خسائر بـ4.5 مليار دولار.. باكستان تفقد 65٪ من السوق الأفغانية

ذكرت صحيفة "داون" الباكستانية أن إغلاق معبر تورخم الحدودي خلال الشهر الماضي كبّد الاقتصاد والتجارة بين أفغانستان وباكستان خسائر تجاوزت 4.5 مليار دولار.

ذكرت صحيفة "داون" الباكستانية أن إغلاق معبر تورخم الحدودي خلال الشهر الماضي كبّد الاقتصاد والتجارة بين أفغانستان وباكستان خسائر تجاوزت 4.5 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن باكستان فقدت أكثر من 65٪ من حصتها في السوق الأفغانية بسبب “السياسات العدائية” التي تتبعها تجاه كابل.
ونقلت عن مصادر رسمية وتجارية أن السوق الأفغانية أصبحت حالياً في أيدي إيران وبعض دول آسيا الوسطى وتركيا وحتى الهند، فيما سحب عدد كبير من كبار التجار الباكستانيين والأفغان استثماراتهم من قطاع التجارة بين البلدين نتيجة الإغلاقات المتكررة للحدود وتدهور بيئة الاستثمار.
وأضافت المصادر أن حالة عدم الاستقرار هذه وجّهت ضربة قاسية إلى قطاع الصناعة في إقليم خيبر بختونخوا، وأثّرت سلباً على إنتاج مئات السلع اليومية في ولايتي البنجاب والسند، التي كانت تصدَّر يومياً إلى أفغانستان.
وأشارت إلى أن أفغانستان تستورد حالياً الإسمنت والملابس والأحذية والنعال، وأنواعاً متعددة من المواد الغذائية مثل الخضروات والفواكه الطازجة والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان والحلويات.
وقال أحد وكلاء التخليص الجمركي، لصحيفة “داون” إن الأسواق في كابل وجلال آباد كانت قبل اندلاع التوترات الحدودية مليئة بالبضائع الإيرانية والتركية ومن آسيا الوسطى، مضيفاً أن إيران أصبحت المصدّر الرئيس لأفغانستان.
وأضاف: “يفضّل التجار الأفغان التعامل التجاري مع إيران بدلاً من باكستان، لأنها توفر تسهيلات أكبر في التأشيرات والتعرفة الجمركية”، مشيراً إلى أن “التعقيدات السياسية والأمنية جعلتنا نشعر بإحباط شديد من مواصلة العمل في هذا المجال”.
من جانبه، قال رئيس اتحاد وكلاء التخليص الجمركي في تورخم، مجيب الله شينواري، إن الاتحاد يطالب منذ فترة طويلة بأن تنتهج الحكومة سياسة قائمة على تشجيع التجارة وفصلها عن الملفات الأمنية والسياسية.
وأوضح شينواري أن حجم التجارة بين البلدين تراجع من 2.5 مليار دولار بين عامي 2012 و2016 إلى نحو 800–900 مليون دولار فقط سنوياً.
وأضاف: “كان يعبر يومياً بين ألف وألف ومئتي حاوية من السلع المصدَّرة، أما الآن فلا يتجاوز العدد 250 إلى 300 حاوية”.
وأكد أن تعليق التجارة الثنائية خفّض أيضاً الإيرادات الجمركية الحكومية، التي كانت تمثّل أحد أهم مصادر الدخل الوطني، لافتاً إلى أن تأثير الأزمة طال التجار الصغار وأصحاب المحال في الأسواق المحلية الذين فقد كثير منهم مصدر رزقهم.
وقال شينواري إن المجتمع التجاري وسائقي الشاحنات لم يشهدوا من قبل إغلاقاً طويلاً كهذا، موضحاً أن كثيراً من مالكي المركبات العالقة عند الحدود منذ 12 أكتوبر بدأوا يفكرون في تغيير مهنتهم لتعويض خسائرهم.
واختتم بالقول إن على “مجلس قبلي قوي” يضم زعماء القبائل والسياسيين والتجار من البلدين أن يتولى الحوار مع السلطات في كابل وإسلام آباد لإيجاد حل مشترك يضمن إعادة فتح المعابر وتجنب مزيد من الخسائر الاقتصادية.