تزامناً مع تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على غزة وسقوط 28 قتيلاً منذ فجر الاثنين، أدان فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ما وصفه بـ"المجزرة الجماعية" بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقال تورك، في كلمته الافتتاحية بالدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "قتل المدنيين بالجملة في غزة على يد إسرائيل، وما يرافقه من معاناة لا توصف ودمار واسع، ومنع وصول المساعدات الحيوية، وتجويع المدنيين، وقتل الصحفيين وارتكاب جرائم حرب متكررة، قد هزّ ضمير العالم."
وأضاف أن "الأدلة تتزايد على وجوب محاسبة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية"، مشيراً إلى حكم سابق للمحكمة في يناير يُلزم إسرائيل بمنع ارتكاب إبادة جماعية. وقد رفضت إسرائيل في وقت سابق هذه الاتهامات.
من جهة أخرى، حذّر تورك من تراجع مبادئ حقوق الإنسان والنظام الدولي نتيجة "اتجاهات مقلقة" بينها تمجيد العنف وتراجع بعض الدول عن التعددية.
تهديدات نتنياهو
في السياق، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة مباشرة لسكان مدينة غزة، قائلاً في بيان مصوَّر من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب: "لقد أُعطيتم التحذير، غادروا المنطقة الآن." وأكد أن قواته تستعد لعملية برية بعد تدمير 50 برجاً خلال يومين، معتبراً أن ذلك مجرد "مقدمة" للعملية الأوسع.
الجيش الإسرائيلي أعلن في المقابل أن أربعة جنود قُتلوا وأصيب آخر في هجوم شنته حماس على أطراف غزة يوم الاثنين.
كارثة إنسانية متفاقمة
على الجانب الإنساني، حذّر الصليب الأحمر من أن مخزونه الحالي من الخيام لا يلبي احتياجات مئات الآلاف من النازحين، مؤكداً أنه وزّع 300 خيمة مؤخراً في جنوب غزة وسيسلم 1500 أخرى خلال الأيام المقبلة، بينما هناك حاجة عاجلة لأعداد أكبر بكثير.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر لوكالة "رويترز": "الكثير من العائلات النازحة تعيش في ظروف مروّعة، بين أنقاض منازلها المدمرة أو في خيام مؤقتة مصنوعة من أغطية بلاستيكية وخردة حديدية."
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، هناك أكثر من 1.3 مليون شخص في غزة بلا مأوى حالياً، ومع استمرار الهجمات على مدينة غزة يُتوقع أن تتفاقم أزمة النزوح.
وبحسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة، بلغ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة 64,368 قتيلاً وأكثر من 162 ألف جريح، بينما لا يزال آلاف الأشخاص تحت الأنقاض.