واشنطن: عملياتنا في فنزويلا تستهدف «تفكيك إمبراطورية المخدرات» لإيران وحزب الله
أكّد مسؤولون أميركيون أنّ العمليات البحرية الأخيرة قرب السواحل الفنزويلية ضد شبكات تهريب المخدرات تأتي في إطار حملة أوسع تهدف إلى «تفكيك إمبراطورية المخدرات المتنامية التابعة للجمهورية الإسلامية وحزب الله».
وفي تقرير نشره موقع فوكس نيوز الأحد 7 سبتمبر، كُشف عن تعاون وثيق بين قيادات عسكرية فنزويلية وحزب الله في مجال تهريب الكوكايين. ونقل الموقع عن مسؤول سابق في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية قوله إنّ «حزب الله أصبح أحد أبرز مصادر غسل الأموال لشبكات المخدرات الإرهابية مثل ترين دي أراگوا».
التقرير أشار إلى أنّ جماعة ترين دي أراگوا الإجرامية تعمل بالتنسيق مع «كارتل الشمس»، وهو شبكة من النخب العسكرية في فنزويلا تتهم منذ سنوات بعلاقاتها المباشرة مع حزب الله.
موقف البيت الأبيض
آنا كيلي، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، أوضحت أنّ فرض عقوبات على كبار المسؤولين الفنزويليين والميسّرين الماليين التابعين لإيران وحزب الله ليس سوى جزء من «إجراءات متعددة» تتخذها واشنطن. وقالت: «الرئيس الأميركي أثبت في العملية الأخيرة أنّ أي جماعة إرهابية تهدد حياة الأميركيين وأمننا القومي عبر تجارة المخدرات ستُحاسَب».
«ضربة قاصمة للإرهاب المرتبط بالمخدرات»
بريان تاونسند، الضابط السابق في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وصف العملية البحرية الأميركية التي أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الكارتلات بأنها «ضربة قاطعة ضد إرهاب المخدرات»، مؤكداً أنّ حزب الله يلعب «دوراً محورياً» في هذا المجال لكنه لا يحظى بالاهتمام الكافي.
وأوضح تاونسند أنّ حزب الله لا يتورط مباشرة في تهريب المخدرات، بل يركّز على غسل الأموال وبناء شبكات مالية في الشرق الأوسط لمساعدة الكارتلات في نقل أرباحها، مضيفاً أنّ هذه الأموال تُستخدم لاحقاً في تمويل نشاطات الحزب في المنطقة.
النفوذ عبر «الدياسبورا اللبنانية»
من جهته، أشار داني سيتريـنوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أنّ نفوذ حزب الله في أميركا اللاتينية يعتمد على «الدياسبورا اللبنانية» في أميركا الوسطى والجنوبية، حيث يشكّل الشيعة اللبنانيون الغالبية. وقال إنّ الحزب يستفيد من المراكز الدينية والبرامج التعليمية للتواصل مع الكارتلات المحلية، بيع المخدرات، ثم تحويل الأرباح بطرق معقّدة إلى لبنان.
وأضاف الباحث: «طالما مادورو في السلطة، فإنّ إيران أيضاً في السلطة. إنهم يموّلونه ويعتمدون عليه، وإذا سقط مادورو ستفقد إيران أهم قاعدة لها في أميركا اللاتينية».
استثمارات استراتيجية لإيران في فنزويلا
التقرير أشار كذلك إلى استثمارات إيرانية واسعة في فنزويلا، شملت إنشاء مصانع لإنتاج طائرات مسيّرة للجيش الفنزويلي، وتسيير رحلات متكررة للحرس الثوري عبر أفريقيا إلى كاراكاس، وتدريب مسؤولين فنزويليين على آليات الالتفاف على العقوبات، إضافة إلى ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الفنزويلي، وهو ما اعتُبر مؤشراً على «تعميق العلاقات» بين طهران وكاراكاس.