دیبلومات: مقاتلو حزب تركستان الإسلامي ينتقلون من سوريا إلى وادي بنجشير
أفادت مجلة دیبومات أن عددًا من مقاتلي حزب تركستان الإسلامي الشرقي، بعد انضمامهم إلى هيئة تحرير الشام في إسقاط نظام بشار الأسد بسوريا، تم نقلهم إلى ولاية بنجشير في أفغانستان قرب حدود طاجيكستان وأوزبكستان للانضمام إلى القتال ضد الصين.
وجاء في التقرير الذي نُشر يوم الخميس 2 أكتوبر أن عبد الحق تركستاني، زعيم الجماعة المعروفة باسم "حركة تركستان الإسلامي الشرقي"، كان قد حذّر قبل سقوط دمشق قائلاً: "الكفار الصينيون سيتذوقون قريبًا ما ذاقه الكفار السوريون، إن شاء الله".
وأشار التقرير إلى أنه عند دخول هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع دمشق بعد هجوم دام 11 يومًا، شارك مقاتلون من الأويغور وآسيا الوسطى والقوقاز إلى جانبهم ولعبوا دورًا مهمًا في الانتصار على نظام الأسد. وقد قُتل حوالي 1,100 من الأويغور في هذه المعارك.
عبد الحق تركستاني، زعيم حزب تركستان الإسلامي الشرقي
وكان الأويغور، الذين ينحدر أغلبهم من منطقة شينجيانغ الصينية، قد وصلوا إلى سوريا بين عامي 2012 و2013 عبر تركيا وجنوب شرق آسيا، وتجمع معظمهم في إدلب. ويُقدّر عددهم في سوريا بحوالي 15,000 مقاتل، انضم 3,500 منهم مؤخرًا إلى اللواء 84 من الجيش السوري.
وذكرت المجلة أن هؤلاء المقاتلين يخططون للعودة يومًا ما إلى شينجيانغ واستئناف النضال الانفصالي لتأسيس "تركستان الشرقية". وبسبب صعوبة عبور الحدود الصينية المحمية بشدة، قد يقيمون قواعد جديدة في أفغانستان وآسيا الوسطى لاستهداف مشروع "الحزام والطريق" الصيني.
وجود مقاتلين بين 500 و1,200 في أفغانستان
وأفاد تقرير للأمم المتحدة في فبراير 2025 أن عدد مقاتلي تركستان الإسلامي الشرقي في أفغانستان يتراوح بين 500 و1,200، وتخضع الجماعة لسيطرة طالبان. لكن العدد قد يرتفع بسرعة في حال تدفق مزيد من المقاتلين من سوريا.
وأظهرت التقارير أن بعض هؤلاء المقاتلين، مع إرهابيين من آسيا الوسطى، نُقلوا من سوريا إلى وادي بنجشير، وأنشأوا أيضًا قواعد مشتركة في ولايات بلخ، بدخشان، قندوز، كابل وبغران.
المقاتلون الأويغور في سوريا
وذكرت المجلة أن طالبان تستخدم مقاتلي حزب تركستان الإسلامي في شمال أفغانستان لمواجهة نفوذ داعش خراسان، الذي يسعى بدوره إلى جذب هؤلاء المقاتلين، وأنشأ حتى فريقًا يُعرف باسم "فريق الأويغور".
وحذر خبراء من أنه إذا خففت طالبان الرقابة الصارمة على الحزب، قد ينضم أعضاء غير راضين إلى داعش.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات الواسعة لحزب تركستان الإسلامي مع طالبان والقاعدة وتحريك طالبان الباكستاني وجماعة أنصار الله وحركة إسلامية أوزبكية تجعله تهديدًا أمنيًا كبيرًا في أفغانستان والمنطقة. كما أن خبرتهم العسكرية في سوريا جذابة للشبكات الإرهابية الإقليمية.
وذكرت الأمم المتحدة أن الحزب بدأ حملات جديدة لتجنيد أفراد من جنسيات مختلفة في أفغانستان ويخطط لتوسيع نشاطه إلى آسيا الوسطى.
وفي يونيو 2025، أجبرت الحكومة السورية الحزب على إعلان حل نفسه، وقال الرئيس أحمد شرع: "أنا متعاطف مع الأويغور، لكن نضالهم ضد الصين ليس نضالنا". ومع ذلك، أدى غياب الرقابة الشفافة إلى أن هذا الإجراء كان رمزيًا أكثر منه فعليًا.
وفي مارس 2025، أصدر حزب تركستان الإسلامي ميثاقًا جديدًا وأعاد تبني اسم "حزب تركستان الإسلامي الشرقي" مع التركيز على شينجيانغ.
وحذر المحللون من أن الحكومة السورية الجديدة ضعيفة جدًا ولا تملك القدرة الفعلية على مواجهة الحزب، وأن أعضاء الجماعة قد ينضمون إلى داعش تحت الضغط.
ويشير التقرير إلى أن الطريقة الوحيدة الفعالة للسيطرة على الحزب هي فرض عقوبات دولية وإعادة إدراجه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وقد أدرجت الولايات المتحدة مؤخرًا جيش تحرير بلوشستان ضمن هذه القائمة لتشجيع التعاون الصيني في مكافحة الإرهاب.