الأمم المتحدة: نأمل ألا تندلع المواجهات بين طالبان وباكستان

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء فشل المفاوضات بين ممثلي باكستان وإدارة طالبان في إسطنبول.

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء فشل المفاوضات بين ممثلي باكستان وإدارة طالبان في إسطنبول.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، إنه يأمل ألا تُستأنف الاشتباكات بين البلدين الجارين رغم توقف المحادثات.
وفي رده على سؤال حول قلق الأمم المتحدة من جمود المفاوضات بعد أربعة أيام، قال دوجاريك: «نعم، بالتأكيد هذا أمر مقلق».
وكانت المفاوضات التي استمرت أربعة أيام بين ممثلي طالبان وباكستان في إسطنبول، بوساطة قطر وتركيا، قد انتهت دون أي نتائج تُذكر ووصلت إلى طريق مسدود.
وبعد فشل المحادثات، هدّد وزير الدفاع الباكستاني حركة طالبان بـ«التدمير»، قائلاً إنهم سيعيدون طالبان إلى كهوف توره بوره.
ولم تردّ طالبان بعد على هذه التصريحات، إلا أن نائب وزير الداخلية في حكومة طالبان قال أمس، عقب فشل المفاوضات: «يجب على باكستان أن تتعلم من مصير الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وبريطانيا في أفغانستان».






أفادت مصادر محلية في منطقة "شهر بزرغ" بولاية بدخشان، شمال شرق أفغانستان، باندلاع اشتباكات جديدة فجر الأربعاء بين مقاتلي حركة طالبان ومجموعة يقودها عبد الرحمن عمار، المسؤول السابق عن مناجم الحركة في الولاية.
وقالت المصادر إن حصيلة القتلى لم تُعرف بعد، لكن قوات طالبان حاصرت عناصر عمار في الجبال المحيطة بالمنطقة.
وأوضحت مصادر مطلعة لقناة "أفغانستان إنترناشيونال" أن رئيس أركان جيش طالبان فصيح الدين فطرت وصل الثلاثاء إلى بدخشان في محاولة لوقف القتال، وأجرى محادثات مع الجانبين، لكن مساعيه باءت بالفشل.
وبحسب التقارير، يتحصن مقاتلو عبد الرحمن عمار في الجبال المحيطة بـ"شهر بزرغ"، ويحظى بدعم شعبي واسع في المنطقة.
وتعود المواجهات إلى نزاع على السيطرة على مناجم الذهب بين عمار وشفیق الله حفیظي، الرئيس الحالي لإدارة المناجم في بدخشان. وتشير المصادر إلى أن عمار يحظى بدعم فصيح الدين فطرت نفسه.
ولم تُدلِ سلطات طالبان بأي تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه المواجهات.
وكانت وحدات "الكتيبة الحدودية" التابعة لطالبان قد اشتبكت الإثنين مع مجموعة عمار دعماً لرئيس إدارة المناجم الحالي، قبل أن ترسل الحركة تعزيزات عسكرية من مركز الولاية إلى المنطقة.
وأفادت مصادر محلية في وقت سابق بأنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين من مجموعة عمار، إضافة إلى مصرع عبد العليم حميدي، آمر العمليات في اللواء الأول التابع لطالبان. كما تحاول سلطات الحركة اعتقال القائد المتمرّد.
وتُظهر المعلومات أن عبد الرحمن عمار وشفیق الله حفیظي من أبرز قادة طالبان نفوذاً في بدخشان، وأن عمار رغم عدم توليه منصب رسمي حالياً، ما زال يحتفظ بمقاتليه وسلاحه ويملك نفوذاً محلياً واسعاً.
وتشهد بدخشان منذ أعوام نزاعات متكررة بين قادة طالبان حول تقاسم عائدات مناجم الذهب والأحجار الكريمة، في ظل تركيز الحركة خلال السنوات الأربع الماضية على استغلال الموارد الطبيعية في مختلف أنحاء أفغانستان.

هدّد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، حركة طالبان بـ"تدمير كامل"، قائلاً إن بلاده "لا تحتاج حتى إلى استخدام جزء صغير من ترسانتها العسكرية لتدمير نظام طالبان وإجبار قادته على العودة للاختباء في كهوف تورا بورا".
وقال خواجة آصف في منشور على منصة “إكس” إن “مشهد فرار طالبان مجدداً إلى كهوف تورا بورا سيكون ممتعاً لشعوب المنطقة”، في إشارة إلى الجبال الواقعة شرق أفغانستان التي اشتهرت خلال الحرب ضد طالبان وتنظيم القاعدة.
مضيفاً أن طالبان “تجرّ أفغانستان نحو حرب جديدة من أجل الحفاظ على سلطتها واقتصادها الحربي”.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الباكستاني بعد فشل المفاوضات التي استمرت أربعة أيام بين طالبان وباكستان في مدينة إسطنبول، برعاية قطر وتركيا. وقال آصف إنّ بلاده “لبّت دعوات الدول الشقيقة التي كانت طالبان تتوسّل إليها للتوسط من أجل خلق فرصة للسلام”، لكنه أضاف أنّ “التصريحات السامّة لبعض مسؤولي طالبان تكشف بوضوح عن عقلية النظام الخبيثة والمفككة”.
وأكد خواجة آصف أن طالبان “تدفع البلاد نحو صراع جديد بشكل أعمى من أجل حماية حكمها المغتصَب والحفاظ على اقتصاد الحرب”، مشيراً إلى أنهم “يدركون هشاشة شعاراتهم القتالية، لكنهم يواصلون قرع طبول الحرب لتغطية انهيار قناعهم”.
وتابع قائلاً: “إذا أصرت طالبان على تدمير أفغانستان وشعبها البريء مرة أخرى، فليكن ذلك على مسؤوليتها”، مضيفاً في ردّه على المقولة الشهيرة “أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات”: “باكستان لا تدّعي أنها إمبراطورية، لكن أفغانستان بالتأكيد مقبرة لشعبها نفسه… لم تكونوا يوماً مقبرة للإمبراطوريات، بل كنتم ملعباً لها عبر التاريخ”.
كما حذّر آصف من أنّ “المحرّضين على الحرب داخل طالبان الذين يستفيدون من استمرار عدم الاستقرار في المنطقة، قد أساؤوا تقدير إرادة باكستان وشجاعتها”، مضيفاً أن “العالم سيشهد أنّ تهديدات طالبان ليست سوى عرض مسرحي هزلي”.
فشل محادثات إسطنبول
كانت المفاوضات بين وفدي طالبان وباكستان قد بدأت السبت الماضي واستمرت حتى الثلاثاء في إسطنبول بمشاركة وسطاء من قطر وتركيا، دون تحقيق أي تقدّم ملموس.
وفي ختام الجولة، أعلن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارر أن المحادثات مع “نظام طالبان الأفغاني” انتهت دون نتيجة، موجهاً الشكر لقطر وتركيا على وساطتهما، لكنه اتهم وفد طالبان بـ”التهرّب من مناقشة القضايا الجوهرية”.
وقال تارر في منشور على “إكس” إن بلاده “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها”، مشيراً إلى أن إسلام آباد أجرت خلال السنوات الماضية حوارات متكررة مع طالبان حول الإرهاب العابر للحدود، خصوصاً ما يتعلق بحركة طالبان باكستان والمجموعات الانفصالية البلوشية.
وفي وقت سابق، نقلت قناة “أفغانستان إنترناشيونال” عن مصدر في وزارة خارجية طالبان أن باكستان طالبت خلال المفاوضات بأن تُطلق طالبان الأفغانية عملية عسكرية ضد “حركة طالبان باكستان” وتعلنها “منظمة إرهابية”، مهددة بأنه “إذا لم يتم ذلك، فإن لباكستان الحق في تنفيذ ضربات جوية داخل أفغانستان ضد التحركات المشبوهة”.
وأوضح المصدر أن موقف طالبان الرسمي هو أنها لا تعتبر طالبان الباكستانية “جماعة مسؤولة”، وأنها ترى الأزمة “شأناً داخلياً باكستانياً”، مؤكدة في الوقت نفسه أن الحركة “لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بأي دولة أخرى”.
وضمّ وفد طالبان إلى محادثات إسطنبول ستة أعضاء، برئاسة وكيل وزارة ك الداخلية رحمة الله نجيب، وسفير الحركة في قطر سهيل شاهين، والقيادي البارز أنس حقاني، ونور أحمد نور رئيس الإدارة السياسية في وزارة الخارجية، ونور الرحمن نصرت رئيس العمليات في وزارة الدفاع، والمتحدث باسم وزارة الخارجية عبد القهار بلخي.
أما الوفد الباكستاني فكان مؤلفاً من سبعة أعضاء، يضمّ دبلوماسيين ومسؤولين من الاستخبارات.

أعلن مساعد وزارة الخارجية الإيرانية يوم الثلاثاء أن حركة طالبان وافقت على نقل السجناء الإيرانيين من أفغانستان إلى إيران.
وقال كاظم غريبآبادي إن القائمة التفصيلية لهؤلاء السجناء ستُسلَّم قريبًا إلى السفارة الإيرانية لتسهيل نقلهم الفوري إلى إيران، وفقًا لتفاهم الطرفين.
ولم تُكشف بعد تفاصيل عدد السجناء الإيرانيين المحتجزين في أفغانستان.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن الاتفاق يشمل أيضًا استئناف نقل السجناء الأفغان المؤهلين من السجون الإيرانية إلى أفغانستان لقضاء محكومياتهم، وفق الاتفاقيات السابقة وبالتعاون المتبادل بين الطرفين.
وبحسب بيانات سابقة، نقلت لجنة نقل المحكومين بوزارة العدل الإيرانية خلال عقد من عملها أكثر من 4,500 سجين أجنبي إلى بلدانهم.
وجاء هذا الاتفاق عقب زيارة عسكر جلاليان، نائب وزير العدل الإيراني، إلى كابل، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين من طالبان لبحث بدء عملية نقل السجناء الأفغان من إيران في أكتوبر 2024.
وأكدت إدارة شؤون السجون التابعة لطالبان في 11 يونيو 2025 أن أكثر من 400 سجين أفغاني محكوم في إيران نُقلوا إلى أفغانستان خلال العام الماضي على مرحلتين، بينما كانت إدارة السجون قد أعلنت سابقًا نقل نحو 200 مواطن أفغاني محكوم بعقوبات متوسطة وطويلة المدة في 18 أبريل 2025.

أفاد مكتب الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) في تقرير حديث أن الانقطاع المتواصل للإنترنت لمدة 48 ساعة في البلاد تسبب في عواقب كارثية على المرضى.
وأوضحت الوثيقة المؤلفة من 12 صفحة أن الانقطاع الذي وقع في اليومين 7 و8 ميزان أسفر عن وفاة تسعة أطفال ورضيع واحد في المستشفيات الأفغانية.
وفي إحدى الحالات، فقدت امرأة حامل في شرق أفغانستان طفلها بسبب نزيف شديد، إذ لم تتمكن المستشفى من التواصل مع مركز الولادة الإقليمي لنقلها، ما أدى إلى تعرضها لمضاعفات صحية خطيرة، بحسب موظف صحي.
وأشار التقرير إلى أن المستشفيات خلال هذه الفترة نفدت من المعدات الحيوية مثل المضادات الحيوية والمحاليل الوريدية، ولم تستطع طلب المساعدة العاجلة بسبب انقطاع الهاتف والإنترنت.
كما ذكر يوناما أن ثلاثة أطفال في ولاية زابل توفوا نتيجة عدم توافر الدم المطلوب، بينما خمسة أطفال في ولاية بادغيس توفوا بسبب سوء التغذية لغياب الأطباء في المستشفيات.
وأوضح التقرير أن خدمات الطوارئ توقفت بالكامل، والمستشفيات شهدت شللاً في تقديم الرعاية الصحية، وفي إحدى الحالات بقي رجل يعاني من ألم شديد في الصدر لساعات دون علاج بسبب الإجراءات اليدوية لتسجيل المرضى.
وأكد التقرير أن الانقطاع المفاجئ للاتصالات والإنترنت شلّ النظام الصحي والمصرفي، والأسواق، والأعمال الصغيرة في البلاد.
وقالت فيونا فريزر، ممثلة مكتب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان: «الشعب الذي عاش عقوداً في ظلام الحرب، وجد نفسه فجأة في ظلام الاتصال، ولم يكن أحد يعرف عواقب هذا الوضع».
وذكرت يوناما أن قطع الإنترنت تم بأمر من هبة الله آخندزاده، زعيم طالبان، وفسرت الحركة القرار بـ الحد من "الفساد والفحشاء"، لكنها لم توضح أي أثر محتمل لهذا الانقطاع على حياة المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن البيانات الفعلية للوفيات قد تكون أعلى بكثير، إذ لم يتم جمع كافة المعلومات المتعلقة بالاتصالات الطارئة وحالات الوفاة خلال اليومين المتضررين.
أفادت مصادر محلية في ولاية بدخشان بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين عبد الرحمن عمار، القائد المحلي والرئيس السابق لقطاع المناجم في طالبان، وشفيق الله حفيظي، الرئيس الحالي لقطاع المناجم في الولاية.
وذكرت المصادر أن إدارة طالبان أرسلت تعزيزات من المركز مع قوات جديدة بهدف اعتقال عمار وأتباعه، الذين وُصفوا من قبل الحركة بأنهم "متمردون". وأضافت المصادر أن السبب الرئيسي للصراع هو المنافسة على السيطرة على منجم ذهب في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن عمار يحظى بدعم قاري فصيح الدين، رئيس الجيش في طالبان. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخصين من قوات عمار وعن مقتل عبد العليم حميدي، آمر عمليات اللواء الأول في طالبان.
كما أكدت المصادر أن تعزيزات إضافية من المركز وصلت إلى المنطقة بعد ظهر يوم الاثنين، مع تحليق مروحيات طالبان في الأجواء، مشيرة إلى أن القوات الموالية لعمار تتمركز في منطقة جبلية، ما يجعل المواجهة معها صعبة على قوات طالبان.
ويُعد كل من عبد الرحمن عمار وشفيق الله حفيظي من القادة المؤثرين في طالبان ببدخشان؛ فعمار، رغم عدم شغله لمنصب رسمي، يمتلك 400 إلى 500 مقاتل مسلح تحت قيادته. وقد شهدت الولاية في السابق اشتباكات مشابهة بين قيادات الحركة، كان آخرها قبل ثلاثة أيام في المدينة الرئيسية.
حتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي من المتحدثين أو المسؤولين في طالبان بشأن هذه الاشتباكات.
وتُشير المعلومات إلى أن طالبان ركّزت خلال السنوات الأربع الماضية على استغلال مناجم المعادن في مختلف الولايات الأفغانية، وهو ما تسبب بمخاوف بيئية محلية.
وقالت فوزية كوفي، النائبة السابقة عن بدخشان في مجلس النواب، إن سبب الاشتباكات هو السيطرة على مناجم الذهب، مؤكدة أن عمليات البحث والتنقيب تسببت في تدمير الأراضي وخراب البيئة المحلية. ونشرت كوفي صوراً ومقاطع فيديو من مواقع التنقيب لتوضيح حجم الأضرار البيئية في الولاية.