«نورٌ ساطع على الكون»... تمثال بوذا باميان يُنصب في نيويورك

يعتزم النحّات الفيتنامي–الأميركي توان أندرو نغوين نصب تمثال بارتفاع ثمانية أمتار لبوذا باميان في شارع العاشر بمنطقة مانهاتن في مدينة نيويورك، وذلك في ربيع عام 2026.

يعتزم النحّات الفيتنامي–الأميركي توان أندرو نغوين نصب تمثال بارتفاع ثمانية أمتار لبوذا باميان في شارع العاشر بمنطقة مانهاتن في مدينة نيويورك، وذلك في ربيع عام 2026.
ويحمل التمثال عنوان «نورٌ ساطع على الكون»، ويُعد—بحسب صحيفة نيويورك تايمز—رمزًا للسلام والصمود.
وسيُقام التمثال بتكليف من «لجنة هاي لاين بلينث» داخل متنزّه معلّق عند تقاطع شارع العاشر مع شارع 30 في مانهاتن. وذكرت اللجنة أن هذا العمل يجسّد نصبًا تذكاريًا لخسارة ثقافية كبرى، لكنه في الوقت ذاته يعبّر عن جوهر خالد لا يزول. ويستحضر التمثال تماثيل بوذا باميان الشهيرة، المعروفة محليًا باسم «صلصال»، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي ودمرتها حركة طالبان في مارس 2001.
وقال نغوين في حديثه إلى نيويورك تايمز: «عندما يأتي الناس في نيويورك لرؤية هذه الصورة لبوذا باميان، فإن تلك اللحظة التي شهدها العالم بأسره ستعود مجددًا إلى النقاش العام».
وُلد نغوين عام 1976 في فيتنام، وانتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة لاجئًا وهو في الثالثة من عمره. ونشأ هناك قبل أن يحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من معهد كاليفورنيا للفنون. وتشير نيويورك تايمز إلى أن نغوين، المقيم حاليًا في فيتنام، يُعرف بأعماله في مجال الرسوم المتحركة والنحت، والتي تستكشف بأسلوب شاعري قضايا الحرب والصدمة والذاكرة والتعافي.
وقد اختير تصميم نغوين من بين 56 مشروعًا تقدّم بها فنانون من 31 دولة، قبل أن تطلب لجنة «هاي لاين بلينث» من 12 فنانًا عرض نماذج لأعمالهم في منتزه هاي لاين عام 2024، وإتاحة الفرصة للجمهور لإبداء آرائهم بشأنها.
وقال آلن فان كابل، أحد أعضاء لجنة اختيار الأعمال، إن مشروع بوذا باميان «يخاطبنا بذكاء في زمن يتسم بالتطرف وتدمير التراث الثقافي».
ومن المقرر عرض التمثال لمدة 18 شهرًا، ابتداءً من أبريل 2026. وأوضحت نيويورك تايمز أن نغوين صمّم النموذج ثلاثي الأبعاد للتمثال باستخدام صور للتمثال الأصلي المتضرر في باميان، قبل أن يقوم، بالتعاون مع مجموعة من نحاتي الحجر في فيتنام، بنحته يدويًا من أربعة كتل ضخمة من الحجر الرملي.
أما يدا التمثال، فقد صُنعتا من قذائف وصواريخ أُعيد صهرها. وقال نغوين إن هذه المواد المدمّرة «تحوّلت داخل العمل الفني إلى رمز مختلف». وأضاف أنه نقل بقايا القذائف والذخائر المستخدمة في الحرب بأفغانستان، بالتعاون سرًا مع سكان محليين، إلى باكستان ثم إلى فيتنام، حيث جرى صبّها على شكل يدين برونزيتين في وضعية ترحيب.
وختم نغوين بالقول: «هذا التمثال يثبت أنه حتى وسط الفوضى والعنف يمكن للإنسان أن يبقى رحيمًا وجريئًا. أتصور أن هذه الأيدي البرونزية المصقولة، حين تلمع في الأفق تحت أشعة الشمس، ستشكّل مشهدًا آسرًا».