وأوضحت مصادر مطلعة في كابل وقندهار أن زعيم طالبان شدد على ضرورة مشاركة شخصيات موثوقة لديه في أي لقاءات مع وفود أجنبية، متسائلاً عن سبب لقاء الوفد الأميركي مع ملا برادر بدلاً من رئيس الوزراء محمد حسن آخوند.
ونقل مصدر في قندهار عن زعيم طالبان هبة الله قوله: "يجب أن يكون رجالي المقرّبون حاضرين في أي لقاء مهم مع الأجانب".
وبحسب المعلومات، يصرّ زعيم طالبان على أن تضم الاجتماعات مع الوفود الأجنب بعض الأسماء المحددة، منهم وزراء الحج والأوقاف، والمعادن، والعدل، والتعليم العالي، إلى جانب قاضي القضاة، وحاكما قندهار وبلخ، إضافة إلى رئيس الوزراء.
وتشير المصادر إلى أن وفداً أميركياً ترأسه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، زار كابل مؤخراً، ونقل رسائل تتعلق بملف السجناء إلى بعض وزراء طالبان الموجودين حالياً في قندهار، بينهم وزير المعادن والبترول الملا هداية الله بدري، ووزيري المالية والاقتصاد، ونائب وزير الداخلية حاجي إبراهيم صدر، ورئيس البنك المركزي.
كما ذكرت المصادر أن من بين محاور الزيارة الأميركية كانت قضية قطع خدمات الإنترنت والألياف البصرية في البلاد.
وخلال لقائه مع ملا برادر، قال آدم بولر إن اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان نُفّذ بشكل جيد، دون خروقات.
بدوره، قدّم برادر عرضاً حول الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وجهود مكافحة زراعة وتهريب المخدرات، والبطالة، وغيرها من القضايا، داعياً واشنطن إلى التعاون بدلاً من المواجهة، والمشاركة في جهود إعادة الإعمار. وأضافت طالبان أن بولر أكد التزام بلاده بتنفيذ اتفاق تبادل السجناء.
ورغم ذلك، ترى مصادر مطلعة أن هبة الله يعتبر تحركات بعض الشخصيات المرتبطة سابقاً بالمكتب السياسي للحركة في الدوحة "مستقلة" عن توجيهاته، ويتهم بعضها بعدم تنفيذ أوامره.
ولفتت المصادر إلى أن هبة الله آخوندزاده سبق أن أقال وزير الإعلام والثقافة السابق ملا خيرالله خيرخواه لهذا السبب، وقد يكون بصدد البحث عن مبرر لإقالة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ملا عبد الغني برادر أيضاً.