باكستان: طالبان تؤوي المتمردين الباكستانيين تحت غطاء "اللاجئين"

قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مطوّل إن "نظام طالبان" امتنع، رغم الطلبات المتكررة، عن اتخاذ إجراءات ملموسة وقابلة للتحقق ضد الجماعات "الإرهابية" المناهضة لباكستان.

قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مطوّل إن "نظام طالبان" امتنع، رغم الطلبات المتكررة، عن اتخاذ إجراءات ملموسة وقابلة للتحقق ضد الجماعات "الإرهابية" المناهضة لباكستان.
مضيفة أن طالبان وفّرت ملاذاً لعناصر حركة طالبان الباكستانية والانفصاليين البلوش تحت غطاء “اللاجئين”.
وجاء البيان الصادر يوم الأحد، رداً على أسئلة الصحفيين حول أسباب فشل الجولة الثالثة من المفاوضات بين باكستان وطالبان الأفغانية في إسطنبول.
وأكدت الخارجية الباكستانية أن طالبان، منذ تولّيها السلطة في أفغانستان، لم تلتزم بالوعود السابقة، بل دعمت الجماعات المسلحة التي تشنّ هجمات داخل الأراضي الباكستانية.
وأضاف البيان أن إسلام آباد، رغم جهودها “الإيجابية” في مجالات التجارة والمساعدات الإنسانية وتسهيل منح التأشيرات الدراسية والعلاجية، فضلاً عن مساعيها في المحافل الدولية لتشجيع العالم على التعامل مع طالبان، لم تتلقّ سوى “وعود فارغة وأقوال بلا أفعال”.
واتهمت الوزارة طالبان بالمماطلة، قائلة إن الحركة تخلط بين المطالب الجوهرية لباكستان وقضايا “افتراضية وغير ذات صلة” في محاولة لتشتيت النقاش وبناء رواية تُبرّئها من التزاماتها ومسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي والشعب الأفغاني.
وجاء في البيان أن حركة طالبان باكستان والانفصاليين البلوش يُعدّون “أعداءً معلنين لحكومة باكستان وشعبها”، مشدّداً على أن “كل من يمنحهم المأوى أو الدعم المالي لا يُعتبر صديقاً أو ناصحاً لباكستان وشعبها”.
وأكدت الخارجية الباكستانية أنها ما زالت تفضّل الحوار والدبلوماسية، معتبرة استخدام القوة “الخيار الأخير”، لكنها أوضحت أن طالبان خلال الجولات الثلاث من المفاوضات تهرّبت من التزاماتها السابقة، وتسعى فقط إلى تمديد وقف إطلاق النار المؤقت دون نوايا حقيقية للتعاون.
واتهم البيان طالبان بمحاولة “إضفاء طابع إنساني” على إيوائها لمقاتلي حرمة طالبان باكستان والانفصاليين البلوش، مؤكداً أن هؤلاء المقاتلين حاربوا سابقاً إلى جانب طالبان الأفغانية ضد القوات الأجنبية والحكومة السابقة في كابل، وأن الحركة منحتهم وعائلاتهم المأوى “كمكافأة على ولائهم”.
وأشار البيان إلى إنشاء معسكرات تدريب تابعة لطالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، تستخدمها الجماعة لتنظيم عمليات “إرهابية” ضد باكستان.
ويأتي هذا الاتهام بعد أن أكّد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في وقت سابق، نقل عائلات من المهاجرين القبليين الباكستانيين إلى مناطق وسط أفغانستان وبناء مخيمات لهم، وهو ما كانت قناة “أفغانستان إنترناشيونال” قد كشفته في تحقيق لها عن نقل عشرات العائلات التابعة لطالبان الباكستانية سراً إلى ولاية غزني في يناير 2025.
وختمت وزارة الخارجية الباكستانية بيانها بالتحذير من أن “الآمال الواهية والوعود الفارغة من طالبان الأفغانية لم تعد مجدية”، داعية إلى “اتخاذ إجراءات محددة وحاسمة لحماية مصالح الشعب الباكستاني وأمنه”.