وأفاد المتحدث باسم طالبان أن الاجتماع عُقد في مكتب حاكم ولاية قندهار، بحضور علماء من 15 منطقة، حيث ألقى زعيم الحركة كلمة مطولة تناول فيها ما وصفه بـ"فساد الأنظمة السابقة وترويجها للفحشاء وتشجيعها الناس على معاداة الدين"، معتبراً أن تلك الحكومات "استثمرت الكثير في هذا الطريق".
ودعا هبة الله آخوندزاده العلماء إلى لعب دور أكثر فاعلية في تنفيذ تعليماته، قائلاً إن "العلماء والحكام إذا صلحوا، صلح المجتمع، وإذا فسدوا، فسد المجتمع".
وبحسب بيان الحركة، وصف زعيم طالبان رجال الدين بأنهم "أعزّ عباد الله على الأرض"، مؤكداً على ضرورة أن يتحملوا مسؤولياتهم الدينية والاجتماعية.
كما طالب العلماء بالتوعية حول قوانين المرور، مشيراً إلى تزايد حوادث الطرق في البلاد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف. ووفقاً لإحصاءات إدارة المرور التابعة لطالبان، فقد وقع نحو 4 آلاف حادث سير خلال الأشهر العشرة الأخيرة من العام الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ألفي شخص.
وفي جانب آخر من كلمته، قال آخوندزاده إن "شباب أفغانستان كأبنائي، وسأسعى لإصلاحهم وأداء مسؤوليتي تجاههم"، مطالباً العلماء بالاضطلاع بدور محوري في "إصلاح المجتمع"، لا سيما في القضايا الدينية.
كما شدد على أن جميع "قوانين وقرارات طالبان تستند إلى الشريعة"، داعياً إلى الترويج لها من خلال الخطب والندوات.
وأكد البيان أن العلماء المشاركين جددوا "بيعتهم" له خلال اللقاء.
وكان زعيم طالبان دعا في لقاء سابق مع مجلس علماء هرات إلى الالتزام بأوامره، محذراً مما وصفه بمحاولات "زرع الفتنة بين العلماء والتشكيك فيهم"، معتبراً أن هناك "جهات تعمل على تشويه صورة المؤسسة الدينية وزعزعة ثقة الناس بها".
وتُتهم حركة طالبان باستخدام الشريعة لتبرير منع تعليم الفتيات فوق الصف السادس، ومنع النساء من مزاولة العمل في مختلف المجالات.
كما يبرّر زعيم طالبان القرارات التي يتخذها بأنها مبنية على تعاليم الشريعة، حتى في أوامره التي يخالف بها معظم العلماء المسلمين، ويرفض التراجع عن قراراته وأوامره على الرغم من الانتقادات الواسعة التي واجهها من العلماء في أفغانستان وفي الدول الإسلامية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مؤخراً مذكرة توقيف بحق زعيم طالبان وقاضي القضاة في الحركة، على خلفية اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في أفغانستان.