طالبان تفرج عن زوج بريطاني بعد سبعة أشهر من الاعتقال

أفرجت حركة طالبان، يوم الجمعة، عن زوجين بريطانيين مسنين بعد نحو سبعة أشهر من الاحتجاز في ولاية باميان، بوساطة قطرية.

أفرجت حركة طالبان، يوم الجمعة، عن زوجين بريطانيين مسنين بعد نحو سبعة أشهر من الاحتجاز في ولاية باميان، بوساطة قطرية.
وقالت مصادر دبلوماسية إنّ بيتر رينولدز (٨٠ عامًا) وزوجته باربي (٧٦ عامًا) أطلق سراحهما وغادرا أفغانستان يوم الجمعة، بعد جهود وساطة استمرت لأشهر.
كانت طالبان قد اعتقلت الزوجين في فبراير الماضي أثناء عودتهما إلى منزلهما في باميان، من دون توضيح أسباب واضحة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة طالبان، عبدالقهار بلخي، كتب عبر منصة "إكس" أنّ الزوجين "انتهكا قوانين أفغانستان"، لكنهما أُطلق سراحهما "بعد استكمال الإجراءات القضائية".
ولم يقدّم بلخي تفاصيل إضافية عن طبيعة الاتهامات، مكتفيًا بالتأكيد على أنّ الحركة "لا تنظر إلى الأجانب من منظور سياسي أو صفقات".
مزاعم مختلفة وتبريرات متناقضة
في تصريحات سابقة، ذكرت طالبان أنّ الاعتقال جاء بسبب "سوء تفاهم" يتعلق بحيازة جوازات سفر أفغانية مزورة، فيما قالت وزارة الداخلية إنهما أُوقفا بسبب "مسألة بسيطة" سيتم حلّها قريبًا.
لكن أبناء بيتر وباربي أكدوا أنّ الحركة، رغم عمليات التفتيش المتكررة، لم تتمكن من توجيه أي اتهام قانوني أو موثق ضد والديهما.

مصادر من طالبان كشفت لصحيفة التلغراف أنّ شبكة حقاني كانت وراء اعتقال الزوجين في "خطوة سياسية" تهدف إلى ممارسة ضغط داخلي وخارجي على زعيم الحركة الملا هبت الله أخوندزاده.
مسؤول بريطاني اعتبر الإفراج عن الزوجين جزءًا من "جهود طالبان الأوسع لكسب الاعتراف الدولي"، خصوصًا أنّ الزوجين كانا يقيمان منذ ١٨ عامًا في باميان ويعملان في مجال التعليم.
الدور القطري في الإفراج عن الزوج البريطاني
أعرب رئيس الوزراء البريطاني كيير ستارمر عن سعادته بالإفراج عن مواطنين بريطانيين كانا محتجزين لدى حركة طالبان منذ ثمانية أشهر، مشيدًا بدور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في التوصل إلى هذه النتيجة.
وقال ستارمر في بيان، يوم الجمعة، إنّ هذه "الأنباء التي انتظرناها طويلًا"، مؤكّدًا أنّ حكومته ممتنّة للوساطة القطرية.

وزارة الخارجية القطرية أصدرت بيانًا رحّبت فيه بالإفراج عن الزوجين، مؤكّدة استمرار الدوحة في لعب دور الوسيط، كما شكرت طالبان وبريطانيا على تعاونهما.
أما المبعوث البريطاني الخاص لأفغانستان، ريتشارد ليندسي، فقال إنّ سبب اعتقال الزوجين "لا يزال غير واضح"، لكنه شدّد على فرحة الزوجين بالعودة إلى أسرتهما.
في تصريحات للصحفيين بمطار كابل، قال الزوجان: "لقد تمت معاملتنا بشكل جيد، ونحن نتطلع بشوق لرؤية أبنائنا مجددًا".
وأضافت باربي رينولدز: "إذا أتيحت لنا الفرصة، نود العودة إلى أفغانستان... نحن نعتبر أنفسنا مواطنين في هذا البلد".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول قطري قوله إنّ سفارة بلاده في كابل وفّرت خلال الأشهر الثمانية الماضية دعماً حيوياً للزوجين، شمل تأمين الرعاية الطبية، توفير الأدوية، وضمان التواصل المنتظم مع أسرتهما، رغم أنهما كانا محتجزين في الغالب بشكل منفصل.