وقال آدم خان، وهو مزارع يبلغ من العمر 67 عاماً، لوكالة "رويترز": "نحن بلا مأوى، ولا نملك حتى خيمة واحدة"، مضيفاً: "هطلت الأمطار الليلة الماضية، ولم نجد مكاناً نحتمي فيه. أكثر ما يخيفنا الصخور الكبيرة التي قد تنهار علينا في أي لحظة".
وكان زلزال بقوة 6 درجات ضرب شرق أفغانستان الأسبوع الماضي، متسبّباً بمقتل 2205 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 3500 آخرين، بحسب طالبان.
ومنذ ذلك الحين، سجّلت مناطق في ولايتي كنر وننغرهار أكثر من 11 هزة ارتدادية بلغت قوة بعضها 5 درجات.
وتسبّبت الزلازل المتلاحقة في تدمير آلاف المنازل، ما دفع العائلات إلى التجمّع في مخيمات مؤقتة قرب المناطق المنكوبة، حيث يعيش كثيرون في ظروف قاسية وسط تضاريس جبلية غير مستقرة.
وقال شمس الرحمن، وهو مزارع في الأربعين من عمره، إنه فقد ستة من أفراد أسرته، وفرّ مع أسرته المكوّنة من تسعة أشخاص. وأضاف: "الخيام التي وزعوها لا تتسع حتى لأطفالنا. حين نزلنا من الجبل، لم يكن ابني يملك حذاءً، فتناوبنا على ارتداء حذائي كي نتمكن من مواصلة الطريق".
وبالنسبة للبعض، فإن النزوح يبدو دائماً، حيث يقول قل أحمد (51 عاماً): "حتى لو لم يقع زلزال، فإن مجرد هطول مطر خفيف قد يؤدي إلى سقوط الصخور. لن نعود إلى القرية. على الحكومة -طالبان- أن تؤمّن لنا مكاناً آخر".
وحذّرت منظمات الإغاثة الدولية من أن غياب المأوى والمياه النظيفة والغذاء قد يؤدي إلى تفشّي الأمراض وتفاقم الفقر، في بلد يُعد من أفقر دول العالم وأكثرها عرضة للزلازل.
ويُعدّ الأطفال من أكثر الفئات ضعفاً في هذه الكارثة، فمن بين الناجين، الطفل صادق (12 عاماً) الذي أُخرج حياً من تحت الأنقاض بعد 11 ساعة، في حين قضت جدّته وابن عمّه إلى جانبه.
وقال صادق: "اعتقدت أنني سأموت، شعرت وكأنها القيامة".