ويأتي هذا التأكيد بعد تحقيق لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" كشف أن طالبان نقلت، في يناير 2025، عشرات العائلات التابعة لحركة طالبان الباكستانية بشكل سري إلى ولاية غزني.
وجاءت تصريحات ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت بعد فشل مفاوضات إسطنبول بين طالبان وباكستان، حيث قال إن "الإمارة الإسلامية نقلت أولئك المهاجرين من القبائل الذين كانوا يعيشون قرب خط ديورند وتخشاهم باكستان، إلى مناطق وسط البلاد، وأنشأت لهم مخيمات لتسهيل السيطرة عليهم وضمان أمنهم"، مضيفاً أن "حمل السلاح بالنسبة للمهاجرين القبليين في أفغانستان ممنوع تماماً".
وبحسب معلومات "أفغانستان إنترناشيونال"، فإن عملية النقل جرت في يناير 2025 ، بعد ضغوط وهجمات باكستانية، ووافق قادة طالبان الباكستانية حينها بشكل مشروط على نقل بعض عائلاتهم إلى داخل أفغانستان.
ووفقاً لتلك المعلومات، قامت طالبان بنقل عشرات العائلات المرتبطة بـ"حركة طالبان باكستان" من مخيمات في ولايتي خوست وبكتيكا القريبتين من الحدود الباكستانية إلى ما سمّته "مخيمات المهاجرين" في ولاية غزني، بشكل سري.
وقالت مصادر للقناة إن إدارة طالبان وافقت على عدم أخذ بصمات أو صور لتلك العائلات، على أن تُمنح كل عائلة راتباً شهرياً وتكاليف النقل والتأثيث، حيث حُدد لكل فرد 40 دولاراً شهرياً، و500 دولار لتغطية نفقات الانتقال والإيجار وشراء المستلزمات المنزلية.
ونقلت القناة عن مصدر مقرّب من "حركة طالبان باكستان" قوله إن عائلات القادة القادمين من منطقة وزيرستان الباكستانية سُجلوا بأسماء مستعارة، وأن البطاقات الصادرة عن الحركة هي الوحيدة المعترف بها في صرف الرواتب والمساعدات.
وذكرت مصادر ميدانية أن طالبان بنت ثلاث مجمعات سكنية في غزني لإيواء تلك العائلات، أحدها في منطقة ملك دين بمحافظة ناوه، والثاني في صحراء عطار باغ بمنطقة غولكوه في محافظة قره باغ، والثالث في منطقة دشت كابلي بمحافظة واغظ.
وهذه المجمعات مكوّنة من منازل ذات طابق واحد ومبنية على نحو متين، وتشمل خططها إنشاء مدارس ومراكز صحية وشبكات مياه.
وقد أحيطت هذه المناطق منذ فترة بأسلاك شائكة، بعد امتناع كثير من العائلات الباكستانية المهاجرة الانتقال إليها.
وكان من المقرر أن تُنقل عائلات المقاتلين المرتبطين بمجموعة حافظ غل بهادر وحركة طالبان باكستان من خوست وبكتيكا إلى هذه المخيمات، إلا أن عدداً محدوداً فقط من عائلات قبيلتي محسود وداور وافق على الانتقال إلى مخيمات قره باغ.
ويتولّى تأمين هذه المخيمات مقاتلو حركة طالبان باكستان أنفسهم، الذين شكّلوا قوة حراسة وإدارة محلية خاصة بهم.
غير أن المعلومات التي حصلت عليها "أفغانستان إنترناشيونال" من غزني تفيد بأن بعض هذه العائلات عادت مجدداً إلى خوست وبكتيكا.
وقال مصدر في كابل إن عملية النقل لم تؤثر على الوضع الأمني في المناطق القبلية، موضحاً أن "هذه الخطوة جاءت تحت ضغط على وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني، وكانت أقرب إلى إجراء استعراضي محسوب منها إلى حلّ فعلي".