تنامي زراعة الخشخاش في باكستان يهدد بتحويلها إلى المصدر الأول للأفيون عالمياً

كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في باكستان باتت مخصصة لزراعة الخشخاش، مشيرة إلى أن النسبة تصل في بعض المناطق إلى 70٪ من مجمل الأراضي.
كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في باكستان باتت مخصصة لزراعة الخشخاش، مشيرة إلى أن النسبة تصل في بعض المناطق إلى 70٪ من مجمل الأراضي.
وأفادت الصحيفة أن السلطات الباكستانية حدّدت أكثر من 8100 هكتار مزروعة بالخشخاش في منطقتين فقط من إقليم بلوشستان، وهو ما يفوق المساحات المكتشفة في ثلثي ولايات أفغانستان، التي كانت في السابق المنتج الأول للأفيون عالمياً.
وتوقّعت الصحيفة أن تتجاوز باكستان قريباً أفغانستان كمصدر رئيسي للأفيون، وذلك بعد فرض حركة طالبان حظراً صارماً على زراعة الخشخاش داخل الأراضي الأفغانية، وهو ما دفع العديد من المزارعين إلى عبور الحدود نحو بلوشستان، حيث يستأجرون الأراضي أو يزرعونها بالشراكة مع السكان المحليين.
وقال أحد المزارعين الأفغان لصحيفة "التلغراف": "من الصعب الحصول على الأرض وزراعة الخشخاش دون التعاون مع البلوش المحليين، لأنهم يعرفون أماكن وجود الميليشيات الباكستانية في المنطقة".
بينما أشار مزارع آخر إلى أن معظم السكان المحليين هم من رعاة الماشية ولا خبرة لهم بزراعة الخشخاش، ما يجعل الاعتماد على خبرات الأفغان أمراً أساسياً.
مخاطر أمنية متصاعدة
الخبير البريطاني في شؤون تجارة المخدرات، ديفيد مانسفيلد، قال إن إنتاج باكستان من الخشخاش قد يتجاوز أفغانستان بشكل ملحوظ خلال عام 2025، مضيفاً: "بات البعض يطلق على بلوشستان اسم أفغانستان الجديدة".
أما الباحث مايكل كوجلمن من "مؤسسة آسيا باسيفيك" في فانكوفر، فرأى أن إقليم بلوشستان "أشبه ببرميل بارود حتى في أوقات الهدوء"، حيث تتداخل فيه التمردات العرقية مع أنشطة الجماعات الإسلامية المسلحة، إلى جانب مشاريع استثمارية صينية كبرى ومنشآت نووية حساسة، ما يجعل أي نشاط غير قانوني، مثل زراعة المخدرات، مضاعف الخطر على الأمن الإقليمي.
تمويل للجماعات المسلحة
تُظهر تحليلات أمنية أن العائدات المتنامية من تجارة الأفيون تغذّي الجماعات المسلحة المسيطرة على طرق التهريب وتهريب البشر عبر بلوشستان، وبينها تنظيم "داعش"، الذي بات ينشط بشكل متزايد في تلك المنطقة.
ورغم إعلان باكستان في عام 2001 "خالية من زراعة الخشخاش"، فإن أفغانستان بقيت المنتج الرئيسي، حيث كانت تزوّد أوروبا بما يقارب 95٪ من الهيروين حتى سقوط الحكومة السابقة في عام 2021، لكن بعد سيطرة طالبان وتطبيق الحظر، تراجع الإنتاج بشكل كبير.
في المقابل، أفادت تقارير نشرتها "أفغانستان إنترناشيونال" سابقاً أن عدداً من قادة طالبان انخرطوا في إنتاج وتهريب مواد مخدرة صناعية، خصوصاً مادة "الميثامفيتامين" المخدرة، المعروفة باسم "الشبو"، والذي يُستخرج من نبات "أومان" جنوب أفغانستان.
كما أكدت مصادر مختلفة تورط مسؤولين في الحركة، من وزراء إلى قادة محليين، في شبكات تهريب المخدرات داخل البلاد وخارجها.