ويُعد هذا القرار تحولًا لافتًا في موقف برلين، التي تُعتبر أقرب حليف لإسرائيل في أوروبا وثاني أهم شريك لها بعد الولايات المتحدة. ويعكس الموقف الألماني الجديد اتساع الهوة بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعديد من حلفائها الغربيين.
وزير الخارجية الهولندي كاسبار فِلدكامب صرّح لموقع أكسيوس قائلاً: "حكومة نتنياهو تخسر أوروبا بالكامل. نحن نقف مع إسرائيل، لكن ليس مع سياسة الحكومة الإسرائيلية".
خطة الاحتلال
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قد أقر، مساء الخميس، خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة، كمرحلة أولى من هجوم جديد قد يمتد ليشمل السيطرة على كامل قطاع غزة.
وجاء القرار بعد أكثر من عشر ساعات من المشاورات، رغم معارضة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، وأثار موجة إدانات في أوروبا والعالم العربي.
وبحسب مصادر إسرائيلية، يستعد الجيش لإصدار أوامر إخلاء لنحو مليون فلسطيني من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، على أن يتم نقلهم إلى مخيمات مركزية وأماكن أخرى في القطاع، تمهيدًا لفرض حصار على عناصر حماس المتبقين في المدينة وتنفيذ هجوم بري واسع، وذلك قبل تاريخ 7 أكتوبر المقبل.
الموقف الألماني
المستشار الألماني فريدريش ميرتس قال في بيان إن العملية الإسرائيلية "تصعّب بشكل متزايد إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار أو إطلاق سراح الرهائن أو نزع سلاح حماس"، معلنًا أن برلين ستوقف تصدير أي معدات عسكرية يمكن استخدامها في قطاع غزة "حتى إشعار آخر".
وأضاف ميرتس أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل "مسؤولية أكبر" عن الوضع الإنساني في غزة في ضوء خطتها الجديدة.
ردود الفعل الدولية
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين دعوا نتنياهو إلى التراجع عن القرار، فيما أصدرت السعودية ومصر والأردن ودول عربية أخرى بيانات إدانة قوية.
ويرى مراقبون أن الخطوة الألمانية قد تمهّد لفرض مزيد من العقوبات الأوروبية على إسرائيل، بما في ذلك تعليق مشاركتها في القسم المتقدم من برنامج "هورايزن" المخصص لدعم الأبحاث التكنولوجية، إضافة إلى مقترح هولندي لتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في حال استمرار التصعيد في غزة.