مقاتلات سعودية ترافق طائرة شهباز شريف لدى دخوله أجواء الرياض
وصل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يوم الأربعاء، إلى الرياض في زيارة رسمية، حيث استقبلته مقاتلات من طراز "إف-15" تابعة للقوات الجوية السعودية بمرافقة جوية مميزة لدى دخوله أجواء المملكة، حتى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي.
وتُظهر المقاطع المصورة المنشورة أن الطائرات المقاتلة السعودية حلّقت على جانبي الطائرة التي تقلّ رئيس الوزراء الباكستاني، في مشهد استعراضي استُخدم كتحية ترحيبية رسمية.
ويزور شهباز شريف السعودي على رأس وفد رفيع، بهدف عقد اجتماعات ثنائية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحث سبل تعزيز العلاقات بين الرياض وإسلام آباد.
وأعرب شهباز شريف عن امتنانه للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما وصفه بـ"الاستقبال الأخوي والاحتفاء الكبير".
وتأتي زيارة شريف في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط بتوترات متصاعدة، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي الأخير على قطر، الدولة التي تتولى الوساطة في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
يُذكر أن هذه هي الزيارة الثانية التي يجريها شهباز شريف إلى السعودية هذا العام، في إطار تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وذلك بعد أن وقع الجانبان في أكتوبر الماضي 34 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة 2.8 مليار دولار.
تزامناً مع انتقادات حادة من رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ضد طالبان بسبب دعمها المزعوم للمسلحين، كثّف أحمد شكيب، سفير طالبان في إسلام آباد، لقاءاته مع قيادات المعارضة الباكستانية.
فقد التقى شكيب، الثلاثاء، كلاً من أسد قيصر، الرئيس السابق للبرلمان، وأفراسياب ختك، القيادي في حزب عوامي نشنل. كما استقبل في وقت سابق علي أمين غندابور، وزير ولاية خيبر بختونخوا المقرّب من عمران خان، زعيم حركة إنصاف المسجون حالياً وأبرز خصوم الحكومة والجيش.
وتشير هذه التحركات إلى أن السفير لم يعقد منذ أشهر أي اجتماع مع مسؤولين رسميين في حكومة شريف، ما يعكس فتور العلاقات بين الطرفين. ويرى محللون أن طالبان تسعى عبر هذه اللقاءات إلى بناء علاقات مع المعارضة، خصوصاً الدائرة المحسوبة على عمران خان، الذي دعا مراراً إلى الحوار مع طالبان الأفغانية لحل الأزمة الأمنية المتفاقمة في خيبر بختونخوا.
وكان غندابور قد زار سفارة طالبان في إسلام آباد بعد أن ألغت الحكومة جواز سفره ومنعته من زيارة كابول. كما كلّف عمران خان، مطلع الأسبوع، محمود خان أتشكزاي بمهمة الوساطة مع طالبان، مؤكداً أن «السلام في خيبر بختونخوا مستحيل من دون تعاون طالبان الأفغانية». غير أن الحكومة شددت على أن التفاوض مع الدول الأجنبية من صلاحياتها الحصرية.
الوضع الأمني المتدهور في باكستان فاقم الخلافات مع طالبان، إذ تشير تقارير أمنية إلى أن مقاتلين أفغان يشاركون بوضوح في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. ففي 1 سبتمبر، استُخدم ثلاثة انتحاريين أفغان في هجوم على قاعدة عسكرية بولاية خيبر بختونخوا أسفر عن سقوط قتلى.
كما استضاف السفير شكيب في وقت سابق مولانا فضل الرحمن، زعيم جماعة علماء الإسلام وأبرز حلفاء طالبان، والذي سبق أن حاول الوساطة لتحسين العلاقات بين الحركة وإسلام آباد لكن مساعيه باءت بالفشل.
الحكومة الباكستانية تتهم حزب إنصاف بمفاقمة الأزمة الأمنية عبر التساهل مع المسلحين في المناطق القبلية، فيما تؤكد تقارير بحثية أن عودة طالبان إلى الحكم في كابول أدت إلى تدهور ملحوظ في الوضع الأمني الباكستاني.
شهباز شريف حذّر طالبان بوضوح من «ضرورة الاختيار بين إسلام آباد وحركة طالبان باكستان (TTP)»، بينما شدد الجيش على أن الأراضي الأفغانية «يجب ألا تستخدم لشن هجمات ضد باكستان». لكن طالبان نفت باستمرار دعمها لأي جماعة مسلحة معارضة لإسلام آباد.
وفي السياق، كتبت مليحة لودهِي، السفيرة السابقة لباكستان في واشنطن، في صحيفة «دان» أن العلاقات بين طالبان والحكومة الباكستانية «انحدرت إلى أدنى مستوى» بسبب تجاهل الحركة لمخاوف إسلام آباد الأمنية، وهو ما يفسر غياب قنوات رسمية بين طالبان والحكومة مقابل ازدياد نشاط المعارضة داخل سفارة الحركة في العاصمة الباكستانية.
عقد قادة الدول العربية والإسلامية، يوم الاثنين (15 سبتمبر)، قمة استثنائية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر.
وأدان القادة في بيانهم الختامي الهجوم ووصفوه بأنه «عدوان سافر»، معلنين تضامنهم الكامل مع الدوحة، وداعين الدول الأعضاء إلى إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل.
ولم يُرفع علم حركة طالبان في القمة، ولم يشارك أي ممثل عنها، حيث وضع المنظمون علم جمهورية أفغانستان الإسلامية بين أعلام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. وتواصل قطر منذ سيطرة طالبان على أفغانستان استخدام مصطلح «الجمهورية» في بياناتها الرسمية، رافضة الاعتراف بما يسمى «الإمارة الإسلامية».
على هامش القمة، شدّد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على ضرورة اتخاذ الدول الإسلامية موقفاً موحداً تجاه إسرائيل، فيما دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى قطع العلاقات معها، مؤكداً أن «الوحدة العملية قادرة على مواجهة سياسات تل أبيب».
ورغم عدم دعوة طالبان إلى القمة، قام وزير دفاعها الملا يعقوب مجاهد بزيارة منفصلة إلى الدوحة، حيث التقى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية.
أطلق محمد نسيم حقاني، رئيس جامعة الشيخ زايد في ولاية خوست والقيادي الديني في حركة طالبان، فتوى دعا فيها إلى "الجهاد" ضد باكستان، واصفاً إياه بأنه "فرض عين"، متهماً الحكومة الباكستانية بأنها تخضع لقوانين "تحت تأثير اليهود والنصارى".
وفي كلمة مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار حقاني إلى بعض القوانين والظواهر في باكستان قائلاً إن "في باكستان يتزوج الشاب بالشاب"، منتقداً صمت علماء الدين في المدارس الدينية، خصوصاً "المدرسة الحقانية"، التي درس بها معظم قادة طالبان.
وهاجم حقاني بالاسم رجل الدين البارز في باكستان، المفتي تقي عثماني، متهماً إياه وآخرين بأنهم رفضوا إصدار فتاوى بالجهاد ضد باكستان "خوفاً من استخبارات الجيش"، مضيفاً أن "موتهم أو سجنهم أهون من فساد دينهم"، وختم بالدعاء أن "تنزل صاعقة من السماء على باكستان".
ويُعرف حقاني في البيانات الرسمية لطالبان بالألقاب الدينية “شيخ الحديث” و”مولانا”، ما يشير إلى مكانته الدينية داخل الحركة.
وكان يشغل سابقاً منصب المتحدث باسم وزارة الدولة لشؤون الكوارث، ويترأس حالياً جامعة الشيخ زايد في خوست.
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من خطاب ناري ألقاه رئيس مجلس علماء باكستان، حافظ محمد طاهر محمود أشرفي، وجه فيه انتقادات لاذعة لطالبان، محذراً إياها من التدخل في شؤون باكستان.
وقال أشرفي: “نحن لسنا تلامذتكم، أنتم تلامذتنا”، مضيفاً أن باكستان دولة إسلامية، وقد قدمت دعماً كبيراً لأفغانستان على مدى العقود الماضية، و”سقط الآلاف من الباكستانيين شهداء دعماً للشعب الأفغاني”، داعياً طالبان إلى “التصرف بمسؤولية”.
وأكد أن بعض الهجمات التي أوقعت قتلى في صفوف المدنيين الباكستانيين نُفّذت من داخل الأراضي الأفغانية، وتوجّه لطالبان بالقول: “الحروب التي انتصرتم فيها كانت نتيجة تضحياتنا، وإذا كنتم لا تعلمون، فاسألوا: هل يُعقل أن ننتصر في حروبكم ولا نستطيع الدفاع عن وطننا؟”
أصدرت محكمة ألمانية حكماً بالسجن المؤبد على الشاب الأفغاني سليمان عطائي، بعد إدانته بقتل شرطي ألماني وطعن عدد من الأشخاص خلال هجوم نفذه العام الماضي في مدينة مانهايم.
ووفقاً للتفاصيل، وقعت الحادثة في مايو 2024، عندما هاجم عطائي بسكين تجمعاً لمعارضي الإسلاميين المتشددين، وأسفر الهجوم عن إصابة ستة أشخاص بينهم شرطي يبلغ من العمر 29 عاماً، توفي لاحقاً متأثراً بجراحه.
وخلال جلسات محاكمته التي بدأت في فبراير الماضي واستمرت حتى صدور الحكم اليوم الثلاثاء، اعترف عطائي بأنه استلهم هجومه من مقاطع فيديو لطالبان شاهدها عبر الإنترنت، وقال إنه تواصل مع اثنين من عناصر الحركة عبر الشبكة العنكبوتية.
وأوضح الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، والمنحدر من ولاية هرات الأفغانية، أن استيلاء حركة طالبان على الحكم في كابل عام 2021 غيّر شخصيته بالكامل، مضيفاً: “شاهدت مقاطع وهم يقاتلون ويفقدون عائلاتهم، وتأثرت كثيراً بمقابلاتهم الإعلامية”، معتبراً أن تلك الصور أعادت إلى ذهنه فكرة “الجهاد”.
وفي إحدى الجلسات التي عُقدت بحضور عائلات الضحايا في المحكمة العليا بمدينة شتوتغارت، أعرب عطائي عن ندمه على ما قام به، قائلاً: “ليت كل ما حدث كان مجرد كابوس”.
وأثار هذا الهجوم صدمة واسعة داخل ألمانيا، ودفع المستشار الألماني أولاف شولتس حينها إلى التحذير من أن “الاحتفاء بالأعمال الإرهابية” لن يُسمح به بعد الآن، معلناً عن تشديد قوانين ترحيل المهاجرين الذين يرتكبون جرائم.
وفي أعقاب الحادث، بدأت ألمانيا بترحيل دفعات من المهاجرين الأفغان المُدانين بجرائم جنائية، حيث تم إرسال مجموعتين على الأقل إلى كابل على متن رحلات خاصة، في خطوة تمثل تحولاً في السياسة الأوروبية التي كانت تمتنع عن الترحيل منذ سيطرة طالبان على الحكم.
وذكرت تقارير أن برلين تجري حالياً محادثات مباشرة مع سلطات طالبان لتوسيع عمليات الترحيل، في وقت أعلنت فيه دول أوروبية أخرى نيتها اتخاذ خطوات مماثلة.
أفادت تقارير أن ضبّاطًا من الجيش الأميركي شهدوا للمرة الأولى منذ بدء تعاون بيلاروس مع موسكو من أجل الهجوم على أوكرانيا جزءَاً من مناورةٍ عسكرية مشتركة بين روسيا وبيلاروس، في مؤشرٍ يراه مراقبون آخر محاولةً من واشنطن لتحسين علاقاتها مع مينسك.
وقالت وكالة «رويترز» إن حضور الضبّاط الأميركيين لهذه المناورة جاء بعد أقلّ من أسبوع على دخول طائرات مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي، ووُصِفَ كإشارةٍ جديدة إلى رغبة إدارة الرئيس دونالد ترامب في إعادة بناء علاقات مع بيلاروس.
وزار يوم الجمعة الماضي ممثّل ترامب في المفاوضات مع بيلاروس، جان كول، مينسك، وأعلن أن البيت الأبيض يعتزم العمل على تطبيع العلاقات مع بيلاروس واستئناف التبادلات التجارية وفتح سفارة الولايات المتحدة هناك.
استقبال رسمي للحضور الأميركي
استقبل وزيرُ الدفاع البيلاروسي، فيكتور كرينيكوف، الاثنين ضبّاطًا أميركيين شخصياً، قائلاً لهم: «سنريكُم كلّ ما يثير اهتمامكم. تفضّلوا واطّلعوا وتحدّثوا مع الناس». ولم يدلِ الضابطان الأميركيان اللذان حضرا بالتصريحات للصحفيين بعد اللقاء.
وذكر كرينيكوف أن ممثلين عن الولايات المتحدة شاركوا إلى جانب وفود من ٢٣ دولة أخرى في المناورة، بينها دول أعضاء في حلف الأطلسي مثل تركيا والمجر، إضافةً إلى دول مثل الصين وإثيوبيا وإندونيسيا.
شهدت فعاليات «زاپاد-2025» تحليق مقاتلات وطائرات مسيّرة هجومية ومروحيّات فوق ساحات تدريب محاطة بغابات، وأدّت قوات المشاة عمليات إطلاق بأسلحة آلية وقذائف هاون وأنظمة صاروخية، كما شاركت وحدات على درّاجات نارية في المشاهد القتالية. وأُجريت أجزاء من التدريب في ميادين تدريبية في كلا البلدين، ووُصِفت المناورة بأنها «اختبار لقياس الجاهزية القتالية».
تفسيرات وتكهّنات دبلوماسية
قوبل تواجد الضبّاط الأميركيين بسؤالٍ عن الأهداف الدبلوماسية لواشنطن: ترى مجموعة من المحلّلين أن خطوة البيت الأبيض قد تهدف إلى محاولة إبعاد مينسك عن موسكو وخلق شرخ في العلاقات بينهما، وهو سيناريو يعتبره آخرون بعيد التحقيق. وهناك من يرى في التحركات محاولةً للاستفادة من العلاقات الوثيقة بين مينسك وموسكو لدعم مساعٍ أميركية-دولية لوقف الحرب في أوكرانيا أو دفعها نحو تسويةٍ ما.
ونقلت التقارير أن الجيش الأميركي لم يرد بعد على طلبات توضيح حول سبب إرسال ضبّاطه لمراقبة هذه المناورة.
يأتي هذا التطور بعد تقارير عن دخول طائراتٍ روسية مسيّرة إلى المجال الجوي البولندي، وهو ما أثار قلق دول الجوار؛ إذ أغلقت وارسو على نحوٍ احترازي جزءًا من حدودها مع بيلاروس. كما أن آخر زيارة لوفد عسكري أميركي لمراقبة مناورة «زاپاد» كانت في ٢٠٢١، خلال وجود مسؤول عسكري أميركي في أوكرانيا.