وفي مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، قالت يوسفزاي إن النساء في أفغانستان يعشن تحت “الإرهاب والرعب” الذي تفرضه طالبان، داعيةً الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه الحركة.
وفي ردها على سؤال حول احتمال إقامة علاقات بين ألمانيا وطالبان، قالت: «أدعو الشعب الألماني إلى إظهار التضامن مع الشعب الأفغاني، ودعم النساء الأفغانيات، والإصغاء إلى أصواتهن».
وحذّرت من أن تطبيع العلاقات مع طالبان خطأ فادح، مشددةً على أنه: «يجب ألا تطبّع أي دولة علاقاتها مع طالبان. يجب محاسبة طالبان على الجرائم التي ارتكبتها».
وتساءلت الحائزة على جائزة نوبل: «كيف يمكن لدولة مثل ألمانيا أن تفعل ذلك؟ كيف يمكن المساومة على حقوق النساء في أفغانستان؟».
وأضافت: «تطبيع العلاقات مع طالبان يعني تطبيع قمع النساء. هذا خطأ، وخيانة، ونفاق واضح».
طالبان أصبحت أكثر تطرفاً وذكاءً
أشارت ملاله يوسفزاي إلى أن قبل عودة طالبان إلى السلطة، كانت هناك تقارير كثيرة تزعم أن الحركة قد تغيرت وأصبحت أكثر اعتدالًا، لكنها قالت إن الواقع يُظهر أن طالبان أصبحت أسوأ وأكثر دهاءً.
وأضافت أن طالبان تحاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي إظهار نفسها كقوة جالبة للسلام إلى أفغانستان، لكنها شددت: «عندما تُضطهد النساء والفتيات، لا يمكن الحديث عن أي سلام».
وأكدت أن طالبان الآن تمسك بزمام السلطة، ولهذا لم تعد أفعالها تُسمّى "إرهابًا"، لكنها ما زالت تحكم عبر الخوف والرعب.
يجب الاعتراف بـ«الفصل العنصري القائم على النوع الاجتماعي»
قالت يوسفزاي إن المجتمع الدولي بحاجة إلى تغيير نهجه تجاه طالبان، لأن الآليات الحالية للقانون الدولي غير كافية لمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان.
وطالبت بالاعتراف بما سمّته «نظام الفصل العنصري القائم على النوع الاجتماعي» في أفغانستان، قائلة: «يجب أن يُعترف بالفصل العنصري الجندري رسميًا في القانون الدولي كجريمة».
وأكدت أن المجتمع الدولي يجب أن يأخذ حملة النساء الأفغانيات على محمل الجد، مشيرةً إلى أن طالبان تقوم بشكل منهجي بقمع النساء الأفغانيات، وتعاقب الناشطات، وتسجنهن، وتستبعد النساء بالكامل من الحياة العامة.
وختمت بالقول إن جميع مكاسب النساء خلال العقدين الماضيين في أفغانستان قد تلاشت بالكامل.