ترامب يبرم اتفاقًا نفطيًا مع باكستان ويشدّد العقوبات على الهند
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع باكستان، يتضمّن تعاوناً بين البلدين في مجال تطوير احتياطات النفط الباكستانية الهائلة، وذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأميركية على الهند.
وقال ترامب في تصريحات له: "نحن بصدد اختيار الشركة التي ستقود هذا التعاون"، مضيفاً بنبرة ساخرة: "ربما يأتي يوم تبيع فيه باكستان النفط للهند". ونشر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" قائلاً: "كنا اليوم في البيت الأبيض منشغلين في التفاوض حول اتفاقات تجارية مهمة... وقد قدّمت عدة دول عروضاً لتخفيض الرسوم الجمركية". تأتي هذه التصريحات في ظل مباحثات مكثفة أجراها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وباكستان مؤخراً حول العلاقات التجارية وقضايا الرسوم الجمركية. وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية أن المباحثات ركزت على مجالات التعاون الثنائي في التجارة، والاستثمار، والزراعة، والتكنولوجيا، والموارد الطبيعية.
منح باكستان... ومعاقبة الهند يأتي الإعلان عن الاتفاق التجاري مع باكستان تزامناً مع إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند، اعتباراً من يوم الجمعة. كما أعلن عن "عقوبات غير محددة" على الهند بسبب شرائها للنفط والأسلحة من روسيا.
وتُعد هذه الخطوة تصعيداً غير مسبوق ضد أحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في آسيا. وتشير البيانات الرسمية إلى أن الهند استوردت نحو 35% من احتياجاتها النفطية من روسيا خلال النصف الأول من عام 2025، كما أنها من أكبر مشتري الأسلحة الروسية. ويُسجّل عجز تجاري كبير في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والهند، يبلغ نحو 45.7 مليار دولار لصالح نيودلهي. وفي أول رد فعل رسمي، أعلنت الحكومة الهندية أنها "تأخذ القرار بعين الاعتبار"، وأنها تدرس تداعياته. كما أطلقت الهند والولايات المتحدة جولة جديدة من المفاوضات بشأن الرسوم الجمركية.
التقارب الأميركي – الباكستاني لا يبدو أن منح الامتيازات لباكستان والضغط على الهند سيُغيّر من السياسة الأميركية في جنوب آسيا، إذ دأب ترامب خلال الأشهر الماضية على فرض رسوم على حلفائه، في إطار سياسة "الدفع مقابل الحماية"، بحجة أن هذه الدول استفادت طويلاً من الولايات المتحدة، وحان الوقت لتسديد الفاتورة.
وزیر خارجية باكستان خلال زيارته إلى واشنطن
ويشهد مسار العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد تحسنتً ملحوظاً مقارنة بفترة إدارة جو بايدن، إذ تسعى باكستان لتعزيز التعاون الاستخباراتي مع واشنطن، لا سيما في ملف تنظيم داعش، لتجاوز التوتر الذي طبع العلاقات في السابق. وكان ترامب قد استقبل مؤخراً في البيت الأبيض رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، في حين لم توجه واشنطن بعد دعوة لرئيس الوزراء شهباز شريف. في المقابل، أجرى وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، لقاءً في واشنطن مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. الأسبوع الماضي، زار قائد عسكري أميركي بارز باكستان، حيث قلّده الرئيس الباكستاني وساماً عسكرياً رفيعاً.
قائد القيادة المركزية الأميركية أثناء تسلّمه الوسام العسكري الرفيع في باكستان
كما لعب ترامب دوراً رئيسياً في التوصل إلى وقف إطلاق النار الأخير بين الهند وباكستان، وهو ما دفع إسلام آباد إلى الإشادة بدوره، معتبرةً إياه "مرشحاً جديراً" بجائزة نوبل للسلام.