طالبان تدعو السياح الروس لزيارة أفغانستان

دعت وزارة الثقافة في حكومة طالبان السياح الروس لزيارة المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية في أفغانستان.

دعت وزارة الثقافة في حكومة طالبان السياح الروس لزيارة المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية في أفغانستان.
وأشاد قدرت الله جمال، نائب وزير الثقافة، بدعم روسيا لاستقلال أفغانستان خلال فترة أمان الله خان، مشيراً إلى تشابه هذا الدعم مع اعتراف موسكو بإدارة طالبان الحالية.
جاء ذلك خلال لقاء جمال مع سيرغي ستوباتشنكو، رئيس "بيت العلم والثقافة الروسي" في كابل، حيث شدد على العلاقات التاريخية بين البلدين قائلاً: «روسيا كانت أول دولة بعد بريطانيا تعترف باستقلال أفغانستان، والآن التاريخ يعيد نفسه».
ووفقاً لبيان طالبان، أعلن رئيس "بيت العلم والثقافة الروسي" عن اهتمام موسكو بتوسيع التعاون الثقافي مع أفغانستان، مشيراً إلى أن عام 2025 سيكون «عاماً تاريخياً» للعلاقات بين البلدين.
وأضاف أن اجتماعاً كبيراً ثقافياً وتعليمياً سيُعقد في كابل العام المقبل، وسيركز على الثقافة واللغة والتراث والابتكار. وسيتم على هامش هذا الاجتماع إنتاج أفلام وبرامج وثائقية وإعلانية للترويج للسياحة في أفغانستان وعرضها في روسيا.
وأكد سيرغي ستوباتشنكو أن الهدف الرئيسي من هذه البرامج هو زيادة عدد السياح الروس في أفغانستان بشكل كبير وجذب الاستثمارات في قطاع السياحة.
وأفاد بيان طالبان أن الجانب الروسي أبدى أيضاً استعداده للتعاون في تنظيم معارض ثقافية وسياحية مشتركة في كلا البلدين.






عقب قرار الولايات المتحدة تعليق التأشيرات وملفات لجوء الأفغان، إضافة إلى الهجوم المميت الذي انطلق من داخل الأراضي الأفغانية نحو طاجيكستان، بدأت باكستان حملة ضغط متعددة الجوانب ضد حركة طالبان.
ووفقاً لصحيفة إيكونوميك تايمز، تعتبر إسلامآباد أن إدارة طالبان مسؤولة عن تصاعد حالة انعدام الأمن في المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي تعليق برامج قبول طلبات اللجوء لمواطني عدة دول، بينها أفغانستان، «لمدة طويلة»، وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي نفذها مواطن أفغاني ضد عناصر من الحرس الوطني الأميركي في واشنطن.
وقالت مصادر للصحيفة، يوم الثلاثاء، إن باكستان تستغل هذه التطورات لاتهام كابل بالمسؤولية عن الهجمات الإرهابية الأخيرة.
كما قامت باكستان، عقب هجومين مميتين انطلقا من داخل الأراضي الأفغانية نحو الحدود الطاجيكية، بتحميل طالبان المسؤولية بشكل فوري، في محاولة – بحسب التقرير – لإحداث شرخ بين كابل ودوشنبه.
وكان الجيش الباكستاني قد ادّعى الأسبوع الماضي أن طالبان الأفغانية توفر تسهيلات لتمكين «الإرهابيين» من التسلل عبر الحدود وتنفيذ هجمات داخل باكستان.
وتدهورت العلاقات بين البلدين على خلفية استمرار اتهامات إسلامآباد لطالبان بعدم منع حركة طالبان الباكستانية (TTP) من استخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن. وكان الطرفان قد توصلا الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن استمرار هذا الاتفاق بات موضع شك.
وأضافت إيكونوميك تايمز أن حملة الترحيل الواسعة التي تشنّها باكستان ضد اللاجئين الأفغان تمثل إحدى أدوات الضغط الأخرى التي تعتمدها إسلامآباد. وتشير البيانات إلى أن نحو 1.5 مليون أفغاني رُحِّلوا من باكستان منذ عام 2023 وحتى اليوم.
ولا يزال ترحيل المهاجرين مستمراً، مع ورود تقارير يومية عن عمليات طرد قسري لآلاف الأفغان من داخل الأراضي الباكستانية.

طلبت السلطات السعودية من إسلامآباد إعادة فتح المعابر الحدودية مع أفغانستان لاستئناف التجارة الثنائية بين البلدين، إلا أن صحيفة دان الباكستانية نقلت عن مصادر قولها إن باكستان رفضت هذا المقترح.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الطاقة والمياه في حكومة طالبان إن موسم الفواكه الباكستانية قد بدأ، وإن إسلامآباد تحاول فتح المعابر من أجل تصدير منتجاتها إلى أفغانستان.
وأضاف عبد اللطيف منصور أن باكستان أغلقت الحدود في موسم الفواكه الأفغانية، لذلك «يجب على طالبان أن تُبقي المعابر مغلقة في خطوة مماثلة».
وعُقدت الجولة الثالثة من المفاوضات بين طالبان وباكستان في المملكة العربية السعودية، لكنها انتهت سريعاً من دون تحقيق أي نتائج ملموسة.
وضمّ وفد طالبان كلاً من رحمت الله نجیب، نائب وزير الداخلية، وعبدالقاهر بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، وأنس حقاني، أحد كبار أعضاء الإدارة. وذكرت صحيفة دان أن إسلامآباد كررت خلال محادثات الرياض مطالبها السابقة، داعية طالبان لاتخاذ خطوات واضحة ضد الجماعات المسلحة المعارضة لها، خصوصاً حركة طالبان الباكستانية و«جيش تحرير بلوشستان»، والتي تقول باكستان إنها تنشط داخل الأراضي الأفغانية، وهو اتهام تنفيه طالبان مراراً.
وبحسب الصحيفة، شدّد وفد طالبان على مواقفه السابقة، ما أدى إلى عدم تحقيق أي تقدم في المباحثات.
وتشير التقارير إلى أن جميع المعابر بين أفغانستان وباكستان مغلقة منذ نحو شهرين، ما كبّد تجار البلدين خسائر تُقدّر بملايين الدولارات.
وكان وزير الخارجية الباكستاني قد صرّح في وقت سابق بأن الأمم المتحدة طلبت من إسلامآباد إعادة النظر في قرارها بإغلاق الحدود مع أفغانستان، مضيفاً أن بلاده قد تسمح بمرور المواد الغذائية الأساسية والمساعدات الإنسانية بعد دراسة الطلب.

شهدت ولاية خوست الأفغانية واحدة من أكبر عمليات الإعدام العلنية منذ عودة طالبان إلى السلطة، حيث أعلن المتحدث باسم الوالي أن نحو 80 ألف شخص احتشدوا في ملعب الولاية لمتابعة تنفيذ الحكم.
ونفّذت المحكمة العليا التابعة لطالبان، يوم الثلاثاء، حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق رجل متهم بالقتل العمد، بعد أن دعت الحركة السكان إلى الحضور إلى موقع التنفيذ.
وذكرت طالبان أن المدان يُدعى منغل بن طلاخان، من سكان خوست، وقد اعتُقل على خلفية قتل عبدالرحمن بن ضابط. وأوضحت المحكمة العليا أن الحكم صادَق عليه زعيم الحركة هبت الله آخندزاده عقب مراجعته من ثلاث محاكم مختلفة.
وقالت السلطات إن عائلة القتيل رفضت طلب طالبان بـ«العفو والمصالحة»، ما أدى إلى المضي في تنفيذ الحكم. كما كشفت أن حكم الإعدام صدر أيضاً بحق شخصين آخرين في القضية نفسها، غير أن التنفيذ أُجّل لغياب ورثة القتيل، مشيرة إلى أنه سيتم إعدامهما فور حضورهم.
انتقادات حقوقية ودولية
وتواجه طالبان انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، التي دعت مراراً إلى وقف تنفيذ أحكام الإعدام، مؤكدة أن جهاز القضاء لدى الحركة يفتقر إلى المعايير القانونية، وأن المتهمين يُحرمون من حقوق أساسية مثل الاستعانة بمحامٍ للدفاع عنهم.
كما تواصل طالبان تنفيذ عقوبات الجلد بشكل شبه يومي في ولايات مختلفة، وتدعو السكان لحضور هذه المشاهد العلنية، وهو ما يعتبره منتقدون «تعذيباً نفسياً» ووسيلة لترهيب المجتمع.
وأفادت السلطات بأن الحركة منعت إدخال الهواتف الذكية إلى الملعب أثناء تنفيذ حكم الإعدام لمنع توثيق العملية.

أكدت سفارة الصين في دوشنبه مقتل خمسة مواطنين صينيين وإصابة خمسة آخرين في هجمات على الحدود انطلقت من أفغانستان خلال الأسبوع الماضي، ودعت جميع المواطنين الصينيين المتواجدين في المناطق الحدودية إلى المغادرة الفورية.
وأضافت السفارة أن الهجوم المسلح الأخير استهدف مواطنين صينيين يوم الأحد بالقرب من الحدود مع أفغانستان، فيما أودى هجوم آخر يوم الجمعة بثلاثة مواطنين صينيين آخرين. وقالت السلطات الطاجيكية إن الهجوم الأول تم باستخدام طائرات مسيرة أطلقت قنابل يدوية على مخيم للعمال.
من جهتها، أعربت رئاسة الجمهورية الطاجيكية عن إدانتها الشديدة «للأعمال غير القانونية والاستفزازية لمواطني أفغانستان»، وأمر الرئيس إمام علي رحمان باتخاذ إجراءات فعالة لحل المشكلة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وكانت السلطات الطاجيكية قد حذرت سابقاً من نشاط مهربي المخدرات وعمال التنقيب عن الذهب غير القانونيين على طول الحدود النائية مع أفغانستان.
وفي الوقت نفسه، أدانت وزارة الخارجية في حكومة طالبان مقتل اثنين من المواطنين الصينيين على الحدود مع طاجيكستان، مؤكدة أن الحادثة وفق التقييمات الأولية والمعلومات الواردة من الجهات المعنية في الإدارة نُفذت على يد مجموعات تسعى لإحداث الفوضى وزعزعة الاستقرار وزرع عدم الثقة بين دول المنطقة.

كان رحمان الله لَكنوال وزملاؤه في وحدة «صفر–3» جنوب أفغانستان يعملون سابقاً إلى جانب عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في تعقب قادة طالبان وعناصر تنظيمي داعش والقاعدة.
غير أنّ السلطات الأميركية في عهد إدارة ترامب، إلى جانب بعض الأفغان، باتت تتهمه اليوم بالتأثر بالتطرف الإسلامي وفتح النار على جنود من الحرس الوطني الأميركي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن ضابط سابق في الـCIA، أنّ لَكنوال كان عضواً في فريق نخبة لمكافحة الإرهاب، واجتاز مراراً كل مراحل التقييم والفحص، بما في ذلك اختبارات الولاء للقوات الأميركية، إلا أنّ ذلك لم يمنع – بحسب الصحيفة – من أن ينفذ هجوماً مسلحاً ضد جنود أميركيين في قلب العاصمة واشنطن.
وبعد تصريحات مسؤولين في إدارة ترامب حول ديانة لَكنوال وجنسيته باعتبارهما دافعاً محتملًا للهجوم، ركّزت وسائل الإعلام الأميركية على ظروف حياته بعد وصوله إلى الولايات المتحدة. وزير الأمن الداخلي الأميركي أقرّ بأنّ الجندي الأفغاني السابق «تغيّر» بعد انتقاله لأميركا، وأصبح – على حد قوله – متطرفاً. ولم تُعلن السلطات حتى الآن بشكل رسمي أن دوافع الهجوم دينية أو قومية، بينما يواصل المحققون استجواب معارفه وبعض أصدقائه الذين عبّروا عن قلقهم بشأن حالته النفسية.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنّها اطلعت على رسائل إلكترونية تشير إلى أنّ لَكنوال كان يعاني خلال السنوات الماضية من انهيار نفسي، وبطالة، وعزلة طويلة.
وقال قائد سابق في الجيش الأفغاني يقيم في الولايات المتحدة لصحيفة واشنطن بوست:
«كان هؤلاء جنود نخبة في أفغانستان. كانوا يملكون وظائف ومنازل، لكنهم عندما وصلوا إلى هنا فقدوا كل شيء. يُطلب منهم العمل، إلا أنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لمعظم الوظائف، ولا القدرة على الاندماج في مجتمع جديد».
وخدم لَكنوال في جنوب وجنوب شرق أفغانستان، بما في ذلك زابل وغزني، وكان مختصاً في القنص وشارك في عمليات مداهمة ليلية. وقال ميك مالروي، الضابط السابق في الـCIA، إنّ لَكنوال وزملاءه «كانوا يشاركون في أصعب المعارك تقريباً يومياً، وكانوا على الخطوط الأمامية في عمليات اعتقال أو قتل مشتبهين بالإرهاب».
ودخل لَكنوال الولايات المتحدة في أكتوبر 2021، لكنه لم يحصل على الإقامة إلا قبل بضعة أشهر. وبحسب مصادر الصحيفة، خضع لتقييم أمني من الـCIA والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وكانت الـFBI على علم بملفه أيضاً.
ظروف معيشية قاسية
وتشير واشنطن بوست إلى أنّ لَكنوال واجه صعوبات كبيرة بعد حصوله على حق اللجوء، إذ لم يتمكن من الحصول على تصريح عمل في البداية، الأمر الذي زاد من معاناته. عمل لفترة قصيرة في شركة «أمازون» لنقل الطرود، وكان يعيش مع شقيقه لتقليل النفقات، قبل أن تنشب بينهما خلافات مالية.
وتضيف الصحيفة أنّ العديد من عناصر «الصفري» الأفغان في الولايات المتحدة يعانون أوضاعاً مالية ونفسية صعبة، إضافة إلى إصابات الحرب، واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، وصعوبات كبيرة في التأقلم مع مجتمع جديد تماماً.
وقالت غيتا بخشَي، الضابطة السابقة في الـCIA ومديرة منظمة تُعنى بمساعدة الأفغان المتعاونين مع واشنطن:
«لا يزال من غير الواضح ما الذي دفعه لارتكاب هذا العمل العنيف والمروّع: هل هو انهيار نفسي أم أمر أكثر خطورة؟».
حادثة إطلاق النار قرب البيت الأبيض
في يوم الأربعاء 26 نوفمبر، تعرّض جنديان من الحرس الوطني الأميركي لإطلاق نار على بُعد عدة شوارع من البيت الأبيض. وألقت قوات الأمن الأميركية القبض على رحمان الله لَكنوال، المهاجر الأفغاني البالغ من العمر 29 عاماً، باعتباره المشتبه به الرئيس.
ويخضع لَكنوال للعلاج في المستشفى إثر إصابات خطيرة. وقد توفي أحد الجنديين، بينما لا يزال الآخر في غيبوبة.