فقد التقى شكيب، الثلاثاء، كلاً من أسد قيصر، الرئيس السابق للبرلمان، وأفراسياب ختك، القيادي في حزب عوامي نشنل. كما استقبل في وقت سابق علي أمين غندابور، وزير ولاية خيبر بختونخوا المقرّب من عمران خان، زعيم حركة إنصاف المسجون حالياً وأبرز خصوم الحكومة والجيش.
وتشير هذه التحركات إلى أن السفير لم يعقد منذ أشهر أي اجتماع مع مسؤولين رسميين في حكومة شريف، ما يعكس فتور العلاقات بين الطرفين. ويرى محللون أن طالبان تسعى عبر هذه اللقاءات إلى بناء علاقات مع المعارضة، خصوصاً الدائرة المحسوبة على عمران خان، الذي دعا مراراً إلى الحوار مع طالبان الأفغانية لحل الأزمة الأمنية المتفاقمة في خيبر بختونخوا.
وكان غندابور قد زار سفارة طالبان في إسلام آباد بعد أن ألغت الحكومة جواز سفره ومنعته من زيارة كابول. كما كلّف عمران خان، مطلع الأسبوع، محمود خان أتشكزاي بمهمة الوساطة مع طالبان، مؤكداً أن «السلام في خيبر بختونخوا مستحيل من دون تعاون طالبان الأفغانية». غير أن الحكومة شددت على أن التفاوض مع الدول الأجنبية من صلاحياتها الحصرية.
الوضع الأمني المتدهور في باكستان فاقم الخلافات مع طالبان، إذ تشير تقارير أمنية إلى أن مقاتلين أفغان يشاركون بوضوح في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. ففي 1 سبتمبر، استُخدم ثلاثة انتحاريين أفغان في هجوم على قاعدة عسكرية بولاية خيبر بختونخوا أسفر عن سقوط قتلى.
كما استضاف السفير شكيب في وقت سابق مولانا فضل الرحمن، زعيم جماعة علماء الإسلام وأبرز حلفاء طالبان، والذي سبق أن حاول الوساطة لتحسين العلاقات بين الحركة وإسلام آباد لكن مساعيه باءت بالفشل.
الحكومة الباكستانية تتهم حزب إنصاف بمفاقمة الأزمة الأمنية عبر التساهل مع المسلحين في المناطق القبلية، فيما تؤكد تقارير بحثية أن عودة طالبان إلى الحكم في كابول أدت إلى تدهور ملحوظ في الوضع الأمني الباكستاني.
شهباز شريف حذّر طالبان بوضوح من «ضرورة الاختيار بين إسلام آباد وحركة طالبان باكستان (TTP)»، بينما شدد الجيش على أن الأراضي الأفغانية «يجب ألا تستخدم لشن هجمات ضد باكستان». لكن طالبان نفت باستمرار دعمها لأي جماعة مسلحة معارضة لإسلام آباد.
وفي السياق، كتبت مليحة لودهِي، السفيرة السابقة لباكستان في واشنطن، في صحيفة «دان» أن العلاقات بين طالبان والحكومة الباكستانية «انحدرت إلى أدنى مستوى» بسبب تجاهل الحركة لمخاوف إسلام آباد الأمنية، وهو ما يفسر غياب قنوات رسمية بين طالبان والحكومة مقابل ازدياد نشاط المعارضة داخل سفارة الحركة في العاصمة الباكستانية.