الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية: بوتين ليس لديه نية لتحقيق السلام في أوكرانيا
قال ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه أي نية للموافقة على اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا، إلا إذا مُنحت روسيا المزيد من الأراضي الأوكرانية.
وأضاف الجنرال المتقاعد، في مقابلة مع شبكة ABC News، أنه غير متفائل إزاء احتمال عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيراً إلى أنه لا يرى سبباً يدعوه للاعتقاد بأن مثل هذا الاجتماع، حتى لو جرى، سيكون ناجحاً.
ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي التقى بوتين سابقاً في ألاسكا، تنظيم لقاء بين بوتين وزيلينسكي.
وقال بتريوس: «ما أصبح واضحاً للجميع في الأسبوعين الأخيرين ـ وأعتقد حتى بالنسبة للرئيس ترامب ـ هو أنه رغم كل جهوده، وهي جهود نثمّنها لإنهاء الحرب ووقف إراقة الدماء، فإن بوتين لا ينوي القيام بذلك إطلاقاً، إلا إذا حصل على المزيد من الأراضي».
الأراضي التي يطالب بها بوتين
وأشار الرئيس السابق لـ CIA إلى أن المناطق الأوكرانية التي يسعى بوتين للاستحواذ عليها تم تعزيزها بشكل كبير من قِبل القوات الأوكرانية، مضيفاً أن القوات الروسية ستضطر للقتال لسنوات بنفس الوتيرة الحالية حتى تتمكن من السيطرة عليها.
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن بوتين يريد كامل أراضي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس، بما في ذلك الأجزاء غير الخاضعة حالياً لسيطرة روسيا. كما أبدى استعداده لتثبيت خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا، ما يُظهر تراجعاً جزئياً عن مطلبه السابق بالسيطرة الكاملة على الأقاليم الأربعة.
ورغم تصريحات ترامب بشأن إحراز تقدم في مفاوضات السلام، لم تتراجع روسيا عن مطالبها الأساسية، وفي مقدمتها الاستسلام السياسي والعسكري الكامل لأوكرانيا.
وبعد لقائه مع ترامب في ألاسكا، أكد بوتين مجدداً في خطاب علني هذه المواقف.
بوتين العقبة الرئيسية أمام السلام
قال بتريوس: «إنه يريد إطاحة الرئيس زيلينسكي واستبداله بشخصية موالية لروسيا، كما يريد نزع سلاح أوكرانيا بالكامل. هذه الأمور غير مقبولة لا بالنسبة لأوكرانيا ولا للاتحاد الأوروبي ولا للولايات المتحدة».
وأوضح أن زيلينسكي، بموجب الدستور الأوكراني، لا يملك حتى صلاحية التنازل عن جزء من الأراضي للسيطرة الروسية، إذ يجب أن يُطرح مثل هذا الأمر في استفتاء وطني.
وأكد بتريوس أن بوتين لا يزال العقبة الأساسية أمام السلام، داعياً الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا إلى زيادة دعمهم لكييف.
وأضاف: «يجب أن يكون الأمر واضحاً: العقبة أمام السلام حالياً هي الرئيس بوتين نفسه».
دعوة لمزيد من الدعم لأوكرانيا
تابع الجنرال المتقاعد: «علينا أن نغيّر المعادلة عبر تقديم دعم أكبر بكثير لأوكرانيا مما قدمناه حتى الآن: رفع القيود المفروضة عليها، مصادرة 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا وتحويلها إلى أوكرانيا، فرض مزيد من العقوبات على روسيا بما يشمل حتى "غازبروم بنك"، وتقييد صادرات النفط الروسية أكثر مما فعلنا حتى الآن».