وقالت فاطمة حيدري، قائدة المنتخب الأفغاني النسائي والمقيمة في إيطاليا، لوكالة "أسوشيتد برس": "بوصفي رياضية، أقول إن الإنسان يواجه تحديات وصعوبات كثيرة في حياته، لكن يمكنه دائماً التغلب عليها، ولا ينبغي أن يستسلم أبداً."
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أطلق، منذ يوم الأحد، بطولة ودّية دولية رباعية في المغرب، بمشاركة منتخب أفغانستان للسيدات إلى جانب منتخبات تشاد وليبيا وتونس.
وجاءت هذه المشاركة ثمرةً لجهود استمرت سنوات من قبل اللاعبات أنفسهن، وخالدة بوبل، مؤسسة منتخب السيدات الأفغاني وناشطة في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى منظمات حقوقية عملت من أجل عودة الفريق إلى المنافسات الدولية.
وقالت بوبل لـ"أسوشيتد برس": "رغم كل التحديات والعقبات التي واجهناها، فإن الفتيات يلعبن اليوم باسم أفغانستان بعد أربع سنوات وعدة أشهر من الغياب."
وكانت آخر مباراة رسمية لمنتخب السيدات الأفغاني قد أُقيمت عام 2018. وبعد عودة طالبان إلى السلطة عام 2021، فُرض حظر شامل على جميع الرياضات النسائية.
واضطرت لاعبات الفريق إلى مغادرة أفغانستان، حيث تحدثن عن معاناتهن الصعبة، بما في ذلك حرق الملابس الرياضية لتجنّب التعرّف عليهن ومحاولاتهن للهروب من البلاد.
وقالت حيدري: "واجهنا صعوبات وتحديات لا أريد حتى تذكّرها لأنها كانت مؤلمة للغاية. مغادرة الوطن والانفصال عن الأصدقاء والعائلة وكل من نعرفهم أمر قاسٍ جداً. ما يحزنني هو أن كثيراً من الفتيات ما زلن غير قادرات على اللعب، لكنهنّ يحلمن بأن يمثلن أفغانستان يوماً ما مثلنا. نريد أن نكون صوتهنّ."
ويقيم معظم لاعبات المنتخب الأفغاني حالياً في أستراليا، بينما تعيش أخريات في أوروبا والولايات المتحدة.
ورغم أن الاتحاد الأفغاني لكرة القدم ملزم، بموجب لوائح "فيفا"، بمنع أي شكل من أشكال التمييز، فإنه لم يُعلَّق من المشاركة الدولية رغم تجاهله للمنتخب النسائي.
ومع ذلك، تواصل اللاعبات ومؤيدوهنّ السعي من أجل الاعتراف الرسمي بالفريق. ففي شهر مايو الماضي، وافق مجلس "فيفا" على استراتيجية عمل لكرة القدم النسائية في أفغانستان، غير أن المنتخب لا يزال غير قادر على تمثيل البلاد في تصفيات كأس العالم للسيدات أو بطولات آسيا.
وقالت خالدة بوبل: "الهدف النهائي هو أن يصبح الفريق مستقلاً ومعترفاً به من قبل فيفا، لكننا ممتنات لهذه الخطوة المهمة التي اتخذها الاتحاد الدولي."