وتعتبر الأمم المتحدة هذا التوجّه مثيرًا للقلق.
وبحسب التقرير، يستخدم تنظيم داعش – ولاية خراسان المدارس الدينية في شمال أفغانستان وفي المناطق القريبة من الحدود مع باكستان للتأثير على الأطفال، وقد أنشأ دورات خاصة لتدريب القُصّر على العمليات الانتحارية.
وتُعدّ هذه التدريبات جزءًا من جهود التنظيم لإعداد جيل جديد من العناصر العملياتية وضمان استمرارية نشاطه على المدى الطويل.
ويشير التقرير إلى أن طالبان قمعت تهديد داعش – ولاية خراسان، لكنها لم تتمكن من القضاء عليه بالكامل.
ووفقًا للتقرير، يعمل تنظيم داعش – ولاية خراسان حاليًا في الغالب من خلال خلايا صغيرة، ولا يزال حضوره مستمرًا، ولا سيما في شمال وشرق أفغانستان. وتقول الأمم المتحدة إنه على الرغم من تراجع عدد هجمات التنظيم داخل أفغانستان في عام 2025، فإنه لا يزال يُوصَف بأنه «قادر على الصمود»، وتعتبره الدول الأعضاء في مجلس الأمن أكبر تهديد إرهابي منطلق من أفغانستان.
ويذكر التقرير أن طالبان نفذت منذ مطلع عام 2025 عدة عمليات لمكافحة الإرهاب ضد داعش – ولاية خراسان، وتحدث مسؤولو الحركة عن «قمع ناجح»، إلا أن التقرير يشير إلى استمرار الهجمات التي يعلنها التنظيم، وزيادة نشاطه الدعائي، وعمليات التجنيد، والمخاوف بشأن قدرته على التغلغل داخل صفوف طالبان.
ويضيف التقرير أن طالبان، رغم ادعائها السيطرة على التهديد، تسعى بشكل منتظم إلى الحصول على مساعدة خارجية في مجال مكافحة داعش – ولاية خراسان.
كما تقول الأمم المتحدة إن داعش – ولاية خراسان لا يزال يحتفظ بالقدرة والنية لتنفيذ هجمات خارجية، ويضع في مقدمة أهدافه استهداف المجتمعات الشيعية، والمسؤولين الحاكمين، والأجانب.
وأشارت الأمم المتحدة إلى مقتل خليل حقاني، وزير شؤون اللاجئين السابق في حكومة طالبان، في هجوم انتحاري بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، باعتباره أبرز خسارة على مستوى حكومة طالبان منذ سيطرة الحركة، نُسبت إلى تنظيم داعش.
وتناول التقرير أيضًا دور الدعاية لدى داعش – ولاية خراسان، مشيرًا إلى أن قادة التنظيم يعملون على نزع الشرعية عن طالبان في نظر السكان وتعميق الانقسامات الداخلية. وقد وصفت وسائل إعلام تابعة للتنظيم سياسات طالبان تجاه النساء والفتيات بأنها «غير إسلامية»، كما وصفت تفاعل طالبان مع المجتمع الدولي بأنه «حوار مع الكفار».
ويذكر التقرير أن سناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر، لا يزال زعيم تنظيم داعش – ولاية خراسان ويتنقل باستمرار. كما قام مسؤولان في التنظيم، يُعرفان باسم أبو منذر وكاكا يونس، بتجنيد نحو 600 متطوع من آسيا الوسطى، ولا سيما من طاجيكستان وأوزبكستان.
وبحسب التقرير، نُقل بعض هؤلاء الأفراد إلى أفغانستان، وبقي بعضهم في بلدانهم، فيما أُرسل آخرون إلى أوروبا. ويُعدّ العديد منهم من الشباب الذين جرى تجنيدهم عبر حوارات دينية على الإنترنت.
وقدّر التقرير عدد مقاتلي داعش – ولاية خراسان بنحو 2000 عنصر.
وأشار التقرير إلى علاقات انتهازية بين داعش – ولاية خراسان وحركة طالبان باكستان، وكذلك مع عناصر ناقمة داخل طالبان، ووصَف مستوى نفوذ التنظيم داخل هياكل طالبان بأنه «غير معلوم» لكنه «واسع».
كما أفاد التقرير بأن شبكة العمليات الخارجية لتنظيم داعش – ولاية خراسان كانت متمركزة في ولاية نيمروز قبل تفكيكها، وقد تولت التخطيط وتسهيل هجمات عام 2024 في كرمان بإيران وقاعة كروكوس سيتي في موسكو.
وأضاف التقرير أن هذه الشبكة جرى تفكيكها بتعاون استخباراتي من عدة دول، باستثناء طالبان التي امتنعت عن التعاون وتبادل المعلومات.
ويقول التقرير إن مصادر تمويل داعش – ولاية خراسان ليست واضحة بدقة، إلا أنه وبناءً على مقابلات مع معتقلين، كان التنظيم يمتلك أدوات تقنية مثل الحواسيب المحمولة والهواتف المحمولة، وكانت تُوفَّر المواد الغذائية لعناصره. وتُعدّ التبرعات المالية، وعمليات الخطف مقابل الفدية مع استهداف التجار المحليين، واستخدام العملات الرقمية من بين مصادر تمويل التنظيم.
كما تطرق التقرير إلى استخدام داعش – ولاية خراسان للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التنظيم كان رائدًا في توظيف التقنيات الحديثة لأغراض الدعاية وإنتاج المحتوى.
وفي أجزاء أخرى من التقرير، أُشير إلى ارتباط اقتصاد المخدرات بالجماعات الإرهابية، حيث ذُكر أن التغييرات في زراعة الخشخاش قد توفّر فرصًا لداعش – ولاية خراسان للاستفادة من العائدات غير المشروعة.
كما أوصى التقرير، في ظل تزايد استخدام التنظيم للعملات الرقمية، بأن تتبادل الدول المعلومات والتحليلات ذات الصلة، بما في ذلك عناوين المحافظ الرقمية.
ويُعدّ تنظيم داعش – ولاية خراسان الفرع الإقليمي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي أعلن عن نفسه عام 2015. ويعتبر التنظيم نفسه جزءًا من الهيكل العالمي لداعش، ويخوض صراعًا مع الحكومات والجماعات والتيارات التي تتبنى تفسيرات مختلفة للإسلام، بما في ذلك حركة طالبان.