قائد الجيش الباكستاني يتهم طالبان بدعم جماعات إرهابية مدعومة من الهند

اتهم عاصم منير، رئيس الجيش الباكستاني، حركة طالبان بدعم الميليشيات المدعومة من الهند، محذرًا من أن إسلام آباد لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في تنفيذ أعمال إرهابية ضد باكستان.

اتهم عاصم منير، رئيس الجيش الباكستاني، حركة طالبان بدعم الميليشيات المدعومة من الهند، محذرًا من أن إسلام آباد لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في تنفيذ أعمال إرهابية ضد باكستان.
وشدد في الوقت نفسه على رغبة بلاده في الحفاظ على علاقات سلمية مع أفغانستان.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده يوم الخميس، 8 نوفمبر 2025، مع كبار الزعماء القبليين في مدينة بيشاور بإقليم خيبر بختونخوا، حيث قال إن إدارة طالبان، رغم جهود باكستان لتحسين العلاقات الثنائية، تقدم الدعم للميليشيات المدعومة من الهند.
وأضاف منير أن السكان القبليين وقفوا "بدون قيد أو شرط" مع قوات الأمن الباكستانية خلال التوترات الأخيرة بين باكستان وقوات طالبان والميليشيات المسلحة.
وفي سياق متصل، كثفت القوات الباكستانية عملياتها ضد الميليشيات في إقليم خيبر بختونخوا. وأكدت باكستان أن طالبان مطالبون باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الدعم عن هذه الميليشيات، وهو أحد البنود الرئيسة في الجولة الثانية من مفاوضات السلام في إسطنبول التي فشلت في التوصل إلى اتفاق.
من جهتها، نفت حركة طالبان هذه الاتهامات.






قال المبعوث الباكستاني السابق إلى أفغانستان، آصف دراني، أن استئناف المفاوضات في إسطنبول بين حركة طالبان والوفد الباكستاني يُعدّ “تطوراً إيجابياً”.
وأضاف آصف دراني إن على حركة طالبان أن تكون قد أدركت تماماً أنه “لا يمكنها البقاء على الحياد، وعليها أن تختار بين باكستان وحركة طالبان باكستان”.
وأوضح المبعوث السابق في منشور على حسابه في منصة “إكس” يوم الخميس، أن استئناف المحادثات يعكس مرونة إسلام آباد في السعي لحل الخلافات عبر الحوار.
وأضاف: “لا يمكنهم الركض مع الأرنب والصيد مع الكلب في الوقت نفسه”، في إشارة إلى ازدواجية طالبان الأفغانية في التعامل مع الطرفين.
وكانت مصادر ذكرت أن المفاوضات بين وفدي طالبان الأفغانية والحكومة الباكستانية استؤنفت بعد ظهر الخميس في إسطنبول، بعد أن توقفت إثر ثلاثة أيام من المشاورات غير المثمرة.
ويطالب الوفد الباكستاني بتعهد خطي من طالبان بعدم دعم أو إيواء مقاتلي حركة طالبان باكستان داخل الأراضي الأفغانية، وهو مطلب كانت طالبان قد رفضت الالتزام به في الجولات السابقة.

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، رندهير جيسوال، أن باكستان غاضبة من "استقلال طالبان وسيادتها"، مؤكداً أن إسلام آباد تتصرّف وكأنّ بإمكانها تنفيذ "هجمات إرهابية عبر الحدود من دون عقاب"، واصفاً ذلك بأنه "سلوك غير مقبول" تجاه جيرانها.
وقال رندهير جيسوال في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، إن الهند “تؤيد سيادة أفغانستان ووحدة أراضيها”، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة للتعاون مع طالبان في مشاريع إدارة الموارد المائية، بما في ذلك إنشاء السدود ومشاريع الطاقة الكهرومائية.
وأوضح أن الهند “تملك تاريخاً طويلاً من التعاون المائي مع أفغانستان”، لافتاً إلى أن “سد سلما يُعدّ مثالاً بارزاً على هذا التعاون، ويُعرف اليوم باسم سد الصداقة الهندية - الأفغانية”.
وأشار المتحدث إلى زيارة وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، الأخيرة إلى الهند، قائلاً إن نيودلهي “مستعدة لدعم أي مبادرات من طالبان في مجال إدارة المياه والطاقة”.
ويأتي الموقف الهندي في ظل تصاعد التوترات بين باكستان وطالبان الأفغانية، حيث وجّهت إسلام آباد اتهامات إلى نيودلهي بـ”إذكاء الأزمة” عبر تحركاتها في المنطقة.
في المقابل، اتهم وزير الدفاع الباكستاني الهند بالتسبّب في إفشال محادثات السلام بين باكستان وطالبان، مؤكداً أن لدى بلاده “وثائق تثبت ذلك”.

نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة أن باكستان وحركة طالبان ستستأنفان المفاوضات المتوقفة في مدينة إسطنبول، سعياً لإنهاء الخلافات بين الجانبين.
ويأتي هذا بعد يوم واحد فقط من إعلان إسلام آباد رسمياً انتهاء جولة المحادثات دون نتائج، فيما قالت مصادر إن أنقرة كثّفت جهودها للحيلولة دون انهيار الهدنة ودفع الطرفين للعودة إلى طاولة الحوار.
وذكرت قناة “جيو نيوز” الباكستانية، اليوم الخميس، أن الحكومة الباكستانية وافقت على استئناف المفاوضات مع طالبان الأفغانية بناءً على طلب تركيا.
وأوضحت أن الوفد الباكستاني، الذي كان يستعد للعودة إلى إسلام آباد، قرر تمديد إقامته في إسطنبول لمواصلة المحادثات.
وأضاف التقرير أن باكستان اتخذت قرارها بمنح “فرصة جديدة للسلام”، دون تحديد موعد دقيق لاستئناف الجلسات.
بينما أشارت بعض وسائل الإعلام الأفغانية إلى أن وفدي الطرفين سيعودان إلى طاولة المفاوضات اليوم الخميس.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من المتحدثين باسم حركة طالبان بشأن استئناف المفاوضات.
وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات بين طالبان وباكستان استمرت أربعة أيام متتالية هذا الأسبوع في إسطنبول، بوساطة قطرية وتركية، قبل أن تصل إلى طريق مسدود يوم الثلاثاء، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن فشلها.

اتهم وزير الإعلام والاتصالات الباكستاني، عطاء الله تارر، حكومة طالبان في أفغانستان بالمسؤولية عن فشل المفاوضات التي استمرت أربعة أيام في إسطنبول، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها إذا استُخدمت الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضدها.
وقال تارر في مقابلة مع قناة جيو نيوز إن وفد طالبان رفض التوقيع على اتفاق مكتوب وجدول أعمال موحّد لوقف الهجمات الإرهابية ومحاسبة المسؤولين عنها، رغم ما وصفه الوزير بـ"الأدلة القاطعة" التي قدّمتها إسلام آباد، معتبراً أن رفض طالبان التوقيع "دليل على ازدواجية المواقف ورغبتهم في حماية الإرهابيين".
وأضاف الوزير أن التجارة الحدودية بين البلدين ستظل مغلقة مؤقتاً، مشيراً إلى أن القرار النهائي بشأنها سيُتخذ خلال الأيام المقبلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن باكستان "تمتلك تفوقاً كاملاً على أفغانستان في أي مواجهة عسكرية أو حرب بالوكالة".
في المقابل، رفضت حركة طالبان تصريحات الوزير الباكستاني، متهمةً الوفد الباكستاني بأنه هو من عرقل التوصل إلى اتفاق نهائي وغادر الاجتماع قبل التوقيع بذريعة واهية. كما نفت الحركة بشكل متكرر استخدام الأراضي الأفغانية من قبل جماعات مسلحة لشن هجمات عبر الحدود.
وأوضح تارر أن بلاده لا تزال منفتحة على الحلول الدبلوماسية، لكنه حذّر من أن "باكستان تحتفظ دائماً بحق الرد والدفاع عن نفسها" إذا ثبت أن الأراضي الأفغانية تُستخدم للهجمات.
وجاءت مفاوضات إسطنبول عقب توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري دفاع باكستان وطالبان في الدوحة، حيث اتفق الجانبان على خفض التوتر ووقف إطلاق النار، على أن تُستكمل التفاصيل الفنية في اللقاء اللاحق.
وتطالب إسلام آباد حركة طالبان الأفغانية باتخاذ إجراءات واضحة لمنع هجمات تنظيم تحريك طالبان باكستان (TTP)، وتقديم ضمانات مكتوبة بهذا الشأن، في حين تعتبر طالبان أن ملف المسلحين "شأن داخلي باكستاني" وتعرض الوساطة بين الجانبين لإنهاء العنف في إقليم خيبر بختونخوا.
ورفض مسؤولون باكستانيون، بينهم وزير الدفاع، هذه المقترحات، مطالبين حكومة طالبان في كابول بقطع الطريق أمام المسلحين الذين — وفق ما تقول إسلام آباد — يتخذون من الأراضي الأفغانية ملاذاً آمناً.

استضافت المملكة العربية السعودية لقاءً صحياً جمع بين وزير الصحة في حكومة طالبان، نور جلال جلالي، ووزير الصحة الباكستاني، مصطفى كمال، وذلك على هامش القمة العالمية للصحة التي عُقدت في الرياض، برعاية ووساطة وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل.
وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي بين أفغانستان وباكستان في مجال مكافحة شلل الأطفال، وتكثيف الجهود المشتركة للقضاء على هذا المرض بشكل نهائي.
وأعرب الوزيران عن بالغ شكرهما للمملكة العربية السعودية على استضافتها هذا الاجتماع، وعلى دورها المحوري في دعم أجندة الصحة العالمية، مؤكدين التزام بلديهما بمواصلة التعاون في مجالات التطعيم، وتبادل الخبرات، وتنفيذ الحملات الميدانية المشتركة لمكافحة شلل الأطفال.
كما شدد الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق في الحملات المستقبلية للتطعيم، ورفع مستوى التوعية في المناطق عالية الخطورة، ودمج لقاح شلل الأطفال ضمن برامج التحصين الوطنية للأطفال.
من جانبه، أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل استمرار دعم المملكة للجهود الدولية الرامية إلى القضاء التام على مرض شلل الأطفال، مشيراً إلى أن المملكة ستظل شريكاً فاعلاً في المبادرات الصحية العالمية.
ويأتي هذا اللقاء في ظل توتر سياسي متصاعد بين باكستان وحكومة طالبان، بعد فشل المحادثات الأخيرة بين الطرفين في إسطنبول.
تجدر الإشارة إلى أن أفغانستان وباكستان تُعدّان من بين الدول القليلة في العالم التي لم تتمكن بعد من القضاء الكامل على مرض شلل الأطفال.