حزب دوستم: استعادة باغرام لا تتم إلا عبر التعاون معنا
قال بشير أحمد تهينج، القيادي البارز في الحركة الوطنية الإسلامية التي يتزعمها عبد الرشيد دوستم، إن الطريق الوحيد لاستعادة قاعدة باغرام الجوية يمر عبر التعاون مع دوستم نفسه، معتبراً أن "تحرير باغرام وأفغانستان"لا يمكن أن يتحقق إلا بجهود زعيم الحزب وحلفائه.
وكتب بشير أحمد تهينج، الذي شغل مناصب وزارية في الحكومة الأفغانية السابقة، في منشور عبر فيسبوك يوم الجمعة، أن "سقوط خمس ولايات في الشمال هو تاريخ جديد"، في إشارة إلى تجربة انهيار حكومة نجيب الله الشيوعية عقب تحالف دوستم مع المجاهدين في التسعينيات.
وأضاف: “حلم دونالد ترامب لن يتحقق إلا عبر المارشال عبد الرشيد دوستم”.
وأثار هذا التصريح جدلاً واسعاً على وسائل التواصل، إذ وصفه بعض المستخدمين بأنه “خيالي” و”تكرار لتجارب فاشلة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، بأنه “يسعى لاستعادة قاعدة باغرام الجوية”، قائلاً: “طالبان يريدون منا أشياء، ونحن نريد هذه القاعدة”.
كما نقلت شبكة CNN عن ثلاثة مصادر مطلعة أن ترامب يضغط منذ أشهر على مسؤولي الأمن القومي الأميركي لإيجاد طريقة لاستعادة السيطرة على قاعدة باغرام، التي انسحبت منها القوات الأميركية عقب سقوط الحكومة الأفغانية في 2021.
أعرب النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، ريلي مور، عن دعمه لقرار الرئيس دونالد ترامب الساعي إلى استعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، واصفاً الخطوة بأنها "استراتيجية ومنطقية".
وقال ريلي مور في مقابلة مع شبكة "نيوزمكس" إن الموقع الجغرافي الحساس لقاعدة باغرام، إلى جانب الاستثمارات الضخمة التي ضختها الولايات المتحدة فيها خلال السنوات الماضية، يجعل من استعادتها أولوية أمنية مضاعفة.
وأكد النائب الجمهوري يوم الخميس أن استعادة باغرام لا تقتصر على المصالح الأمنية الأميركية، بل تلعب أيضاً دوراً في مواجهة التهديد المتصاعد من الصين، مضيفاً: “لا شك أن هذه الخطوة صائبة تماماً من الناحية الاستراتيجية. إنها مأساة أن نكون اليوم بلا أي عيون أو آذان هناك، بعد أن أنفقنا مليارات الدولارات وفقدنا أرواحاً ثمينة للسيطرة على هذا الموقع منذ البداية”.
وكانت قاعدة باغرام الجوية، التي كانت أكبر منشأة عسكرية أميركية في أفغانستان، سقطت بيد حركة طالبان في عام 2021 عقب انسحاب القوات الأميركية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يوم الخميس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “نحن نحاول استعادة قاعدة بگرام الجوية”، مضيفاً أن “طالبان تريد منا أموراً… ونحن نريد تلك القاعدة”.
وتعليقاً على هذه التصريحات، شدد مور على ما وصفه بـ”التهديد الوجودي الذي تمثله الصين للولايات المتحدة”، مشيراً إلى قرب باغرام من الحدود الصينية، وقال: “هذا أمر ينبغي أن يحظى بأولوية مطلقة، ويجب إيجاد قوة ردع حقيقية في مواجهته، لذا فإن الأمر يبدو منطقياً تماماً”.
ورغم هذا التأييد، حذر عدد من المسؤولين الأميركيين من صعوبة تنفيذ هذه الخطة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أحدهم، رفض الكشف عن هويته، قوله إن “مثل هذا التحرك يتطلب نشر عشرات آلاف الجنود، وتكاليف باهظة لإعادة بناء القاعدة، فضلاً عن عملية لوجستية معقدة. وحتى بعد السيطرة عليها، فإن تأمين محيط باغرام سيكون أمراً بالغ الصعوبة”.
كما أكد مسؤول أميركي آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أنه “لا توجد أي خطط حالياً لعملية عسكرية تهدف إلى استعادة قاعدة باغرام الجوية”.
قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن خطة الرئيس دونالد ترامب لاستعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان تُشبه «عملية عسكرية جديدة» في هذا البلد، مؤكدين أن تنفيذها يتطلب آلاف الجنود وتجهيزات متطورة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أميركية أن استعادة القاعدة «ليست مهمة سهلة»، إذ تتطلب عشرات الآلاف من الجنود، وكلفة مالية ضخمة لإعادة إعمارها، إضافة إلى عملية لوجستية معقدة. وأوضح أحد المسؤولين: «حتى بعد السيطرة على باغرام، فإن تأمين محيطها سيكون أمراً بالغ الصعوبة».
مسؤول آخر في وزارة الدفاع الأميركية قال: «لا أرى ميزة عسكرية كبيرة في تلك المنطقة، المخاطر تفوق الفوائد». فيما أكد مصدر آخر أنه «لا توجد أي خطة عسكرية حالية للسيطرة على القاعدة».
محادثات منذ مارس
كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لشبكة CNN أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط منذ أشهر على مسؤولي الأمن القومي لإيجاد وسيلة لاستعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان.
المصادر أوضحت أن النقاشات حول إعادة القاعدة إلى السيطرة الأميركية تعود على الأقل إلى مارس 2025، وأن ترامب وكبار مسؤولي الأمن القومي يعتبرون باغرام قاعدة حيوية لأسباب عدة، أبرزها: مراقبة الصين لقرب أفغانستان من حدودها، الاستفادة من المعادن النادرة والموارد الطبيعية، إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب يستهدف تنظيم داعش، وإمكانية إعادة فتح بعثة دبلوماسية. لكن أحد المصادر شدّد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجوداً عسكرياً أميركياً دائماً داخل أفغانستان.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن خطة ترامب لاستعادة قاعدة باغرام أشبه بـ«عملية عسكرية جديدة» في أفغانستان، مؤكدين أنها ستتطلب آلاف الجنود وتجهيزات متطورة.
البُعد الاستراتيجي
مع ذلك، واصل ترامب التأكيد على الأهمية الاستراتيجية لباغرام، مشيراً إلى قربها من المنشآت النووية الصينية. وأفادت CNN بأن عدداً من المسؤولين الأميركيين يرون أن للقاعدة «قيمة استخباراتية ورقابية».
كرّر ترامب انتقاداته للرئيس جو بايدن بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان عام 2021، قائلاً إنه كان يجب الإبقاء على قوات محدودة في باغرام. لكن مراقبين اعتبروا تصريحاته جزءاً من حملته السياسية ضد إدارة بايدن.
يُذكر أن ترامب نفسه وقّع في 2020 «اتفاق الدوحة» مع طالبان، والذي نصّ على انسحاب جميع القوات الأميركية من أفغانستان. وأكدت طالبان آنذاك أنها رفضت أي بقاء للقوات الأميركية، حتى بأعداد رمزية.
أكدت وزارة الخارجية الصينية، في أول تعليق رسمي على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن استعادة قاعدة باغرام، ضرورة احترام سيادة أفغانستان، محذّرة من أن تصاعد التوتر والمواجهات في المنطقة أمر غير مرغوب فيه.
وقال المتحدث باسم الوزارة، لين جيان، في مؤتمر صحافي الجمعة، إن “الصين تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها ووحدة أراضيها، وترى أن مستقبل هذا البلد يجب أن يكون بيد شعبه”، مضيفاً أن “إشعال التوترات أو خلق المواجهة في المنطقة ليس أمراً محموداً”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح يوم الخميس بأن “أحد أسباب طلبنا لاستعادة قاعدة باغرام هو أنها، كما تعلمون، تبعد ساعة فقط عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.
وتأتي هذه التصريحات وسط تزايد التوتر بين واشنطن وبكين حول قضايا إقليمية، بينها مستقبل النفوذ في أفغانستان.
وبحسب شبكة "سي إن ان"، أكدت ثلاثة مصادر مطلعة أن ترامب يضغط منذ أشهر على فريقه للأمن القومي لوضع خطة تعيد السيطرة الأميركية على قاعدة باغرام الجوية، التي انسحبت منها القوات الأميركية عقب انهيار الحكومة الأفغانية في 2021.
وفي كابل، علّق المسؤول المقرب من وزير خارجية حركة طالبان، ذاكر جلالي، على تصريحات ترامب قائلاً إن “الرئيس الأميركي رجل أعمال ناجح، وحديثه عن باغرام يأتي في سياق صفقة سياسية محتملة”.
وختم المتحدث باسم الخارجية الصينية بالقول إن بلاده تأمل بأن “تؤدي جميع الأطراف دوراً بنّاءً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.
حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم أزمة الجوع في أفغانستان بسبب الكوارث الطبيعية المتتالية، مشيراً إلى الحاجة الماسة لتمويل عاجل لتخزين المواد الغذائية قبل حلول فصل الشتاء وانسداد الطرق.
قالت رانيا داگاش، نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، في رسالة مصوّرة يوم الخميس 18 سبتمبر 2024، إن سلسلة الأزمات التي تعصف بأفغانستان «دفعت بملايين الأشخاص إلى حافة الانهيار».
وأوضحت أن البلاد تشهد مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية، مشيرة إلى أن الفيضانات والجفاف، إلى جانب الزلازل التي ضربت شرق البلاد، زادت الحاجة العاجلة إلى المساعدات الإنسانية.
الأمم المتحدة كانت قد حذرت في 9 سبتمبر 2024 من تفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكدة أن أكثر من 9 ملايين شخص – أي نحو ربع سكان البلاد – يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.
كما توقع برنامج الغذاء العالمي أن يصل معدل سوء التغذية الحاد في عام 2025 إلى أعلى مستوى له في أفغانستان، مع حاجة أكثر من 4.7 مليون طفل وامرأة إلى علاج فوري.
عقب انقطاع خدمة الإنترنت عبر الألياف الضوئية في عدد من الولايات، قال التجار إن أنظمة الجمارك والبنوك قد شُلّت بالكامل.
وأكدوا أن مئات الحاويات المحملة بالبضائع متوقفة في كل من المعابر الحدودية لأفغانستان بسبب انقطاع الإنترنت ولم يتم تخليصها.
مصادر مطلعة في كابل ذكرت، الخميس 18 سبتمبر، لقناة أفغانستان إنترناشيونال أن عدداً من التجار اشتكوا إلى نور الدين عزيزي، وزير الصناعة والتجارة في حكومة طالبان، من شلل أنظمة الجمارك في المعابر الحدودية للبلاد.
ووصل ملف صوتي لزلمي عظيمي، عضو اتحاد تجار ننغرهار، إلى قناة أفغانستان إنترناشيونال، يشكو فيه لوزير التجارة في حكومة طالبان من تعطل مئات الشاحنات المحملة بالبضائع في الجمارك. هذا التاجر حذر من أن استمرار الوضع سيلحق بالتجار في البلاد خسائر بملايين الدولارات.
وقال زلمي عظيمي في رسالة صوتية موجهة إلى نور الدين عزيزي، وزير تجارة طالبان، إن انقطاع الإنترنت وشلل الأنظمة الجمركية «سيدمر تجار البلاد».
كما طلب من هذا المسؤول في طالبان أن يستخدم كل الإمكانيات المتاحة «مهما كان الثمن» لتجنب العواقب الكارثية لشلل الأنظمة الجمركية.
من جهتهم، يقول مواطنون ومنظمات حقوقية وهيئات داعمة لوسائل الإعلام ونشطاء سياسيون إن طالبان تسعى من خلال هذا الإجراء إلى إخفاء الجرائم ضد الإنسانية، وفرض الرقابة، والمنع الكامل لتعليم الفتيات.
وذكرت مصادر في قندهار لقناة أفغانستان إنترناشيونال أن قرار زعيم طالبان بقطع الإنترنت عبر الألياف الضوئية في البلاد نهائي. وأوضحت المصادر أن المحادثات التي أجراها وفد طالبان القادم من كابل إلى قندهار لم تسفر عن أي نتيجة. ووفقاً للمعلومات، فإن هبة الله آخندزاده لم يبدِ حتى الآن استعداداً للنقاش حول هذا الموضوع.