وأوضح آصف أنّ بلاده تطالب طالبان بتعهد واضح بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان، مشيرًا إلى أنّ الهجمات الحدودية التي تُنفَّذ من داخل أفغانستان باتت تُضعف الأمن الباكستاني.
وفي مقابلة مع صحيفة إكسبريس تريبيون السبت 15 نوفمبر 2025، قال آصف إنّ مزاعم طالبان بأن الأراضي الأفغانية لم تُستخدم يومًا ضد باكستان لا تدعمها الأدلة الميدانية، مؤكدًا أنّ الهجومين الإرهابيين الأخيرين على الأراضي الباكستانية مرتبطان بأفغانستان، وأنّ تتبّعات الأجهزة الأمنية أظهرت أنّ هجوم إسلامآباد الأخير انطلق من داخل الأراضي الأفغانية.
وأضاف أنّ الإرهاب لا يجب أن يصدر من أفغانستان، وأنّ إسلامآباد نقلت موقفها هذا مرارًا إلى كابل.
ووجّه رسالة مباشرة إلى طالبان قائلًا: «إذا كانت أراضيكم لا تنطلق منها أعمال إرهابية، فامنحونا ضمانًا بأنها لن تنطلق مستقبلًا. هذا مطلب عادل. قدموا ضمانًا بأنها لم تُستخدم في الماضي ولن تُستخدم لاحقًا».
ووصف آصف أفغانستان تحت حكم طالبان بأنها دولة منهارة مؤسسيًا، موضحًا أنّ البلاد تعاني انعدام فرص العمل، غياب الاقتصاد، غياب حكم القانون، ضعف السلطة القضائية، وتعطّل البنية الإدارية، معتبرًا أنّ أفغانستان تمثل «دولة فاشلة من جميع الجوانب».
واتهم الوزير الباكستاني أفغانستان بأنها أصبحت «ملاذًا آمنًا» للمقاتلين الأجانب الذين يعملون، بحسب قوله، تحت «مظلة قندهار»، لافتًا إلى أنّ تلك الشبكات تغيّر أهدافها بحسب الظروف، فتارة تستهدف روسيا وتارة تستهدف باكستان.
وفي ما يتعلق بتراجع التجارة بين البلدين، شدد آصف على ضرورة إدارة الحدود بين باكستان وأفغانستان كحدود دولية رسمية، معتبرًا أن استمرار الآليات غير الرسمية لم يعد ممكنًا في ظل الهجمات المتكررة، وأنّ تطبيق البروتوكولات الحدودية سيساهم في الحد من التهريب، بما في ذلك تهريب الدولار.
وكان آصف قد قال في تصريح سابق ردًا على عبدالغني برادر نائب رئيس حكومة طالبان للشؤون الاقتصادية، إنّ خفض العلاقات التجارية مع أفغانستان يصب في مصلحة باكستان، لدوره في تقليص التهريب وتشديد الرقابة الحدودية.
وعقب الهجوم الانتحاري الأخير في إسلامآباد الذي أسفر عن 12 قتيلًا، أكد آصف أنّ آفاق الحوار مع طالبان باتت معدومة، مشيرًا إلى أنّ وصول العنف إلى العاصمة يحمل رسالة مباشرة من كابل، وأنّ باكستان قادرة على الرد بشكل كامل.
وخلال الأسابيع الماضية، خاضت إسلامآباد ثلاثة جولات تفاوضية غير مثمرة مع طالبان في قطر وتركيا. وفي حين تطالب باكستان طالبان بوقف نشاط الجماعات المسلحة التي تنفذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية، تؤكد طالبان أنّ الأمن داخل باكستان شأن داخلي وأنها غير قادرة على ضمان الاستقرار هناك.
وتشهد العلاقات بين الجانبين توترًا حادًا، إذ أُغلقت طرق التجارة والترانزيت بين البلدين منذ أكثر من شهر، دون أي مؤشرات على إعادة فتحها أو عودة العلاقات إلى طبيعتها.
وتتهم باكستان طالبان الأفغانية بإيواء تحريك طالبان الباكستانية والسماح لها بتنفيذ هجمات عبر الأراضي الأفغانية، وهي اتهامات تنفيها طالبان بشكل قاطع.