وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية مساء أمس: "من اللافت أن الدول التي تنتقد الهند تحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات تجارية واسعة مع روسيا، من غير العدل أن تكون الهند وحدها محل الانتقاد".
وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي أجرى خلال عام 2024 مبادلات تجارية مع روسيا بقيمة 78 مليار دولار، من بينها استيراد 16.5 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال.
وأضافت الوزارة أن الولايات المتحدة لا تزال تستورد من روسيا مواد حساسة كاليورانيوم والبلاديوم والأسمدة والمواد الكيميائية، رغم أنها لن تُفصح رسمياً عن هذه الواردات.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، صعّد من حدة الانتقادات يوم الإثنين، حيث هدد بفرض رسوم جمركية أعلى على الصادرات الهندية، إذا استمرت نيودلهي في شراء النفط من موسكو، معلناً فرض رسوم تصل إلى 25%، ما أدى إلى توتر جديد في العلاقات التجارية بين البلدين.
ولم يصدر حتى الآن أي رد من السفارة الأميركية أو بعثة الاتحاد الأوروبي في نيودلهي على هذه الانتقادات.
أرقام تاريخية وتناقضات واضحة
ورغم تقليص العلاقات التجارية مع روسيا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، إلا أن بيانات المفوضية الأوروبية تشير إلى أن روسيا كانت خامس أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي حتى نهاية عام 2021، بقيمة تبادل سنوية وصلت إلى 258 مليار يورو.
ردود فعل غاضبة في الهند
وأثار تهديد ترمب بفرض عقوبات اقتصادية جديدة ردود فعل واسعة في الهند، حيث أدانت أحزاب السلطة والمعارضة تصريحاته بشدة.
وقال عضو حزب المؤتمر المعارض مانيش تيواري: "تصريحات ترامب المهينة تمس كرامة الشعب الهندي، وحان الوقت لرفض هذا الابتزاز والإهانة المستمرة".
من جهته، استشهد نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بايجيانت باندا، بقول وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر: "أن تكون عدواً لأميركا أمر خطير، لكن أن تكون صديقاً لها فهو أمر قاتل".
تداعيات اقتصادية محتملة
وأوضح أجاي سريفاستافا، رئيس مبادرة البحوث التجارية العالمية (GTRI)، أن الرسوم الجديدة التي اقترحها ترمب قد تؤدي إلى انخفاض الصادرات الهندية بنسبة تصل إلى 30%، ما قد يخفض قيمتها إلى 60.6 مليار دولار بنهاية العام المالي الحالي، مقارنة بـ 86.5 مليار دولار في العام السابق.
كما سجلت مؤشرات سوق الأسهم الهندية تراجعاً ملحوظاً بعد تصريحات ترامب، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية.