حضور مفاجئ لضباط أميركيين في مناورات مشتركة بين روسيا وبيلاروس
أفادت تقارير أن ضبّاطًا من الجيش الأميركي شهدوا للمرة الأولى منذ بدء تعاون بيلاروس مع موسكو من أجل الهجوم على أوكرانيا جزءَاً من مناورةٍ عسكرية مشتركة بين روسيا وبيلاروس، في مؤشرٍ يراه مراقبون آخر محاولةً من واشنطن لتحسين علاقاتها مع مينسك.
وقالت وكالة «رويترز» إن حضور الضبّاط الأميركيين لهذه المناورة جاء بعد أقلّ من أسبوع على دخول طائرات مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي، ووُصِفَ كإشارةٍ جديدة إلى رغبة إدارة الرئيس دونالد ترامب في إعادة بناء علاقات مع بيلاروس.
وزار يوم الجمعة الماضي ممثّل ترامب في المفاوضات مع بيلاروس، جان كول، مينسك، وأعلن أن البيت الأبيض يعتزم العمل على تطبيع العلاقات مع بيلاروس واستئناف التبادلات التجارية وفتح سفارة الولايات المتحدة هناك.
استقبال رسمي للحضور الأميركي
استقبل وزيرُ الدفاع البيلاروسي، فيكتور كرينيكوف، الاثنين ضبّاطًا أميركيين شخصياً، قائلاً لهم: «سنريكُم كلّ ما يثير اهتمامكم. تفضّلوا واطّلعوا وتحدّثوا مع الناس». ولم يدلِ الضابطان الأميركيان اللذان حضرا بالتصريحات للصحفيين بعد اللقاء.
وذكر كرينيكوف أن ممثلين عن الولايات المتحدة شاركوا إلى جانب وفود من ٢٣ دولة أخرى في المناورة، بينها دول أعضاء في حلف الأطلسي مثل تركيا والمجر، إضافةً إلى دول مثل الصين وإثيوبيا وإندونيسيا.
شهدت فعاليات «زاپاد-2025» تحليق مقاتلات وطائرات مسيّرة هجومية ومروحيّات فوق ساحات تدريب محاطة بغابات، وأدّت قوات المشاة عمليات إطلاق بأسلحة آلية وقذائف هاون وأنظمة صاروخية، كما شاركت وحدات على درّاجات نارية في المشاهد القتالية. وأُجريت أجزاء من التدريب في ميادين تدريبية في كلا البلدين، ووُصِفت المناورة بأنها «اختبار لقياس الجاهزية القتالية».
تفسيرات وتكهّنات دبلوماسية
قوبل تواجد الضبّاط الأميركيين بسؤالٍ عن الأهداف الدبلوماسية لواشنطن: ترى مجموعة من المحلّلين أن خطوة البيت الأبيض قد تهدف إلى محاولة إبعاد مينسك عن موسكو وخلق شرخ في العلاقات بينهما، وهو سيناريو يعتبره آخرون بعيد التحقيق. وهناك من يرى في التحركات محاولةً للاستفادة من العلاقات الوثيقة بين مينسك وموسكو لدعم مساعٍ أميركية-دولية لوقف الحرب في أوكرانيا أو دفعها نحو تسويةٍ ما.
ونقلت التقارير أن الجيش الأميركي لم يرد بعد على طلبات توضيح حول سبب إرسال ضبّاطه لمراقبة هذه المناورة.
يأتي هذا التطور بعد تقارير عن دخول طائراتٍ روسية مسيّرة إلى المجال الجوي البولندي، وهو ما أثار قلق دول الجوار؛ إذ أغلقت وارسو على نحوٍ احترازي جزءًا من حدودها مع بيلاروس. كما أن آخر زيارة لوفد عسكري أميركي لمراقبة مناورة «زاپاد» كانت في ٢٠٢١، خلال وجود مسؤول عسكري أميركي في أوكرانيا.