وأضاف متقي، خلال اجتماع مع نشطاء إعلاميين مؤيدين لطالبان في كابل يوم الأربعاء، أن باكستان تختلق الأعذار لتنفيذ مشاريعها الغامضة في أفغانستان، لكنه أكد أن طالبان لها الحق في الدفاع عن نفسها.
وأوضح أن باكستان تواجه مشاكل مع جميع التيارات والشخصيات السياسية المحلية، و"باستثناء دولة واحدة، لديها مشاكل مع جميع الدول المجاورة".
نقل "الإخوة القبليين"
وأشار متقي إلى أن طالبان خلال السنوات الأربع الماضية نقلوا المهاجرين من وزيرستان بعيداً عن الحدود مع باكستان، ونشروا مئات الحواجز والفرق الأمنية لتأمين الحدود. وأضاف أن مطالب باكستان غير عملية وغير مقبولة، وأنها كانت تطالب بنقل أعضاء حركة طالبان في وزيرستان إلى أفغانستان.
وكان المتحدث باسم طالبان قد صرح سابقاً أن مهاجري وزيرستان نُقلوا من الحدود مع باكستان إلى مناطق أخرى، مؤكداً أن طالبان تنفي وجود حركة تي تي بي في أفغانستان، لكنها تعترف بوجود مهاجري وزيرستان الذين دخلوا أفغانستان قبل وصول طالبان إلى السلطة.
وتطرق متقي إلى تصريحات الجيش الباكستاني بشأن صعوبة السيطرة على الحدود وضرورة توفر القدرات والموارد الكبيرة، قائلاً:
«هم يقولون ذلك، لكن يطلبون منا تجهيز كل شيء لهم. إذا كنتم تمتلكون التكنولوجيا والفرق المجهزة، فليؤمنوا هم الحدود بأنفسهم، كما يريدون منا».
وكان أحمد شريف شودري، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، قد صرح الأسبوع الماضي بأن السيطرة على الحدود الصعبة مع أفغانستان مهمة شاقة ومكلفة للغاية.
أخطاء باكستان
وأكد متقي أن طالبان خلال أربع سنوات أمنت الأمن بشكل شامل وقضت على داعش وغيرها من الجماعات، وقال: «على باكستان أن تقوم بنفس الأمور».
وأشار إلى أن قضية حركة تي تي بي مرتبطة بعقدين مضت، وأن مشكلات باكستان مع بلوشستان ترجع إلى تأسيس الدولة، وأضاف أن هذه الأزمات جذورها في السياسات الخاطئة لباكستان نفسها.
وقال وزير خارجية طالبان: «عندما يكون الناس خلفكم، لا يمكن لأي أحد خلق أزمة أمنية»، مضيفاً أن طالبان واجهت باكستان بثقة ونجاح.
محاولة فاشلة لإضعاف طالبان
وأشار متقي إلى إغلاق المعابر الحدودية بين أفغانستان وباكستان، قائلاً: «كانت هناك فكرة خام أنه إذا أغلقت الطرق، سينهار النظام ويعلو صوت الناس»، لكنه أكد أن ذلك لم يحدث ولم تحدث أي مشكلة، وأن المواد الغذائية والأساسية تم تأمينها من دول أخرى.
وأضاف أنه خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي (إكو)، تحدث عن عواقب الغارات الجوية الباكستانية وإغلاق الحدود، لكن وزير خارجية باكستان إسحق دار غضب وقال: "لا تجعلوا الاجتماع الاقتصادي سياسياً"، فرد متقي: «إغلاق الطرق ووقف حركة البضائع للتجار، أليس مسألة تجارية واقتصادية؟»، وأضاف أن الجانب الباكستاني لا يتحمل الاستماع إلى الكلام.
ازدواجية سياسية
وأكد متقي أن سلطة القرار والقيادة في باكستان ليست واحدة، وهذا السبب جعل المحادثات تصل إلى طريق مسدود. وقال إن إسحق دار، وزير خارجية باكستان، يحتاج إلى إذن كل من رئيس الوزراء وقائد الجيش قبل اتخاذ أي قرار.
وأضاف أن جميع أفغانستان دعموا طالبان بشكل موحد خلال النزاع مع باكستان، «ولم يعارض أي سياسي أو عالم أو تاجر موقفهم».
ورداً على الغارات الجوية الباكستانية على كابل وبعض الولايات، قال بعض النشطاء السياسيين والمسؤولين السابقين إن حرب طالبان مع باكستان ليست حرب شعب أفغانستان.
وأعادت السلطات الباكستانية، بعد تصاعد التوتر مع طالبان، التأكيد على عدم شرعية حكومة طالبان وتجاهل حقوق الأقليات العرقية والدينية.
العلاقات مع الهند حق أفغانستان
وأشار متقي إلى أن العلاقات مع الهند سياسية واقتصادية، رداً على اتهامات باكستان بالتدخل الهندي في أفغانستان. وقال إن باكستان اعترضت على زيارته للهند وديوبند، لكنه أضاف أن أفغانستان دولة مستقلة ولها الحق بعلاقات مستقلة.
وأشار إلى أن باكستان لديها سفارة في نيودلهي وتقوم بالتبادل التجاري، لكنها تشتكي عندما تقوم طالبان بنفس الشيء. وأوضح أن سياسة طالبان تجاه الهند ليست ضد أي طرف.
وسجلت العلاقات بين طالبان ونيودلهي زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، ومنذ تصاعد التوتر مع باكستان، قام وزراء خارجية وتجاريون طالبان بعدة زيارات للهند. وتخطط طالبان لتأمين الأدوية الأساسية من الهند بدلاً من باكستان، وكذلك تعزيز ميناء تشابهار لتوسيع العلاقات التجارية والنقلية مع الهند.