طالبان تدعو المستثمرين الدوليين للتعاون مع أفغانستان في مجالي المياه والطاقة

دعا وكيل وزارة المياه في طالبان، مجيب الرحمن عمر آخوندزاده، المستثمرين الدوليين، وخاصة من تركيا، إلى التعاون مع أفغانستان في مشاريع تنظيم المياه والطاقة.

دعا وكيل وزارة المياه في طالبان، مجيب الرحمن عمر آخوندزاده، المستثمرين الدوليين، وخاصة من تركيا، إلى التعاون مع أفغانستان في مشاريع تنظيم المياه والطاقة.
وبحسب ما نشرته الوزارة على منصة "إكس"، التقى عمر آخوندزاده بالسفير الأفغاني لدى أنقرة، صنيع الله فرهمند، حيث عرض عليه مقترحاته الرامية إلى تشجيع الشركات التركية والأجنبية على المشاركة في مشاريع المياه بالتعاون مع المهندسين الأفغان.
وأكد آخوندزاده على ضرورة توفير التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، فيما تعهّد السفير فرهمند بالعمل على إقناع الشركات الأجنبية للمساهمة في تنظيم وإدارة الموارد المائية في البلاد.
غير أن محللين يرون أن قطاع المياه في أفغانستان ما زال يواجه تحديات فنية ومالية جوهرية، وأن مجرد تشجيع الشركات الأجنبية لن يكون كافياً.
ويؤكد هؤلاء أن تحقيق نتائج طويلة الأمد يتطلب تعزيز القدرات المحلية، وضمان الشفافية، وتوفير ضمانات عملية لتنفيذ المشاريع.

اتهم زعيم طالبان ملا هبة الله آخوندزاده خلال لقاء مع عدد من رجال الدين في قندهار، الحكومات السابقة في أفغانستان بنشر مفاهيم "غير إسلامية"، ما أدى إلى انحراف المجتمع عن الدين، على حد وصفه. وأضاف: "اليوم، فسد وعي الشعب إلى درجة أن الشريعة باتت تبدو غريبة عليهم".
وأفاد المتحدث باسم طالبان أن الاجتماع عُقد في مكتب حاكم ولاية قندهار، بحضور علماء من 15 منطقة، حيث ألقى زعيم الحركة كلمة مطولة تناول فيها ما وصفه بـ"فساد الأنظمة السابقة وترويجها للفحشاء وتشجيعها الناس على معاداة الدين"، معتبراً أن تلك الحكومات "استثمرت الكثير في هذا الطريق".
ودعا هبة الله آخوندزاده العلماء إلى لعب دور أكثر فاعلية في تنفيذ تعليماته، قائلاً إن "العلماء والحكام إذا صلحوا، صلح المجتمع، وإذا فسدوا، فسد المجتمع".
وبحسب بيان الحركة، وصف زعيم طالبان رجال الدين بأنهم "أعزّ عباد الله على الأرض"، مؤكداً على ضرورة أن يتحملوا مسؤولياتهم الدينية والاجتماعية.
كما طالب العلماء بالتوعية حول قوانين المرور، مشيراً إلى تزايد حوادث الطرق في البلاد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف. ووفقاً لإحصاءات إدارة المرور التابعة لطالبان، فقد وقع نحو 4 آلاف حادث سير خلال الأشهر العشرة الأخيرة من العام الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ألفي شخص.
وفي جانب آخر من كلمته، قال آخوندزاده إن "شباب أفغانستان كأبنائي، وسأسعى لإصلاحهم وأداء مسؤوليتي تجاههم"، مطالباً العلماء بالاضطلاع بدور محوري في "إصلاح المجتمع"، لا سيما في القضايا الدينية.
كما شدد على أن جميع "قوانين وقرارات طالبان تستند إلى الشريعة"، داعياً إلى الترويج لها من خلال الخطب والندوات.
وأكد البيان أن العلماء المشاركين جددوا "بيعتهم" له خلال اللقاء.
وكان زعيم طالبان دعا في لقاء سابق مع مجلس علماء هرات إلى الالتزام بأوامره، محذراً مما وصفه بمحاولات "زرع الفتنة بين العلماء والتشكيك فيهم"، معتبراً أن هناك "جهات تعمل على تشويه صورة المؤسسة الدينية وزعزعة ثقة الناس بها".
وتُتهم حركة طالبان باستخدام الشريعة لتبرير منع تعليم الفتيات فوق الصف السادس، ومنع النساء من مزاولة العمل في مختلف المجالات.
كما يبرّر زعيم طالبان القرارات التي يتخذها بأنها مبنية على تعاليم الشريعة، حتى في أوامره التي يخالف بها معظم العلماء المسلمين، ويرفض التراجع عن قراراته وأوامره على الرغم من الانتقادات الواسعة التي واجهها من العلماء في أفغانستان وفي الدول الإسلامية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مؤخراً مذكرة توقيف بحق زعيم طالبان وقاضي القضاة في الحركة، على خلفية اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في أفغانستان.

حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة "كير" الدولية في تقرير جديد من أنّ النساء والفتيات العائدات من إيران وباكستان إلى أفغانستان يواجهن تهديدات جسيمة، ويحتجن إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بالإضافة إلى دعم طويل الأمد.
وبحسب التقرير، فإنّ أكثر من 2.43 مليون أفغاني "غير مسجّل" عادوا من الدول المجاورة منذ عام 2023، حيث يشكّل النساء والفتيات ما يقارب نصف العائدين من باكستان، وثلث العائدين من إيران.
وأشار التقرير إلى أنّ العديد من هؤلاء النساء أُجبرن على العودة إلى بلد لم يعشن فيه من قبل، وهنّ اليوم بلا مأوى، ولا مصدر دخل، ولا إمكانية للوصول إلى التعليم أو الرعاية الصحية.
وقالت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، سوزان فيرغسون: "النساء والفتيات المتضررات اللواتي عدن دون أي شيء، يجب أن يُضمن لهن الوصول إلى المساعدات على وجه السرعة".
ووفق التقرير، تشمل أبرز التهديدات التي تواجهها هذه الفئة: حرمان الفتيات من التعليم، وانعدام المأوى، والعنف، وزواج القاصرات، والفقر، والقيود غير المسبوقة المفروضة على حريات النساء.
من جانبه، قال مدير منظمة كير في أفغانستان، غراهام ديفيسون: "نواجه وضعاً تُكافح فيه آلاف النساء والفتيات والأطفال من أجل البقاء، دون أي نوع من الدعم".
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لضمان حماية حقوق النساء والفتيات، وتوفير الدعم الإنساني المستمر لهن.

حذّرت منظمة دعم الإعلام في أفغانستان من أن انتشار فيروس كورونا وسيطرة حركة طالبان على الحكم تسببا في انتكاسة حادّة لمسار التعليم الإعلامي في البلاد، مشيرة إلى أن هذين العاملين شكّلا أبرز العقبات أمام تطوّر هذا القطاع.
جاء ذلك في دراسة بحثية نشرتها المنظمة يوم الأربعاء، بعنوان "تحوّلات التعليم الإعلامي"، وتناولت فيها آثار الجائحة وتداعيات عودة طالبان إلى الحكم على قطاع الإعلام والتعليم العالي في أفغانستان.
وبحسب الدراسة، فإن التعليم الإعلامي شهد تراجعاً كبيراً على صعيد الكم والنوع منذ سيطرة طالبان، إذ أدى تغيّر النظام إلى انخفاض أعداد الطلاب، وتراجع الحماسة للدراسة في هذا التخصص، إلى جانب تغييرات واسعة في المناهج، شملت حذف مواد أساسية، وتقلص فرص التدريب العملي، وتدهور جودة التعليم عموماً.
ونقلت الدراسة عن رئيس المنظمة حامد عبيدي، والمستشارة شغوفة دستغير، أن البيئة التعليمية أصبحت طاردة للكفاءات، وأن العديد من الأساتذة غادروا البلاد، وسط تصاعد الضغوط الفكرية والرقابة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى الأزمات المالية وغياب الأفق لدى الطلاب.
وقال حامد عبيدي، في تصريح لقناة "أفغانستان إنترناشيونال"، إن التعليم الإعلامي في البلاد كان يشهد تطوراً لافتاً قبل الجائحة، لكن الظروف الصحية والسياسية أعادت القطاع سنوات إلى الوراء.
ودعت المنظمة، في ختام دراستها، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ التعليم الإعلامي في أفغانستان من الانهيار، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي ستكون له تبعات اجتماعية وثقافية طويلة الأمد.
وجاء في خلاصة التقرير: "التحديات التي يواجهها التعليم الإعلامي في أفغانستان اليوم ناجمة عن كارثتين أساسيتين: الأولى هي التخلف التكنولوجي الذي صاحب جائحة كورونا، والثانية الضغوط السياسية التي فرضتها حركة طالبان".
وتجدر الإشارة إلى أن سيطرة طالبان على الحكم رافقتها حملة تضييق واسعة على حرية التعبير والتعليم العالي ووسائل الإعلام، حيث لم تقتصر القيود على المؤسسات، بل طالت طلاب الإعلام والبرامج التعليمية والتدريبات المهنية، ما أوقف مسار التطوير وأدخل القطاع في حالة من الركود.

اتهم مركز "آوا" للاستشارات القانونية والاجتماعية، السلطات الإيرانية بممارسة العنف وسوء المعاملة بحق مئات اللاجئين الأفغان أثناء عمليات ترحيلهم القسري، مؤكداً أن عدداً كبيراً من المرحّلين تعرّضوا لمصادرة أموالهم وممتلكاتهم الشخصية، وطالب بتدخل فوري من المؤسسات الدولية المعنية.
وفي تقرير تحقيقي موسّع نُشر أمس تحت عنوان "تقييم الوضع الحقوقي للاجئين الأفغان المرحّلين من إيران"، كشف المركز -الذي يتخذ من هولندا مقراً ويقوده فريق من المحاميات والناشطات الأفغانيات– عن إفادات صادمة جُمعَت من 503 مرحّلين أفغان في ولاية نيمروز، جنوب غرب أفغانستان.
وأشار التقرير إلى أن 78٪ منهم أكدوا تعرضهم للعنف الجسدي أو اللفظي خلال عملية الترحيل أو أثناء النقل، وأن نصفهم تقريباً لم يحصل على أي وثيقة توضح سبب احتجازهم، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية.
كما ذكر 40٪ من المرحّلين أنهم لم يُمنحوا فرصة لجمع مقتنياتهم، فيما قال البعض إنهم اعتُقلوا أثناء ذهابهم إلى المسجد أو المستشفى دون علم بما سيحدث لأسرهم أو ممتلكاتهم. وادعى أكثر من نصف المشاركين أن أموالهم وهواتفهم أو وثائقهم الرسمية صودرت منهم ولم تُعد إليهم، فيما قال آخرون إنهم اضطروا لدفع رشاوى لتجنّب الاحتجاز أو لتحسين ظروفهم أثناء الترحيل.
وبحسب التقرير، فإن أكثر من 60٪ تعرضوا لإهانات لفظية من قبل العناصر الأمنية الإيرانية، استخدمت فيها أوصاف مثل "متطفل" و"سبب دمار إيران" و"بلا أصل". وأفاد نحو ربع المستطلَعين بتعرّضهم للعنف الجسدي، من ضرب وركل وصفع وتهديد بالسلاح، حيث روى أحدهم: "عندما اعترضت، ضربني الجندي ثلاث مرات على ساقي بعصا".
كما تحدّث عدد من المرحّلين عن فصلهم عن أسرهم، بينهم أطفال تُركوا بلا مرافقين على الحدود، وأورد التقرير حالة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات عُثر عليه بمفرده في معبر نيمروز، بينما بقيت والدته وأفراد أسرته الآخرون في مدينة قُم الإيرانية.
وذكر 92٪ من المرحّلين أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى أي جهة قانونية أو محامٍ أو آلية قضائية طوال فترة الاحتجاز والترحيل، في مخالفة للاتفاقيات الدولية، ومن ضمنها التعهدات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكفل الحق في الاعتراض والتقاضي والحماية القانونية.
وأشار التقرير إلى أن 99٪ من المرحّلين أعربوا عن قلقهم من مستقبلهم الغامض في أفغانستان، محذراً من تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة، خاصة على النساء والأطفال، نتيجة الفقر، والتشريد، والضغط النفسي الذي يعانون منه بعد ترحيلهم القسري.
وكانت حركة طالبان أعلنت مؤخراً أن نحو مليونَي مهاجر أفغاني جرى ترحيلهم قسرياً من إيران خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

عقد مسؤولو حركة طالبان في ولاية بلخ مؤتمراً تحت عنوان "التعريف بالقيم الإسلامية وتطبيق أوامر زعيم طالبان هبة الله أخندزاده"، لكن شعارات المؤتمر تمحورت حول "الطاعة والخضوع"، وهي ذات الشعارات القديمة التي لم تُرَ لها أي تجليات على أرض الواقع.
وقال حاكم ولاية بلخ، محمد يوسف وفا في المؤتمر: "تطبيق أوامر وتعليمات الأمير واجب علينا جميعاً، ويجب أن نُنفذها بطاعة كاملة".
لكن أوامر زعيم طالبان –والتي تتراوح من التمييز ضد النساء، وإغلاق مدارس البنات، ومنع النساء من العمل، وصولاً إلى فرض قيود صارمة على حرية التعبير، وعدم منح الصلاحيات للمجالس الداخلية– بقيت حبيسة المنابر ولم تُطبق فعلياً.
ورغم أن زعيم طالبان تحدث مراراً عن محاربة الفساد، وإنهاء التسلط، وتحقيق الشفافية، والمساواة بين القوميات، إلا أن العديد من المناطق –وخصوصاً في شمال البلاد– تشكو من الفساد والاحتكار السياسي.
وفي كلمته، أضاف حاكم بلخ: "هذا الجهاد والنظام نجحا بالطاعة والوحدة والتضحيات، وهذا النظام هو البيت المشترك لجميع الأفغان".
لكن السكان المحليين يصورون هذا "البيت المشترك" وكأن أبوابه مغلقة أمام نصف الشعب: فلا البنات يحق لهن الدراسة، ولا النساء العمل، ولا يُسمح للمنتقدين بالتعبير عن آرائهم.
ردود شعبية: شعارات كثيرة، تنفيذ قليل
يقول رامز سيد خيلي، أحد سكان بلخ، لقناة "أفغانستان إنترناشيونال": "نحن ندعم أوامر الأمير، لكن هذه التوجيهات لا تُطبق إلا إذا لم تضر مصالح أصحاب النفوذ. هل تم تنفيذ أمر الأمير الذي أعلن فيه أن غصب الأراضي والمحسوبية والعنصرية محرمة؟".
كما قال أحد الصحفيين المحليين في بلخ، وفضّل عدم ذكر اسمه، لـ"أفغانستان إنترناشيونال": "إنهم يتحدثون عن القيم الإسلامية، لكنهم لا يطبقونها إلا على ملابس النساء، والموسيقى، والإعلام. أما الفساد، والظلم، واحتكار السلطة القومية، فقد نُسيت تماماً".
رفض الاعتراف الخارجي أم تغطية على فقدان الشرعية الداخلية؟
وخلال المؤتمر، قال حاكم بلخ يوسف وفا: "الاعتراف الذي نريده هو من الله سبحانه وتعالى ومن شعبنا، لا من الدول الأجنبية".
لكن المنتقدين يعتبرون هذا التصريح محاولة لـ"التغطية على العزلة الدولية"، إذ أنه بعد مرور عدة سنوات، لم تعترف أي دولة بحكومة طالبان سوى روسيا، في حين لا تزال الشكوك الدولية قائمة حول التزامات طالبان التي يرونها مجرد وعود فارغة.
وعلى الرغم من أن المؤتمر كان يحمل اسم "التعريف بالقيم الإسلامية وأوامر الأمير"، إلا أن الشارع الأفغاني يطرح مجدداً سؤالاً جوهرياً: "إذا لم تُنفذ الأوامر، فلماذا يطلبون منا الطاعة؟".
منذ عودتهم إلى السلطة، تتبع طالبان سياسة "الطاعة المطلقة" لأوامر زعيمها، إلا أن التطبيق العملي لتلك الأوامر لا يزال محل تساؤل.
فرغم تكرار القيادات العليا لطالبان الحديث عن الشريعة والوحدة وبقاء النظام، لم تُلبَّ الاحتياجات الأساسية للشعب، ولا تم تحقيق العدالة، ولا فرض سيادة القانون، ولا أُرسيت دعائم الاستقرار الاقتصادي.




