غير أنّ السلطات الأميركية في عهد إدارة ترامب، إلى جانب بعض الأفغان، باتت تتهمه اليوم بالتأثر بالتطرف الإسلامي وفتح النار على جنود من الحرس الوطني الأميركي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن ضابط سابق في الـCIA، أنّ لَكنوال كان عضواً في فريق نخبة لمكافحة الإرهاب، واجتاز مراراً كل مراحل التقييم والفحص، بما في ذلك اختبارات الولاء للقوات الأميركية، إلا أنّ ذلك لم يمنع – بحسب الصحيفة – من أن ينفذ هجوماً مسلحاً ضد جنود أميركيين في قلب العاصمة واشنطن.
وبعد تصريحات مسؤولين في إدارة ترامب حول ديانة لَكنوال وجنسيته باعتبارهما دافعاً محتملًا للهجوم، ركّزت وسائل الإعلام الأميركية على ظروف حياته بعد وصوله إلى الولايات المتحدة. وزير الأمن الداخلي الأميركي أقرّ بأنّ الجندي الأفغاني السابق «تغيّر» بعد انتقاله لأميركا، وأصبح – على حد قوله – متطرفاً. ولم تُعلن السلطات حتى الآن بشكل رسمي أن دوافع الهجوم دينية أو قومية، بينما يواصل المحققون استجواب معارفه وبعض أصدقائه الذين عبّروا عن قلقهم بشأن حالته النفسية.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنّها اطلعت على رسائل إلكترونية تشير إلى أنّ لَكنوال كان يعاني خلال السنوات الماضية من انهيار نفسي، وبطالة، وعزلة طويلة.
وقال قائد سابق في الجيش الأفغاني يقيم في الولايات المتحدة لصحيفة واشنطن بوست:
«كان هؤلاء جنود نخبة في أفغانستان. كانوا يملكون وظائف ومنازل، لكنهم عندما وصلوا إلى هنا فقدوا كل شيء. يُطلب منهم العمل، إلا أنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لمعظم الوظائف، ولا القدرة على الاندماج في مجتمع جديد».
وخدم لَكنوال في جنوب وجنوب شرق أفغانستان، بما في ذلك زابل وغزني، وكان مختصاً في القنص وشارك في عمليات مداهمة ليلية. وقال ميك مالروي، الضابط السابق في الـCIA، إنّ لَكنوال وزملاءه «كانوا يشاركون في أصعب المعارك تقريباً يومياً، وكانوا على الخطوط الأمامية في عمليات اعتقال أو قتل مشتبهين بالإرهاب».
ودخل لَكنوال الولايات المتحدة في أكتوبر 2021، لكنه لم يحصل على الإقامة إلا قبل بضعة أشهر. وبحسب مصادر الصحيفة، خضع لتقييم أمني من الـCIA والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وكانت الـFBI على علم بملفه أيضاً.
ظروف معيشية قاسية
وتشير واشنطن بوست إلى أنّ لَكنوال واجه صعوبات كبيرة بعد حصوله على حق اللجوء، إذ لم يتمكن من الحصول على تصريح عمل في البداية، الأمر الذي زاد من معاناته. عمل لفترة قصيرة في شركة «أمازون» لنقل الطرود، وكان يعيش مع شقيقه لتقليل النفقات، قبل أن تنشب بينهما خلافات مالية.
وتضيف الصحيفة أنّ العديد من عناصر «الصفري» الأفغان في الولايات المتحدة يعانون أوضاعاً مالية ونفسية صعبة، إضافة إلى إصابات الحرب، واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، وصعوبات كبيرة في التأقلم مع مجتمع جديد تماماً.
وقالت غيتا بخشَي، الضابطة السابقة في الـCIA ومديرة منظمة تُعنى بمساعدة الأفغان المتعاونين مع واشنطن:
«لا يزال من غير الواضح ما الذي دفعه لارتكاب هذا العمل العنيف والمروّع: هل هو انهيار نفسي أم أمر أكثر خطورة؟».
حادثة إطلاق النار قرب البيت الأبيض
في يوم الأربعاء 26 نوفمبر، تعرّض جنديان من الحرس الوطني الأميركي لإطلاق نار على بُعد عدة شوارع من البيت الأبيض. وألقت قوات الأمن الأميركية القبض على رحمان الله لَكنوال، المهاجر الأفغاني البالغ من العمر 29 عاماً، باعتباره المشتبه به الرئيس.
ويخضع لَكنوال للعلاج في المستشفى إثر إصابات خطيرة. وقد توفي أحد الجنديين، بينما لا يزال الآخر في غيبوبة.