طالبان تأمر الشرطة الأخلاقية بتشديد الإجراءات رغم غضب الشارع

خالد حنفي، وزير الأمر بالمعروف في طالبان، قال في خطاب بولاية نورستان إن على المحتسبين "شد أوساطهم" لأداء مهامهم، مضيفاً أن الشعب الأفغاني يوجّه الشتائم للأمر بالمعروف طوال اليوم.

خالد حنفي، وزير الأمر بالمعروف في طالبان، قال في خطاب بولاية نورستان إن على المحتسبين "شد أوساطهم" لأداء مهامهم، مضيفاً أن الشعب الأفغاني يوجّه الشتائم للأمر بالمعروف طوال اليوم.
وقد بثّت إذاعة وتلفزيون أفغانستان الرسمي، الخاضع لسيطرة طالبان، يوم الأحد 23 أغسطس، تسجيلاً صوتياً يتضمن مقاطع من خطاب حنفي خلال مراسم إعادة إعمار مسجد في ولاية نورستان.
واعترف حنفي في كلمته بعدم شعبية وزارة الأمر بالمعروف، حيث يُسمع في التسجيل قوله: "إذا قمتم بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعليكم أن تشدوا أوساطكم"، مضيفاً: "افترضوا أن من الصباح حتى المساء كل العالم وكل الشعب الأفغاني، عامته وخاصته، يسبّنا".
وطلب حنفي من المحتسبين عدم توقّع الدعم من الناس، موضحاً: "من تمنعه عن المنكرات لا يمدحك، بل يشتمك".
ومع ذلك، دعا موظفي وزارته إلى مواصلة عملهم "خالصاً لوجه الله الكريم".
يُذكر أن طالبان وبعد دخولها كابل في أغسطس 2021، ألغت وزارة شؤون المرأة وأعادت إحياء وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مبناها.
وخلال السنوات الأربع الماضية، انتشرت مقاطع فيديو عديدة تُظهر سوء معاملة وتعامل عنيف من موظفي هذه الوزارة مع المواطنين. كما شنّت الوزارة حملات اعتقال واسعة استهدفت النساء الشابات في المدن، ما زاد من حالة السخط العام.
وفي يوليو 2024، صادق هبة الله أخوندزاده، زعيم طالبان، على قانون باسم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يحدد صلاحيات ومسؤوليات المحتسبين (موظفي الوزارة).
هذا القانون منح المحتسبين، تحت مسمى "تطبيق الشريعة الإسلامية"، صلاحيات واسعة تشمل الاعتقال واستجواب المواطنين، كما أتاح لهم مراقبة سلوك ولباس الناس في الشوارع، والحدائق، والمستشفيات، والأسواق. وفي الأشهر الماضية، اقتحم بعض المحتسبين منازل المواطنين لمراقبة حياتهم الخاصة.
ويستهدف جزء مهم من هذا القانون النساء بشكل مباشر، إذ يفرض حظراً على سماع أصواتهن أو إظهار وجوههن أو سفرهن.