وقال خواجة آصف في منشور على منصة “إكس” إن “مشهد فرار طالبان مجدداً إلى كهوف تورا بورا سيكون ممتعاً لشعوب المنطقة”، في إشارة إلى الجبال الواقعة شرق أفغانستان التي اشتهرت خلال الحرب ضد طالبان وتنظيم القاعدة.
مضيفاً أن طالبان “تجرّ أفغانستان نحو حرب جديدة من أجل الحفاظ على سلطتها واقتصادها الحربي”.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الباكستاني بعد فشل المفاوضات التي استمرت أربعة أيام بين طالبان وباكستان في مدينة إسطنبول، برعاية قطر وتركيا. وقال آصف إنّ بلاده “لبّت دعوات الدول الشقيقة التي كانت طالبان تتوسّل إليها للتوسط من أجل خلق فرصة للسلام”، لكنه أضاف أنّ “التصريحات السامّة لبعض مسؤولي طالبان تكشف بوضوح عن عقلية النظام الخبيثة والمفككة”.
وأكد خواجة آصف أن طالبان “تدفع البلاد نحو صراع جديد بشكل أعمى من أجل حماية حكمها المغتصَب والحفاظ على اقتصاد الحرب”، مشيراً إلى أنهم “يدركون هشاشة شعاراتهم القتالية، لكنهم يواصلون قرع طبول الحرب لتغطية انهيار قناعهم”.
وتابع قائلاً: “إذا أصرت طالبان على تدمير أفغانستان وشعبها البريء مرة أخرى، فليكن ذلك على مسؤوليتها”، مضيفاً في ردّه على المقولة الشهيرة “أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات”: “باكستان لا تدّعي أنها إمبراطورية، لكن أفغانستان بالتأكيد مقبرة لشعبها نفسه… لم تكونوا يوماً مقبرة للإمبراطوريات، بل كنتم ملعباً لها عبر التاريخ”.
كما حذّر آصف من أنّ “المحرّضين على الحرب داخل طالبان الذين يستفيدون من استمرار عدم الاستقرار في المنطقة، قد أساؤوا تقدير إرادة باكستان وشجاعتها”، مضيفاً أن “العالم سيشهد أنّ تهديدات طالبان ليست سوى عرض مسرحي هزلي”.
فشل محادثات إسطنبول
كانت المفاوضات بين وفدي طالبان وباكستان قد بدأت السبت الماضي واستمرت حتى الثلاثاء في إسطنبول بمشاركة وسطاء من قطر وتركيا، دون تحقيق أي تقدّم ملموس.
وفي ختام الجولة، أعلن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارر أن المحادثات مع “نظام طالبان الأفغاني” انتهت دون نتيجة، موجهاً الشكر لقطر وتركيا على وساطتهما، لكنه اتهم وفد طالبان بـ”التهرّب من مناقشة القضايا الجوهرية”.
وقال تارر في منشور على “إكس” إن بلاده “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها”، مشيراً إلى أن إسلام آباد أجرت خلال السنوات الماضية حوارات متكررة مع طالبان حول الإرهاب العابر للحدود، خصوصاً ما يتعلق بحركة طالبان باكستان والمجموعات الانفصالية البلوشية.
وفي وقت سابق، نقلت قناة “أفغانستان إنترناشيونال” عن مصدر في وزارة خارجية طالبان أن باكستان طالبت خلال المفاوضات بأن تُطلق طالبان الأفغانية عملية عسكرية ضد “حركة طالبان باكستان” وتعلنها “منظمة إرهابية”، مهددة بأنه “إذا لم يتم ذلك، فإن لباكستان الحق في تنفيذ ضربات جوية داخل أفغانستان ضد التحركات المشبوهة”.
وأوضح المصدر أن موقف طالبان الرسمي هو أنها لا تعتبر طالبان الباكستانية “جماعة مسؤولة”، وأنها ترى الأزمة “شأناً داخلياً باكستانياً”، مؤكدة في الوقت نفسه أن الحركة “لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بأي دولة أخرى”.
وضمّ وفد طالبان إلى محادثات إسطنبول ستة أعضاء، برئاسة وكيل وزارة ك الداخلية رحمة الله نجيب، وسفير الحركة في قطر سهيل شاهين، والقيادي البارز أنس حقاني، ونور أحمد نور رئيس الإدارة السياسية في وزارة الخارجية، ونور الرحمن نصرت رئيس العمليات في وزارة الدفاع، والمتحدث باسم وزارة الخارجية عبد القهار بلخي.
أما الوفد الباكستاني فكان مؤلفاً من سبعة أعضاء، يضمّ دبلوماسيين ومسؤولين من الاستخبارات.