انطلاق جلسات المحكمة الشعبية الأفغانية لمحاكمة قادة طالبان
انطلقت في العاصمة الإسبانية مدريد جلسات المحكمة الشعبية لمحاكمة قادة حركة طالبان، في خطوة رمزية تسعى إلى تسليط الضوء على ما تعتبره منظمات حقوقية «قمعاً منظماً وانتهاكات واسعة ضد النساء والفتيات في أفغانستان» منذ عودة الحركة إلى الحكم قبل أربع سنوات.
وترأس هيئة القضاة في هذه الجلسة رشيدة منجو، الخبيرة الجنوب أفريقية في قضايا العنف ضد النساء، فيما شارك عدد من الشخصيات الحقوقية والضحايا والشهود لتقديم إفاداتهم حول الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت في ظل حكم طالبان.
وقالت الرئيسة السابقة للجنة المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان، شهرزاد أكبر، في كلمتها أمام المحكمة، إن العالم يسهّل عملية “تطبيع طالبان” من خلال تبرير ممارساتها على أنها “نُظم ثقافية”، معتبرة أن هذا الموقف الدولي شجّع الحركة على التمادي في قمعها.
وأضافت أن جوهر القضية هو القمع القائم على النوع الاجتماعي، مشيرة إلى أن لائحة الاتهام تتركز على اضطهاد النساء والفتيات.
ودعت شهرزاد أكبر المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بأفغانستان، محذّرة من غياب أي “إجراء دولي جاد” ضد طالبان. وقالت: “جرائم هذه الحركة أصبحت تُبرّر وتُقدَّم كأعراف اجتماعية، فيما لا توجد إرادة حقيقية لمحاسبتها”.
وخلال الجلسة، قدّمت الناشطة الأفغانية عاطفة حميدي شهادتها أمام القضاة، متحدثةً عن تجربتها خلال فترة احتجازها من قبل طالبان، وقالت: “كنت أُهدّد بالسلاح بشكل متكرر، وكنت أقضي ليالي طويلة في خوف دائم من الاغتصاب والتعذيب”.
وأضافت أن عناصر طالبان قالوا لها إن “مكان المرأة هو المنزل وإن واجبها إنجاب الأطفال”، كما حاولوا إجبارها على إعلان البيعة لزعيمي طالبان وتنظيم داعش.
وأوضحت أنها تعرّضت للتمييز بسبب قوميتها، وأنها حاولت الانتحار أكثر من مرة داخل السجن هرباً من الإهانات.
في السياق نفسه، نقلت قناة “أفغانستان إنترناشيونال” عن مصدر مطلع أن عدداً من قيادات طالبان أبدوا قلقهم من هذه الإجراءات القضائية الرمزية، خشية أن تمهّد الطريق لتحركات قانونية أوسع ضدهم على المستوى الدولي.
ويُعدّ هذا الحدث الثالث من نوعه المتعلق بأفغانستان في تاريخ المحكمة الشعبية، إذ سبق أن عُقدت جلستان مماثلتان في عامي 1981 و1982، في كلٍّ من ستوكهولم وباريس، خُصّصتا آنذاك لمناقشة الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979.
وتأتي محاكمة طالبان في مدريد في وقت يزداد فيه القلق الدولي من انتهاكات الحركة ضد النساء، وسط دعوات متزايدة لفرض مزيد من الضغط السياسي والقانوني عليها، ووقف سياسة الإفلات من العقاب.
أعلن الكرملين أنّ قمة روسيا دول وآسيا الوسطى ستُعقد يوم الخميس 9 أكتوبر الجاري في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث التعاون الإقليمي وتداعيات الوضع الأمني في أفغانستان والشرق الأوسط.
ويُعدّ هذا الاجتماع الثاني من نوعه بين روسيا ودول آسيا الوسطى، ويشارك فيه رؤساء كلٍّ من طاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إنّ القادة سيناقشون سبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والطاقوي، إلى جانب الملفات الأمنية، مضيفاً أنّ “القمة ستولي اهتماماً خاصاً لضمان الأمن الإقليمي في ظل الأوضاع الراهنة في أفغانستان والشرق الأوسط”.
من جهته، أوضح السفير الروسي في طاجيكستان، سيميون غريغوريف، أنّ بوتين سيجري خلال زيارته إلى دوشنبه لقاءً ثنائياً مع الرئيس إمام علي رحمن لبحث التطورات في أفغانستان.
وأضاف أنّ بلاده تُولي أهمية كبيرة لتعميق التنسيق مع طاجيكستان بشأن الملف الأفغاني، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال أطر إقليمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ وزارتي الدفاع في البلدين تبحثان حالياً تعزيز قدرات القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 في طاجيكستان، وتطويرالجيش الطاجيكي بمساعدة موسكو.
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو حذّر في وقت سابق من أنّ أكثر من 23 ألف مقاتل من الجماعات “الإرهابية الدولية” يتمركزون حالياً داخل أفغانستان الخاضعة لسيطرة حركة طالبان، معتبراً ذلك “تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم”.
أفادت مصادر لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن حركة طالبان قطعت، منذ مساء يوم الثلاثاء، الوصول إلى عدد من شبكات التواصل الاجتماعي، من بينها "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك"، وذلك بقرار اتُّخذ خلال اجتماع زعيم الحركة مع حكام الولايات في قندهار.
وقال سكان في عدة ولايات من بينها كابل وقندهار وبلخ، إنهم لم يعودوا قادرين على استخدام هذه المنصات إلا عبر تطبيقات كسر الحجب (VPN). وأوضح بعضهم أن تطبيقي “واتساب” و”يوتيوب” لا يزالان يعملان حتى الآن.
وذكر مصدر في كابل أن الحجب يشمل الإنترنت الخاص بشركات الاتصالات، بينما ما زال يمكن الدخول إلى هذه الشبكات من خلال الإنترنت المنزلي عبر خدمة الألياف الضوئية.
وأضاف أن استخدام “تيك توك” كان يتطلب في السابق برامج كسر الحجب أيضاً، أما الآن فقد أصبح الوصول إلى “فيسبوك” و”إنستغرام” عبر شبكات الهاتف المحمول مستحيلاً من دونها.
ولم تُصدر حركة طالبان حتى الآن أي بيان رسمي بشأن القرار، غير أنّ المؤشرات تفيد بأنّها لجأت إلى هذا الإجراء بعد تراجعها عن قرار سابق بقطع الإنترنت بشكل كامل في البلاد.
وكانت خدمة الإنترنت في ولاية قندوز قد قُطعت ليل الاثنين ثم أُعيد تشغيلها صباح الثلاثاء، وفقاً لمصادر قالت إنّ حاكم طالبان في قندوز أصدر أوامر بوقفها مؤقتاً.
كما كشفت مصادر مطلعة أن طالبان عقدت خلال الأيام الأخيرة اجتماعات منفصلة مع شركات تقديم خدمات الإنترنت، لبحث آليات تنفيذ خطة شاملة لتصفية أو حجب شبكات التواصل الاجتماعي.
أعلن وزير التجارة في حكومة طالبان، نورالدين عزیزی، أن أفغانستان وقزاقستان اتفقتا على رفع حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين إلى ثلاثة مليارات دولار، وتسريع تنفيذ مشروع السكك الحديدية "أفغان-ترانس" عبر تنسيق إجراءات مشتركة.
وجاء ذلك خلال لقاء عزیزی في كابل مع جان-بيك تايجاناف وإيران شارخان، نائبَي وزارتي النقل والصناعة القزاقستانيتين، بحضور السفير القزاقي غازيز أكباسوف.
وبحث الطرفان التعاون الاقتصادي، توسيع التجارة، تسهيلات الترانزيت، ومشروع السكك الحديدية، إضافةً إلى فكرة إقامة معرض مشترك قزاق–أفغاني لتعزيز العلاقات الصناعية والتجارية.
وتجدر الإشارة إلى أن قزاقستان لم تعترف رسميًا بحكومة طالبان لكنها تحافظ على علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة معها، وقد أزالت طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية في يونيو 2024، فيما تم قبول دبلوماسي طالبان كقنصل عام لأفغانستان.
أمير خان متقي يلتقي لافروف ويشيد باعتراف روسيا بحكومة طالبان، بينما يؤكد لافروف أن نتائجه ستظهر قريبًا.
وخلال اللقاء، أعرب متقي عن تقديره لقرار روسيا الاعتراف بحكومة طالبان، واصفًا إياه بـ"الخطوة التاريخية والمهمة" في مسار العلاقات بين الجانبين. من جانبه، قال لافروف إن نتائج الاعتراف بحكومة طالبان من قبل موسكو ستتضح قريبًا.
وبحسب بيان وزارة خارجية طالبان، أوضح متقي أن هذه الخطوة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين كابل وموسكو، وتُعدّ تحولًا مهمًا نحو دور أكثر فاعلية لأفغانستان في المجتمع الدولي. كما شدد على أهمية التعاون المشترك في مكافحة المخدرات، والمشاريع الاقتصادية الإقليمية، وخطوط النقل والترانزيت.
ونقلت الخارجية الأفغانية عن لافروف قوله إن الاعتراف بطالبان يوفر فرصًا غير مسبوقة للتعاون السياسي والاقتصادي والدولي بين البلدين، مضيفًا: "سنشهد قريبًا نتائجه الإيجابية."
كما أثنى لافروف، بحسب بيان طالبان، على جهود الحركة في مكافحة تهريب المخدرات، وتعزيز الأمن، ومحاربة الإرهاب، مشيرًا إلى أن موسكو تقدّر موقف طالبان المستقل وتعتبره عاملًا إيجابيًا لاستقرار المنطقة.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن لافروف أبلغ متقي بأن الأوضاع الإقليمية والدولية معقدة ولن تصبح أسهل، مشيدةً بما وصفته بـ"التقدم المحرز" من قبل طالبان في مواجهة التهديدات الإرهابية. وأضاف البيان أن هيئات الأمم المتحدة أكدت الانخفاض الكبير في مساحات زراعة المخدرات داخل أفغانستان.
وأشار البيان إلى أن روسيا مهتمة بالتعاون مع طالبان في مجالات مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة، إلى جانب دعم السلام والاستقرار في أفغانستان.
محادثات مطولة مع المبعوث الباكستاني
وعلى هامش الاجتماع ذاته، عقد أمير خان متقي اجتماعًا استمر 90 دقيقة مع صادق خان، المبعوث الباكستاني الخاص لأفغانستان.
وقال صادق خان في منشور على منصة إكس إن اللقاء تركّز على توسيع التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والترانزيتية والأمن الإقليمي.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الترابط الإقليمي، واتفقا على بحث خطوات عملية لتسهيل حركة التجارة والترانزيت، بما في ذلك تحسين البنى التحتية وتبسيط الإجراءات الجمركية.
كما ناقش الوفدان الوضع الأمني الراهن ووجود الجماعات الإرهابية وتأثيرها على التجارة عبر الحدود والتعاون الإقليمي، وشددا على ضرورة استمرار التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية وضمان سلامة طرق النقل ومحاربة الأنشطة غير القانونية.
في خضمّ الجدل حول زيارة وزير خارجية طالبان إلى نيودلهي، دعا عدد من الدبلوماسيين الهنود السابقين حكومت بلادهم إلى عدم الاعتراف بنظام طالبان قبل صدور قرار واضح من الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يصل أمير خان متقي، وزير خارجية طالبان، إلى الهند يوم الخميس في زيارة تمتد خمسة أيام، حيث أكدت مصادر رسمية أن وزارة الخارجية الهندية ستمنحه بروتوكول وزير خارجية دولة ضيف. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي خلال الزيارة.
وقال رانغين دادفر سپنتا، وزير الخارجية الأفغاني الأسبق، لصحيفة هندو إنّه لا ينبغي استغلال زيارة متقي لتأجيج «التنافس الإقليمي أو الصراعات بين القوى الكبرى».
وفي تصريحات للصحيفة نفسها، اعتبر دبلوماسيون هنود سابقون أن دعوة متقي تعبّر عن واقعية سياسية تتبعها نيودلهي لحماية مصالحها في أفغانستان، لكنهم شدّدوا على ضرورة انتظار الموقف الدولي. وقال فيفيك كاتجو، المسؤول السابق عن شؤون أفغانستان في الخارجية الهندية، إنّ «على الهند أن تنتظر التوافق الدولي قبل اتخاذ أي قرار بشأن الاعتراف بطالبان».
وأضاف كاتجو أن بلاده يجب أن تعيّن دبلوماسيًا أرفع درجة في سفارتها بكابل بدلاً من الاكتفاء بتمثيل فني محدود، مشيراً إلى أنّ «الهند أرسلت مساعدات إنسانية واسعة إلى أفغانستان، والتعامل مع طالبان أصبح واقعًا عمليًا، وقد تمثّل زيارة متقي خطوة إيجابية في هذا الاتجاه».
من جانبه، رأى غوتام موكهوپادهياي، السفير الهندي الأسبق لدى كابل، أن دعوة متقي تعكس تقاربًا في المصالح الأمنية بين الهند ودول المنطقة، لكنه حذر من أنّ هذا التقارب قد يأتي «على حساب بعض القيم والمخاوف الأمنية الداخلية».
وأوضح أنّه يمكن توقع زيادة تدريجية في التعاون بين الجانبين في مجالات إصدار التأشيرات، المنح الدراسية، المساعدات الإنسانية، التجارة، المشاريع الإنمائية، والتعاون الاستخباراتي والدبلوماسي.
أما سپنتا فقد حذّر من رؤية هذه الزيارة من منظور التنافس الهندي–الباكستاني، مؤكدًا أنّ «سياسة الهند الحالية تجاه أفغانستان تقوم أساسًا على نهج مناهض لباكستان، بينما يسعى الطرفان إلى إيجاد وكلاء في الساحة الأفغانية، وهو ما لا يخدم لا الشعب الأفغاني ولا السلام في المنطقة».
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول رفيع من طالبان إلى نيودلهي منذ عودة الحركة إلى السلطة في أغسطس 2021، في وقت تشهد فيه العلاقات بين طالبان والهند تحسنًا تدريجيًا، مقابل توتر متصاعد بين طالبان وحليفها السابق، باكستان.