرة على أفغانستان واعتبارها جزءًا من مجال نفوذها.
من جانبها، قالت لينا روزبه، الصحفية، إن علاقة طالبان مع باكستان تغيرت بعد اعتراف روسيا بها وإقامتها علاقات مع بعض دول المنطقة، معتبرة أن طالبان بعد هذه التحولات شعرت بعدم حاجتها لباكستان. وأوضحت أن زيارة أمير خان متقي الأخيرة إلى نيودلهي كانت بمثابة «المسمار الأخير» في علاقات الطرفين، مشيرة إلى أن طالبان باتت مستقلة اليوم نظرًا لامتلاكها الموارد المالية والسلطة الحاكمة. وأضافت روزبه أن الهند، التي لطالما اعتبرها الأفغان صديقة، قدمت «فرشًا أحمر» لطالبان، مؤكدة أن «لا توجد دولة صديقة أو عدو دائم لأفغانستان».
وأكد غلام جيلاني زواک، الناشط السياسي، أن الوقوف ضد اعتداءات باكستان لا يعني دعم طالبان، ولفت إلى احتمال أن تكون هجمات باكستان في أفغانستان منسقة مع الولايات المتحدة. وأضاف أن مسألة ديرند لم تُحل بعد، و«بدون حوار وطني، لن تتشكل أي رؤية موحدة حولها».
في المقابل، اعتبر مجیب مهرداد، الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، أن هذه الحرب ليست حرب أفغانستان بل حرب طالبان، مؤكدًا أنها «غير مشروعة لأن الشعب الأفغاني لم يطلبها، ولن تؤدي إلا إلى الموت والدمار». وأضاف أن على الأفغان خلق ظروف تجعل بلادهم «غير ملاذ للهجمات الجوية الخارجية». وأوضح أن الاستمرار في النقاش حول ديرند بلا جدوى، إذ «تم حل القضية من منظور القانون الدولي».
وأشار شفیق همدرد، المحلل السياسي، إلى أن مشكلة باكستان ليست مع طالبان فقط، بل مع أي نظام حكم في أفغانستان، مستشهدًا بمثال صبغتالله مجددي الذي حكم شهرين فقط وتعرضت طائرته لهجوم باكستاني. وأضاف أن باكستان تسعى دائمًا لتحقيق عمق استراتيجي في أفغانستان بغض النظر عن نوع الحكم، سواء كان شيوعيًا أو مجاهدًا أو غيره.
وتطرق سيد سليمان آشنا، الصحفي، إلى علاقة طالبان في أفغانستان مع تي تي بي، مشيرًا إلى أن الأخيرة تتحرك بسهولة عبر الحدود بسبب الروابط القبلية المشتركة. وأكد أن طالبان الحالية، نظرًا لاستقلالها المالي والسياسي وحواراتها مع الولايات المتحدة، لم تعد تطيع إسلام آباد كما كان في السابق. وأضاف أن أفغانستان، لو كانت قوة كبيرة مثل الهند، «كان بإمكانها استعادة أراضيها كما فعلت الهند مع جامو وكشمير».
وتأتي هذه المناقشات في ظل اتهامات باكستان لطالبان بإيواء الجماعات المسلحة المعارضة لها داخل أفغانستان، وتنفيذها سلسلة من الهجمات الجوية خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك على العاصمة كابل.

أفادت جبهة تحرير أفغانستان بأنها شنت، مساء الخميس 16 أكتوبر 2025، هجومًا على سيارة تقل مقاتلي طالبان في منطقة كوتا سَنْجي ضمن الدائرة الأمنية الخامسة بالعاصمة كابل.
وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من عناصر الجماعة وإصابة ثالث.
وأكدت الجبهة في بيان رسمي أن قواتها لم تتعرض لأي أضرار خلال العملية، مشيرة إلى أن السيارة المستهدفة كانت من نوع "هايلكس".
ومن جانبها، لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل سلطات طالبان حول الحادث حتى اللحظة.
وفي السياق ذاته، أشار أحد سكان منطقة كوتا سَنْجي إلى أنه سمع دوي انفجار في المنطقة مساء الخميس، وهو ما يتوافق مع توقيت الهجوم الذي نفذته جبهة تحرير أفغانستان.