وقال المسؤول، في مقابلة مع صحيفة «بروتوم ألو» البنغلاديشية نُشرت يوم الاثنين، إن طالبان، منذ عودتها إلى السلطة، «لم تقتل أي صحفي»، وإنه «لا يوجد حالياً أي صحفي معتقل في البلاد».
غير أن معلومات موثقة تشير إلى أن ما لا يقل عن خمسة صحفيين لا يزالون محتجزين في سجون طالبان، فيما تُصنَّف أفغانستان كواحدة من أسوأ دول العالم من حيث حرية الصحافة، والرقابة، وقمع الإعلاميين.
وفي تقريرها السنوي الأخير، قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إن الصحافة في أفغانستان، الخاضعة لسيطرة طالبان، «تتعرض لخنق كامل بفعل رقابة صارمة وممنهجة». وأضافت المنظمة أن أكثر من 165 من العاملين في المجال الإعلامي تم اعتقالهم منذ عودة طالبان إلى الحكم، بينهم 25 صحفياً اعتُقلوا خلال عام 2025 فقط.
من جانبها، قالت منظمة «ني في المنفى»، وهي منظمة مدافعة عن حرية الإعلام، إن أفغانستان باتت أخطر دولة في العالم على الصحفيين، معتبرة أنها تحولت إلى «أكبر سجن للصحفيين على مستوى العالم».
وتُشكك تقارير منظمات إعلامية مستقلة في تصريحات نائب وزارة الإعلام والثقافة في طالبان، معتبرة أنها لا تعكس الواقع على الأرض.
وقال مركز الصحفيين الأفغان إن سبعة صحفيين أفغان كانوا محتجزين في سجون طالبان حتى مساء يوم 14 ديسمبر 2024. وأضاف أحمد قريشي، رئيس المركز، في تصريح لقناة «أفغانستان إنترناشيونال»، أن طالبان أفرجت يوم الاثنين عن صحفيين اثنين، إلا أن خمسة آخرين ما زالوا قيد الاحتجاز.
وأوضح قريشي أن غلام محيي الدين صاحب زاده، المدير المسؤول، وجهادمل حبيبي، مراسل قناة «رسا» التلفزيونية الخاصة في كابول، أُفرج عنهما من سجن باغرام بعد عشرة أشهر من الاعتقال، غير أن السلطات لم تسمح حتى الآن باستئناف نشاط القناة.
كما أشار إلى أن الصحفيين مهدي أنصاري وحميد فرهادي لا يزالان محتجزين منذ عدة أشهر، حيث اعتُقل أنصاري في 6 أكتوبر 2024، بينما اعتُقل فرهادي في 4 سبتمبر 2024. وبحسب المركز، فإن طالبان تتهمهما بالتعاون مع وسائل إعلام أفغانية تعمل خارج البلاد.
طالبان: حرية التعبير ليست مطلقة حتى في الولايات المتحدة
وفي دفاعه عن القيود المفروضة على الإعلام، قال نائب وزارة الثقافة في طالبان إن «جميع الدول تضع أُطراً وشروطاً لعمل وسائل الإعلام، وحتى في الولايات المتحدة لا توجد حرية تعبير مطلقة».
وأضاف أن وسائل الإعلام في أفغانستان يُسمح لها بالعمل شريطة الالتزام بـ«القيم الإسلامية، والقيم الوطنية، ووحدة أراضي البلاد».
ورفض المسؤول تقارير المنظمات الدولية التي تتحدث عن قمع وفرض رقابة على الإعلام، متهماً الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، باستخدام الصحفيين ووسائل الإعلام «كأدوات ضغط سياسي» على إدارة طالبان.
في المقابل، ترى منظمة «ني في المنفى» أن طالبان نجحت في تحويل معظم وسائل الإعلام المحلية إلى منصات دعائية تخدم خطابها السياسي.
وكانت طالبان قد عادت إلى السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، ومنذ ذلك الحين غادر عدد كبير من الصحفيين البلاد خشية الملاحقة أو الاعتقال.
وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إن 51 في المئة من الصحفيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على مساعدات طارئة خلال عام 2025 كانوا من الصحفيين المُجبرين على العيش في المنفى. ووفقاً للتقرير، سُجلت هذه الطلبات من 44 دولة، وتصدرت أفغانستان القائمة بـ134 طلباً، تلتها روسيا بـ48 طلباً، ثم السودان بـ21 طلباً.