طالبان تبني مخيماً مؤقتاً للعودة الأفغانية عند حدود إسلام قلعة

أعلن المكتب الإعلامي لحاكم طالبان في هرات أن حركة طالبان تبني مخيماً جديداً عند حدود اسلام قلعة لاستيعاب أكثر من 41 ألف شخص من العائدين الأفغان، بمساندة منظمة اليونيسف.

أعلن المكتب الإعلامي لحاكم طالبان في هرات أن حركة طالبان تبني مخيماً جديداً عند حدود اسلام قلعة لاستيعاب أكثر من 41 ألف شخص من العائدين الأفغان، بمساندة منظمة اليونيسف.
ووفقاً للمصادر المحلية، فقد بلغت تكاليف بناء المخيم حتى الآن 70 مليون أفغاني.
وقال مسؤولون في طالبان إن المخيم يشمل مخيمين جديدين، وأربعة مظلات بسعة إجمالية 16 ألف شخص، وثلاث صالات بسعة 11 ألف شخص، ومطبخاً كبيراً لإعداد 20 ألف وجبة يومياً، وست مناطق انتظار بسعة 18 ألف شخص.
وادعت طالبان أنها منذ بدء إعادة مهاجري أفغانستان من إيران، قدمت أكثر من مليار أفغاني كمساعدات للعائدين، وفرت فرص عمل لما لا يقل عن 15 ألف شخص.
في المقابل، تقوم الأمم المتحدة عند الحدود بتوزيع أموال نقدية على العائدين الأفغان، لكنها أوقفت التوزيع مؤخراً بسبب حظر عمل النساء الذي فرضته طالبان.
ووفقاً لإحصائيات منظمة الهجرة الدولية (IOM)، عاد أكثر من 4 ملايين أفغاني من إيران وباكستان منذ سبتمبر 2023، منهم حوالي 1.5 مليون أفغاني فقط من إيران خلال عام 2025.
وكان مجلس الأمن الدولي قد حذر سابقاً من أن العائدين الأفغان معرضون للإيذاء، والعقوبات القاسية، والانتهاكات غير الإنسانية، والأضرار التي لا يمكن تعويضها.






أفادت وسائل إعلام باكستانية، يوم السبت 20 سبتمبر، نقلاً عن مصادر أمنية، بمقتل غُل رحمان، العقل المدبر للهجوم على قطار "جعفر إكسبرس" في مدينة كويته، وذلك خلال وجوده في ولاية هلمند الأفغانية.
ووفقاً للتقارير، كان غل رحمان يشغل منصب القائد العملياتي في جيش تحرير بلوشستان.
ولم تكشف وسائل الإعلام الباكستانية تفاصيل إضافية حول كيفية مقتله داخل الأراضي الأفغانية.
وكانت جماعة جيش تحرير بلوشستان قد تبنت في مارس 2024 هجوماً على قطار "جعفر إكسبرس" الذي كان يقل أكثر من 440 راكباً من كويته إلى روالبندي، وذلك في منطقة "مشکاف" التابعة لممر بولان. وأسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصاً، بينهم عسكريون باكستانيون، وإصابة العشرات، كما احتجز المهاجمون عدداً من الركاب رهائن.
التقارير الإعلامية الصادرة السبت أوضحت أن غل رحمان قُتل يوم 17 سبتمبر 2025 في ولاية هلمند. وتشير معلومات أخرى إلى أنه كان وراء استهداف عدة مشاريع مرتبطة بممر الصين-باكستان الاقتصادي.
وقد استمر الهجوم وعمليات تحرير الرهائن قرابة 24 ساعة، وأكد الجيش الباكستاني حينها مقتل 33 من المهاجمين في المواجهات.
اتهامات لافغانستان وتلميحات بعملية سرية
في ذلك الوقت، صرّح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، أن اتصالات تم اعتراضها ومعلومات استخباراتية أظهرت ارتباط المهاجمين بعناصر داخل أفغانستان. وأضاف أن "الإرهابيين يتمتعون بملاذات آمنة في أفغانستان"، مشدداً على أن إسلام آباد طالبت مراراً حكومة طالبان بمنع استخدام أراضيها من قبل جماعات مثل جيش تحرير بلوشستان لتنفيذ هجمات داخل باكستان.
وفي 7 سبتمبر 2025، نشر حساب تابع لـ"الجمعية الاستراتيجية الباكستانية" على منصة "إكس" أن فريقاً مجهول الهوية نفذ عملية خاصة وسرية في هلمند أسفرت عن مقتل غل رحمان. وذكر أن العملية استُخدمت فيها أسلحة هجومية، ولم تُسجل خلالها أي خسائر مدنية أو إصابات في صفوف منفذيها.
كما أشاد وزير الإعلام السابق في إقليم بلوشستان، جان أتشاكزي، عبر "إكس" بالعملية قائلاً: "عمل أبطالنا المجهولين خلف خطوط العدو استثنائي".
حتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من حركة طالبان أو من الانفصاليين البلوش حول الحادثة.
يُشار إلى أن غل رحمان كان من أبرز قادة "لواء مجيد" التابع لجيش تحرير بلوشستان، وهو الجناح الانتحاري للجماعة. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أدرجت مؤخراً جيش تحرير بلوشستان و"لواء مجيد" على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية.
وتؤكد إسلام آباد مراراً أن الانفصاليين البلوش وحركة طالبان الباكستانية يتمركزون داخل الأراضي الأفغانية، وينطلقون منها لتنفيذ هجمات مسلحة داخل باكستان، وهي اتهامات تنفيها طالبان.

اتهم ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان في كابل، المسؤولين الباكستانيين باستخدام لغة "حربية" و"مهددة"، مؤكداً أن هذه السياسة لن تمكّن طالبان من ضبط أو إصلاح حركة طالبان الباكستانية (TTP) أو منع هجماتها داخل الأراضي الباكستانية.
وقال مجاهد في حديث لمركز الدراسات الأمنية الباكستاني، يوم الجمعة 20 سبتمبر، إن "قبل أن نتحدث في الإعلام، ونفسد الأجواء، أو نلوّح بخيار عسكري، ينبغي البحث عن حلول معقولة"، داعياً إلى بناء الثقة بين كابول وإسلامآباد.
تصريحات المتحدث باسم طالبان جاءت بعد نحو أسبوع من تهديد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بقطع العلاقات مع طالبان الأفغانية إذا استمرت في دعم أو احتضان طالبان الباكستانية. وقال شريف حينها بلهجة حادة: "على طالبان أن تختار، إما الوقوف مع باكستان أو مع TTP، ولا يمكنها استضافة جماعات تزعزع استقرار جارتها وفي الوقت نفسه تتوقع علاقات طبيعية معنا".
مجاهد: التهديدات لا تجدي
وفي رده، أوضح مجاهد أن التصريحات العدائية والتهديدية "لا فائدة منها"، داعياً المسؤولين الباكستانيين إلى ترك لغة التهديد والتركيز على معالجة الأسباب الداخلية للهجمات داخل باكستان. وأضاف أن "الأحداث الأمنية في باكستان شأن داخلي، وقواتها الأمنية مسؤولة عن حماية مدنها".
وأكد أنه إذا كانت لدى إسلامآباد معلومات عن هجمات يجري التخطيط لها من داخل أفغانستان، "فعليها أن تبلغ طالبان حتى نتمكن من منعها".
منذ عودة طالبان إلى الحكم في كابول في أغسطس 2021، تدهورت الأوضاع الأمنية في باكستان، خصوصاً في خيبر بختونخوا وبلوشستان، حيث صعّدت حركة طالبان الباكستانية والجماعات المتحالفة معها هجماتها ضد القوات الأمنية والبنى التحتية والمشاريع الكبرى، وعلى رأسها "الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني".
وتتهم إسلامآباد طالبان الأفغانية بتوفير ملاذات آمنة لقيادات طالبان الباكستانية والسماح بتنظيم هجمات من داخل الأراضي الأفغانية، وهي اتهامات نفتها طالبان مراراً.

قال تاجمير جواد، نائب رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة طالبان، إن الحركة مستعدة لاستئناف الهجمات الانتحارية إذا تطلب الأمر "لحماية النظام والدفاع عنه".
جاءت هذه التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي الخاضع لسيطرة طالبان السبت 20 سبتمبر، بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمال إعادة انتشار قوات بلاده في قاعدة باغرام الجوية شمال كابل.
وفي تسجيل صوتي منسوب إليه، أكد جواد أن مقاتلي طالبان استخدموا الهجمات الانتحارية للوصول إلى السلطة، وسيكررونها إذا كان ذلك ضرورياً "للحفاظ على الحكم". وأضاف متهماً معارضي طالبان بأنهم يمثلون "الكفر والاحتلال"، ومتوعداً إياهم بالمزيد من الهجمات.
جواد، المعروف بلقب "العقل المدبر للهجمات الانتحارية"، أقسم في كلمته بأنه مستعد لأن "يذوب ذرة ذرة" من أجل ترسيخ سلطة طالبان.
تزامن لافت مع تصريحات ترامب
تصريحات جواد لم تتطرق مباشرة إلى كلام ترامب، غير أن تزامنها مع حديث الرئيس الأميركي عن عودة محتملة للقوات إلى باغرام اعتُبر رسالة تهديد غير مباشرة من طالبان. وكان ترامب قد صرح في لندن ثم في البيت الأبيض أن بلاده تجري محادثات مع طالبان حول هذا الموضوع.
منذ تعيينه نائباً لرئيس الاستخبارات بعد عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021، كرر جواد أكثر من مرة تهديده باللجوء إلى العمليات الانتحارية. ففي مارس 2024، قال خلال لقاء مع عناصر انتحارية للحركة في قندهار إن هذه العمليات ستبقى خياراً مطروحاً "للدفاع عن النظام".
وينتمي جواد إلى شبكة حقاني، التي تُتهم بالوقوف وراء أعنف الهجمات في أفغانستان. وتتّهمه الحكومة السابقة بالضلوع في هجوم جامعة كابول عام 2020 الذي أودى بحياة 22 طالباً وأصاب أكثر من 40 آخرين، رغم أن "داعش – ولاية خراسان" أعلن مسؤوليته آنذاك. كما يُعتبر من المخططين للهجوم على "كابل بنك" في ننغرهار، الذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

حذّر عبدالسلام ضعيف، السفير السابق لحركة طالبان في باكستان، من أي محاولة لعقد صفقة بشأن وجود عسكري أجنبي في أفغانستان، مؤكداً أن "لا حاكم في البلاد يملك الحق في المقايضة على هذا الملف".
وقال ضعيف في مقال نشره عبر منصة "إكس" يوم السبت 20 سبتمبر إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يملك "فهما خاطئاً" عن أفغانستان، مشدداً على أن التاريخ أثبت عجز القوى الكبرى عن إخراج أفغانستان من حيادها أو توظيفها لصالح طرف محدد، محذراً من أن محاولات كهذه قادت البلاد سابقاً إلى الدمار والانهيار.
كما اتهم ضعيف الولايات المتحدة بالسعي إلى عودة وجودها في أفغانستان استعداداً لـ"حرب عالمية ثالثة"، على حد قوله، مضيفاً أن واشنطن تحاول إيجاد موطئ قدم لها في باكستان وأفغانستان وأذربيجان لإخضاع المنطقة لرقابتها العسكرية والاستخباراتية، متوقعاً أن تتضح ملامح هذا الصراع بحلول عام 2035.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد يوم الجمعة أن بلاده تجري مباحثات مع طالبان بشأن استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، مشيراً في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أن أحد دوافع واشنطن وراء هذا الطلب هو قرب القاعدة من مناطق يعتقد أنها مراكز إنتاج السلاح النووي الصيني.
وأشار ترامب إلى أن طالبان قدمت مطالبها الخاصة مقابل منح السيطرة على باغرام، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المفاوضات ما زالت في مراحلها الأولى، وتركّز على نشر محدود لقوات أميركية خاصة بمكافحة الإرهاب.
موقف طالبان: تعاون اقتصادي لا وجود عسكري
وفي المقابل، اعتبر ذاكر جلالي، مساعد وزير الخارجية في حكومة طالبان، أن تصريحات ترامب بشأن باغرام تعكس "عقلية رجل الأعمال"، قائلاً إن الرئيس الأميركي "ينظر إلى الملف من زاوية صفقة تجارية أكثر من كونه قراراً سياسياً".
وأوضح جلالي عبر منصة "إكس" أن أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، سواء في المجالين الاقتصادي أو السياسي، لكنه شدّد على أن "أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الأفغانية غير مقبول إطلاقاً"، مؤكداً أن هذا الموقف رُفض بشكل واضح في مفاوضات الدوحة.
وختم بالقول إن "أبواب التعاون في المجالات الأخرى ما زالت مفتوحة"، في إشارة إلى رغبة طالبان في استمرار التفاعل مع واشنطن بعيداً عن الوجود العسكري.

كشف زلماي خليلزاد، المبعوث الأميركي السابق إلى أفغانستان، أن قضية السجناء والرهائن تمثل العقبة الرئيسية أمام توسيع العلاقات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل سريع لهذا الملف.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" يوم السبت 20 سبتمبر، أوضح خليلزاد أن واشنطن ترى في مكافحة الإرهاب مبرراً أساسياً للتقارب مع طالبان، بينما تعتبر الحركة أن التحديات القادمة من الدول المجاورة هي الدافع الأبرز لذلك.
وكان خليلزاد قد وصل إلى كابول في 22 سبتمبر برفقة آدم بولر، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، حيث تركزت المحادثات على قضية الإفراج عن رهائن أميركيين محتجزين في أفغانستان.
وفي السياق ذاته، أفادت معلومات حصلت عليها قناة "أفغانستان إنترناشيونال" بأن زعيم طالبان أبدى غضباً من نائب رئيس الوزراء، غنی برادر، إثر لقائه الوفد الأميركي من دون إذن مسبق ومن دون حضور شخصيات مقرّبة من هبة الله.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دخلت في مفاوضات مع طالبان لبحث إمكانية عودة محدودة للقوات الأميركية إلى قاعدة باغرام الاستراتيجية شمال كابول.
وذكرت الصحيفة أن آدم بولر، الذي رافق خليلزاد في زيارته الأخيرة إلى أفغانستان، يقود هذه المباحثات، فيما أكدت مصادرها أن طالبان لم توافق حتى الآن على أي من هذه المقترحات، وأن الأمور لا تزال عند حدود النقاشات الأولية.