سفير جنوب أفريقيا: طالبان تمارس "فصلًا عنصريًا جنسيًا" ضد نساء أفغانستان

استخدم سفير جنوب أفريقيا في لندن عبارة «الفصل العنصري الجنسي» لوصف التمييزات التي تفرضها حركة طالبان ضد النساء في أفغانستان، واعتبر ذلك جريمة ضد الإنسانية.
استخدم سفير جنوب أفريقيا في لندن عبارة «الفصل العنصري الجنسي» لوصف التمييزات التي تفرضها حركة طالبان ضد النساء في أفغانستان، واعتبر ذلك جريمة ضد الإنسانية.
قال جيرميا مامابولو، خلال مؤتمر كامبريدج من أجل أفغانستان، إنّ الفصل العنصري لا يقتصر على التمييز العرقي فحسب، بل يشمل أيضًا التمييز الجنسي والاقتصادي. وأشاد بـ شجاعة نساء أفغانستان اللواتي يواصلن النضال من أجل حقهن في التعليم والكرامة الإنسانية رغم المخاطر الكبيرة.
وأشار سفير جنوب أفريقيا في لندن كذلك إلى أوجه الشبه بين نضال شعب بلاده ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وبين نضال الشعب الأفغاني. وأوضح أنّ معركة جنوب أفريقيا الناجحة ضد نظام الفصل العنصري كانت ذات أبعاد داخلية ودولية، بدءًا من المقاومة والتعبئة الشعبية والأنشطة السرّية داخل البلاد، وصولًا إلى الضغوط الدولية، والعقوبات الاقتصادية، والمقاطعة الرياضية، التي أدّت جميعها في النهاية إلى سقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
وأكد مامابولو أنّ الانتصار على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لم يكن ممكنًا من دون التضامن العالمي القائم على مبادئ مشتركة مثل العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأضاف سفير جنوب أفريقيا لدى بريطانيا أنّ دستور بلاده بعد نظام الفصل العنصري تأسس على هذه القيم وعلى فلسفة محلية تقول: «أنا موجود لأننا موجودون». وبرأيه، يمكن لمثل هذا النهج أن يكون مفيدًا لأفغانستان اليوم تمامًا كما كان مفيدًا لجنوب أفريقيا في تسعينيات القرن الماضي.
وشدّد الدبلوماسي الأفريقي على أنّ الشعب الأفغاني يجب ألا يفقد الأمل، وقال: "كما جعل شعب جنوب أفريقيا المستحيل ممكنًا بفضل التضامن العالمي، فإنّ أفغانستان أيضًا تستطيع من خلال توحيد القوى الداخلية والدعم الدولي أن تصل إلى مستقبل جامع".
واقترح سفير جنوب أفريقيا أن تتشارك مؤسسات مثل مؤسسة مانديلا خبرتها في مجال المصالحة والمقاومة مع المجتمع المدني الأفغاني.
كما تطرّق مامابولو في مؤتمر كامبريدج إلى نضالات أحمد شاه مسعود، القائد البارز للتحالف المناهض لطالبان، وقال إنّه ظلّ صامدًا في مواجهة التطرف حتى اغتياله عام ٢٠٠١.
ويُذكر أنّ مؤتمر كامبريدج السنوي، الذي تنظمه مؤسسة تُدعى موزاييك، شارك فيه متحدثون من أفغانستان ودول أخرى لمناقشة الحلول المطروحة لإنهاء الوضع الراهن في أفغانستان.
وبحسب المنظمين، فقد جرى إعداد خريطة طريق شاملة بالاستناد إلى ١٢ مقترحًا قدّمها مختلف الأطياف والمجموعات، وتمت مناقشتها في هذا الاجتماع.