هيومن رايتس ووتش: طالبان تهدد وتعتقل وتعذب الصحفيين

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد أن حركة طالبان خلال السنوات الأربع الماضية قضت تمامًا على حرية الإعلام وحرية التعبير في أفغانستان.

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد أن حركة طالبان خلال السنوات الأربع الماضية قضت تمامًا على حرية الإعلام وحرية التعبير في أفغانستان.
وقالت المنظمة إن الصحفيين الأفغان بعد عودة طالبان إلى السلطة واجهوا موجة من الاعتقالات والتعذيب والرقابة والإجبار على الرقابة الذاتية.
وجاء في التقرير الصادر يوم الخميس أن جهاز الاستخبارات التابع لطالبان ووزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشرفان على جميع المحتويات الإعلامية، وأن أي انتقاد – ولو بسيط – لمسؤولي طالبان قد يؤدي إلى اعتقال الصحفيين أو تعذيبهم.

وقالت فرشته عباسي، الباحثة في شؤون أفغانستان لدى المنظمة:
"مسؤولو طالبان يجبرون الصحفيين الأفغان على إعداد تقارير آمنة وموافَق عليها مسبقًا، ومن يتجاوز الخطوط الحمراء يتعرض للاعتقال التعسفي والتعذيب."
وأضافت أن جميع الصحفيين تضرروا، لكن النساء أكثر من غيرهن.
التعذيب والمحاكمات
ذكرت المنظمة أن أسباب اعتقال الصحفيين من قبل استخبارات طالبان تشمل تهم التجسس، أو الاتصال بجماعات المعارضة والإعلام في المنفى، أو التغطية الإعلامية لتنظيم داعش – خراسان أو الخلافات الداخلية داخل قيادة طالبان.
كما جاء أن وزارة الأمر بالمعروف والاستخبارات تقوم بتفتيش مكاتب الإعلام ومنازل الصحفيين، وتصادر الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وتصل إلى قوائم الاتصالات. وقال بعض الصحفيين إنهم اعتُقلوا فقط بسبب التحدث إلى وسائل الإعلام.
وأضاف التقرير أن طالبان غالبًا ما تستخدم أساليب التعذيب البدني، وأن بعض الصحفيين تعرّضوا للضرب المبرح حتى كُسرت أسنانهم أو عظام وجوههم. وفي بعض الحالات، إطلاق سراحهم كان مشروطًا بتوقيع تعهد بعدم العمل كصحفيين مرة أخرى.
الرقابة الذاتية المفروضة
قالت هيومن رايتس ووتش إن كثيرًا من الصحفيين داخل أفغانستان اضطروا لتغطية الأحداث الرسمية فقط خوفًا من الاعتقال أو اتهامهم بالتعاون مع وسائل إعلام معارضة.
وذكرت أن وزارة الأمر بالمعروف منعت الصحفيين من التصوير بحجة أن تصوير الأشخاص "حرام" في الإسلام.
كما أجبرت طالبان وسائل الإعلام على استخدام مصطلح "الإمارة الإسلامية" بدلًا من طالبان، ونشر التقارير باللغة البشتوية غالبًا.
معاملة تمييزية
بيّن التقرير أن القيود تختلف من ولاية إلى أخرى، فالمراقبة في قندهار أشدّ منها في الولايات الشمالية والوسطى.
كما أشار إلى أن الصحفيين من الأقليات العرقية، خاصة الهزارة، يواجهون قيودًا إضافية وإهانات أثناء الاعتقال.
أوضاع الصحفيين في المنفى
حذّرت المنظمة من أن عشرات الصحفيين الأفغان في باكستان وتركيا معرضون لخطر الترحيل القسري، حيث يعيش كثير منهم دون إقامة قانونية أو تصاريح عمل، في ظروف قاسية وغير مستقرة.
وأكدت أن إعادتهم إلى أفغانستان تشكّل انتهاكًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية لأنهم سيواجهون خطر التعذيب أو الموت.
تحذير للمجتمع الدولي
حذرت هيومن رايتس ووتش من أنه في غياب تحرك عاجل من المجتمع الدولي، ستتحول أفغانستان إلى بلد بلا صوت.
وطالبت المنظمة دول العالم بوقف عمليات ترحيل الصحفيين الأفغان ودعم حرية الإعلام في أفغانستان، كما دعت طالبان إلى وقف الاعتقالات والتعذيب والرقابة على الإعلام وتمكين الصحافة الحرة.
أجرت المنظمة 18 مقابلة عن بُعد مع صحفيين داخل أفغانستان و13 مقابلة مباشرة مع صحفيين أفغان يعيشون في تركيا ومنظمات لاجئين أفغان لإعداد هذا التقرير.