طالبان: اعتقلنا أكثر من 300 شخص حاولوا دخول إيران بطريقة غير قانونية

قال فيلق 207 الفاروق التابع لطالبان إن قواته اعتقلت، خلال الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 315 شخصاً حاولوا العبور إلى الأراضي الإيرانية بشكل "غير قانوني".

قال فيلق 207 الفاروق التابع لطالبان إن قواته اعتقلت، خلال الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 315 شخصاً حاولوا العبور إلى الأراضي الإيرانية بشكل "غير قانوني".
وذكر الفيلق التابع لوزارة الدفاع في طالبان أن هذه العملية تأتي بهدف "تأمين الحدود" ومنع عمليات التسلل.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات طالبان في المناطق الحدودية سبق أن أوقفت عدداً من الأفغان الذين كانوا يحاولون دخول إيران، وأعادتهم إلى مناطقهم الأصلية داخل البلاد.
وتزايدت عمليات توقيف الأفغان في المناطق الحدودية لولاية هرات، في وقت رفعت فيه إيران وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان بشكل غير مسبوق عقب الحرب مع إسرائيل.
وكان وزير الداخلية الإيراني، إسکندر مؤمني، أعلن في وقت سابق أنه منذ بداية العام الجاري تم ترحيل نحو 1.2 مليون مهاجر أفغاني من إيران.
وأضاف أن بلاده تستضيف "ستة ملايين أفغاني"، وأنه سيتم ترحيل حوالي مليوني مهاجر إضافي قبل نهاية العام.
وترحّل كل من إيران وباكستان يومياً آلاف المهاجرين الأفغان إلى بلادهم، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من منظمات دولية وحقوقية، وسط تصاعد المخاوف من تعرض العائدين للعقاب والانتهاكات تحت حكم طالبان.






قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان إنها لم تعد قادرة، بسبب القيود المالية العالمية، على تقديم المساعدات النقدية لجميع العائدين الأفغان.
وأكدت أن هذه المساعدات تمنح فقط لـ"العائدين الأكثر ضعفاً" وحاملي بطاقة “بي أو آر"، التي تمنحها باكستان للاجئين الأفغان.
وذكرت المفوضية في بيان صدر السبت، أن الأزمة المالية العالمية أثرت مباشرة في عملياتها الإنسانية، مشيرة إلى أن تقديم المساعدات النقدية للعائدين الأفغان أصبح “محدوداً” اعتباراً من يوم الجمعة.
وقالت المفوضية: “حالياً لا يستطيع جميع العائدين الأفغان الحصول على المساعدة. هذا النوع من الدعم موجّه فقط للمسجّلين لدى المفوضية وكذلك لحاملي بطاقة بي أو آر”.
وأكدت أن معاناة العائلات الأفغانية “مفهومة”، مشيرة إلى أن استئناف المساعدات الشاملة مرتبط بتوفير التمويل اللازم.
ويأتي هذا القرار في وقت كثّفت فيه باكستان عمليات ترحيل الأفغان خلال الأسابيع الأخيرة، حيث رحّلت نحو 7 آلاف شخص خلال 24 ساعة فقط. وقد أثار هذا المسار المتسارع قلق المنظمات الحقوقية، فيما حذّر خبراء أمميون من “الآثار الوخيمة” لعمليات الإبعاد، مطالبين إسلام آباد بالالتزام بتعهداتها الدولية.
كما تواصل إيران يومياً ترحيل آلاف المهاجرين الأفغان، في حين قال مجلس الأمن الدولي إنّ استمرار عمليات الترحيل من دول الجوار يجعل إيصال المساعدات الإنسانية داخل أفغانستان أكثر تعقيداً.

دعا حاكم طالبان في ولاية خوست، عبد الله مختار، قوات أمن الحدود إلى البقاء في أعلى درجات الجهوزية لمواجهة أي "تهديد محتمل" من الجانب الباكستاني.
وقال مكتب الحاكم في بيان الجمعة إن عبد الله مختار زار مناطق حدودية قريبة من ببرك تانه، وأصدر تعليماته للقوات المرابطة هناك.
وأكد مختار أن الدفاع عن سيادة أفغانستان وشعبها "مسؤولية مقدسة"، مطالباً عناصر أمن الحدود بأداء مهامهم بـ"إخلاص ويقظة كاملة".
وتأتي هذه الزيارة الميدانية في ظل توتر غير مسبوق في العلاقات بين طالبان وباكستان. بعد أن انتهت المحادثات بين الجانبين في تركيا دون أي نتائج، فيما لا تزال الطرق التجارية ومسارات العبور والنقل بين البلدين مغلقة منذ أكثر من شهر، من دون أي مؤشرات على إعادة فتحها أو عودة العلاقات إلى طبيعتها.
وخاض مقاتلو طالبان والمرزبان الباكستانيون أكثر من 150 اشتباكاً خلال السنوات الأربع الماضية. وخلال العام الجاري بلغت التوترات بين طالبان وإسلام آباد ذروتها منذ عودة طالبان إلى الحكم، حين اخترقت مقاتلات باكستانية للمرة الأولى في التاريخ الأجواء الأفغانية فوق كابل ونفذت ضربات داخل العاصمة.
ومع فشل المفاوضات، تتصاعد التكهنات باحتمال تجدّد المواجهات الحدودية بين الجانبين.

أعلنت وكالة أنباء "باختر" الخاض لسيطرة حركة طالبان، السبت، أن وفداً "رفيع المستوى من طاجيكستان" وصل إلى كابل، ويضم مسؤولين في وزارة الخارجية والجهات الأمنية الطاجيكية.
وبحسب وسائل الإعلام التابعة لطالبان، يبحث الجانبان خلال هذه الزيارة ملف سفارة أفغانستان في دوشنبه، إلى جانب توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين. كما يناقش المشاريع المشتركة بين طالبان وطاجيكستان.
وتأتي زيارة الوفد الطاجيكي في وقت سبق فيه لمسؤولين من دوشنبه زيارة ولاية قندوز قبل أيام ولقاء مسؤولي طالبان هناك. كما كان حاكم طالبان في ولاية بلخ، يوسف وفا، وهو أحد المقربين من زعيم الحركة ملا هبة الله آخوندزاده، زار طاجيكستان مؤخراً بدعوة رسمية، وطالب خلال لقائه المسؤولين هناك بتسليم سفارة أفغانستان في دوشنبه إلى حركة طالبان.
ولا تزال سفارة أفغانستان في دوشنبه تحت إدارة ممثلين عن الحكومة الأفغانية السابقة، في حين تخضع القنصلية الأفغانية في مدينة خاروغ بإقليم بدخشان الطاجيكي لإشراف مباشر من وزارة خارجية طالبان.
وتُعد طاجيكستان من أقل دول آسيا الوسطى إقامة لعلاقات دبلوماسية مع حركة طالبان خلال السنوات الأربع الماضية.

قال النائب عن محافظة سيستان في البرلمان الإيراني، فرهاد شهركي، إن أي تعاون اقتصادي أو مسارات عبور مع حركة طالبان مرتبط بمنح إيران حصتها من مياه نهر هلمند، مضيفاً أن "تأمين حصة محافظة سيستان من المياه هو الأساس والجزء الذي لا ينفصل عن أي تعاون مشترك".
وكتب فرهاد شهركي على منصة "إكس" أن "أي تعاون حدودي أو تجاري أو مرتبط بتنمية ميناء تشابهار لن يكون مستداماً ما لم تُنفّذ منح الحصة القانونية من مياه هلمند بالكامل".
وتواجه إيران موجة جفاف غير مسبوقة. حيث طلب نائب وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه سفير طالبان في طهارن، فتح بوابات سد سلمى في ولاية هرات لتتدفق المياه نحو مدينة مشهد.
ويأتي هذا الموقف بالتزامن مع زيارة وزير الصناعة والتجارة في طالبان، نور الدين عزيزي، إلى إيران بعد قرار الحركة قطع العلاقات التجارية ومسارات العبور مع باكستان.
وكان نائب رئيس وزراء طالبان للشؤون الاقتصادية، عبد الغني برادر، وجه الشركات ورجال الأعمال بالبحث عن بدائل لموانئ باكستان.
ويزور وزير الصناعة والتجارة من جانب طالبان ميناء تشابهار لبحث التعاون الاقتصادي والتجاري مع المسؤولين الإيرانيين. وترى طالبان في تشابهار وبندر عباس مساراً بديلاً لموانئ باكستان، ومنها ميناء كراتشي.
مع ذلك، يُرجّح أن يعود ميناء تشابهار مستقبلاً إلى دائرة العقوبات الأميركية والغربية، رغم حصوله حالياً على إعفاء لمدة ستة أشهر.
وتعبّر إيران عن استيائها من عدم التزام طالبان بدفع حصة المياه من نهر هلمند، فيما قال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني: "لا نواجه مشكلات مبدئية في ما يتعلق بمعاهدة تقاسم مياه هلمند، وإذا كانت لدينا وفرة مائية فستصل إلى إيران بلا شك، فهذا تدفق طبيعي لا نعيقه، وهناك تفاهُم في هذا الشأن". وأضاف أن "وفوداً إيرانية زارت أفغانستان عدة مرات وتلقّت إجابات واضحة من المسؤولين".
ويؤكد مسؤولون إيرانيون أن كمية المياه التي تصب إليهم من هلمند تتراجع كل عام، بينما تنفي طالبان هذه الاتهامات.

أرسلت حركة طالبان وزير الصناعة نور الدين عزيزي إلى إيران بعد قطع العلاقات التجارية مع باكستان، للاطلاع على ميناء تشابهار والمشاركة في الاجتماع الاقتصادي المشترك بين البلدين.
واستقبل منصور بيجار، محافظ سيستان وبلوشستان، نور الدين عزيزي على الخط الحدودي يوم السبت. وقال بيجار لوكالة "إيسنا" إن "تعزيز التعاون بين البلدين يمهّد للتنمية المستدامة ويعزّز أمن المنطقة". وأضاف أن الاستفادة من الروابط الثقافية والدينية واللغوية المشتركة يمكن أن تسهم في زيادة التبادلات التجارية واستقطاب الاستثمارات.
تأتي الزيارة بعد أن دعا نائب رئيس وزراء طالبان للشؤون الاقتصادية، عبد الغني برادر، التجار الأفغان إلى البحث عن بدائل للمسارات المؤدّية إلى الموانئ والأسواق الباكستانية.
ووجّه برادر أوامر بوقف استيراد الأدوية من باكستان، كما أمر وزارة المالية التابعة لطالبان بمنح التجار مهلة ثلاثة أشهر، وبعدها تُمنع أي شحنة أدوية قادمة من باكستان من التخليص الجمركي.
وتصل قيمة التبادل التجاري بين أفغانستان وإيران إلى نحو 4 مليارات دولار سنوياً، ما يعني أن وقف العلاقات التجارية والنقل مع باكستان قد يرفع حجم التبادلات بين كابل وطهران بدرجة أكبر.
تلويح إيراني لإنقاذ "الإمارة" والسعي لتغيير المسارات التجارية
تحاول طالبان استخدام موانئ تشابهار وبندر عباس في إيران بديلاً عن الموانئ الباكستانية، ومنها كراتشي. لكن وزير المالية الأفغاني الأسبق، أنور الحق أحدي، صرّح لـ"أفغانستان إنترناشيونال" بأن الموانئ الإيرانية ليست أقل كلفة من نظيراتها الباكستانية، موضحاً أن عمليات الاستيراد والتصدير عبر الموانئ الإيرانية تزيد الكلفة بنسبة تتراوح بين 20 و30٪.
وأكد أحدي أن نقل البضائع إلى الولايات الوسطى والشرقية مثل كابل وننغرهار "غير مجدٍ اقتصادياً"، لكنه شدد على أن استغلال باكستان للمسار التجاري يدفع طالبان إلى البحث عن بدائل. وأضاف أن العقوبات الأميركية المفروضة على بندر تشابهار تجعل من الموانئ الإيرانية خياراً غير مضمون لنقل البضائع، معتبراً أن "طريق لاجورد هو الطريق الوحيد الموثوق للصادرات والواردات الأفغانية".
وتدهورت العلاقات بين طالبان وباكستان بشكل غير مسبوق، فيما أغلقت المسارات التجارية والعبور بين البلدين منذ أكثر من شهر، وليست هناك أي مؤشرات على إعادة فتحها أو عودة العلاقات إلى طبيعتها.