وأوضح أحد المصدرين أن “الوفد الباكستاني أكد بوضوح أنه لا يمكن التوصل إلى أي تسوية بشأن مطلبنا الأساسي المتعلق بالإرهاب العابر للحدود”.
وتواصل الوفود المفاوضة من طالبان وباكستان، لليوم الثالث على التوالي في إسطنبول، جولة النقاشات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق سلام طويل الأمد بوساطة تركية.
لكن الطرفين، بحسب مراقبين، لديهما رؤى “متباينة تماماً” حول طبيعة هذه المفاوضات وأهدافها.
وكانت مصادر أمنية باكستانية وصفت مواقف طالبان خلال المحادثات بأنها “غير منطقية وبعيدة عن الواقع الميداني”، بينما قالت مصادر أخرى إن وفد طالبان “يضع عراقيل متعمدة” أمام التقدم في الحوار.
غير أن أحد ممثلي طالبان المشاركين في المفاوضات نفى هذه الاتهامات، وقال لـ”رويترز”: “بشكل عام، تسير الجلسات بشكل جيد، وناقشنا عدداً من القضايا في أجواء ودية”.
وأكد المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في تصريح اليوم، أن الحركة "تدعم مسار الحوار وتؤمن بأن جميع القضايا يمكن حلها عبر التفاهم”.
يأتي ذلك بعد أن حذر وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، من أن فشل محادثات إسطنبول قد يقود إلى “حرب شاملة” بين الجانبين.
وفي السياق نفسه، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد عرضه “للمساعدة في إنهاء النزاع”، قائلاً في كوالالمبور على هامش قمة "آسيان": “سأحل هذه المسألة بسرعة، فأنا أعرف الطرفين جيداً”.
وتصاعدت التوترات بين باكستان وطالبان منذ أوائل الشهر الجاري، حين شنّت إسلام آباد غارات جوية على كابل وولاية بكتيا، استهدفت -وفق باكستان- زعيم حركة طالبان باكستان.
وردت طالبان الأفغانية باستهداف مواقع عسكرية باكستانية على الحدود، لتبلغ الأزمة ذروتها قبل أن يوقّع الطرفان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 أكتوبر، بعد أيام من الاشتباكات الدامية.
وتتهم إسلام آباد طالبان بالسماح لمقاتلي حركة طالبان باكستان بالتحرك بحرية داخل الأراضي الأفغانية وتنفيذ هجمات ضد قواتها، بينما تنفي كابل هذه الاتهامات.
وكان الجيش الباكستاني أعلن الأحد مقتل خمسة من جنوده و25 عنصراً من طالبان باكستان خلال اشتباكات قرب الحدود الأفغانية في عطلة نهاية الأسبوع.